{السماوة:الفرات نيوز} تقرير: ستار العرداوي.. تعد محافظة المثنى من المناطق التي سكنها الإنسان القديم منذ أقدم العصور التاريخية، وقد انتقل إنسان وادي الرافدين من عصور ما قبل التاريخ إلى حياة التمدن والحضارة لأول مرة في تاريخ الإنسان بظهور الوركاء، حيث بداية ظهور المدينة ونظام الحكم والكتابة والتدوين والقوانين المنظمة للحياة الاجتماعية والفنون والآداب وأسس المعرفة الأخرى.
وتمتلك المحافظة إمكانات للنمو الاقتصادي في مجالات الزراعة وتصنيع الملح والإسمنت والطوب والنسيج، وتوفر الصناعات التحويلية والزراعة معاً 44٪ من فرص العمل في المحافظة.
وعلى الرغم من الإمكانات التي تحملها المحافظة الا انها تعاني من ارتفاع نسب البطالة بين سكانها حيث تبلغ نسبته 25٪ ترتفع إلى 28٪ في المناطق الريفية، في حين أن نسبة مشاركة النساء في القوة العاملة متدنية جداً اذ تبلغ 10٪. بالإضافة إلى ذلك، 40٪ من الوظائف في المحافظة هي وظائف غير مأجورة، نصفها في قطاع الزراعة.
وقد يكون للتخلف الذي يعاني منه اقتصاد المحافظة دوراً في حقيقة أن نسبة كبيرة من السكان {49٪} تعيش تحت خط الفقر، وهي أعلى نسبة في العراق.
وللتعليم حكاية في محافظة المثنى اذ تعاني من انتشار نسبة الامية على نطاق واسع لا سيما بين النساء بمعدل 36٪، أما معدل الأمية بين الشباب فيبلغ 29٪ وهو واحد من أعلى المعدلات في البلاد، فيما يبلغ معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي والمتوسطة بالنسبة للفتيات في المناطق الريفية في الفئة العمرية بين 12-14 سنة 7٪ فقط.
أما الارتباط بالشبكة العامة للمياه فهو ضعيف مقارنة مع بقية مناطق العراق، بينما يمكن الاعتماد على إمدادات الكهرباء بصورة نسبية.
ولكلمة السماوة عدة معان اوردتها معاجم اللغة فقد سميت سماوة لانها أرض مستوية لا حجر فيها، واما المنجد فيورد ان سماوة فلك البروج، وسما علا وارتفع، كما يوضح كتاب معجم اللغة ان السماوة الشيء العالي لذا طرفها العالي.
وبالرغم من من هذا الارث التاريخي تعاني محافظة المثنى من تدهور في الخدمات على جميع المستويات قبل سقوط النظام البائد والى الان , وارتفاع مستويات نسب البطالة بين سكانها وانعدام المؤسسات التعليمية ناهيك عن الجانب الصحي وقطاع السكن اضافة الى القطاعات الاخرى.
وقد طالبت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها مهدي الكربلائي ,مطلع العام الحالي بزيادة تخصيصات موازنة تنمية الاقليم للمحافظات التي تعاني من الحرمان بسبب ارتفاع نسبة الفقر, وقال الكربلائي ان "بعض المحافظات العراقية وبحسب الاحصاءات المعتمدة من دوائر رسمية تعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة فيها وحرمانها اكثر من غيرها من خدمات البنى التحتية وقلة الموارد المائية عن باقي المحافظات،.وأضاف ان "من بين تلك المحافظات التي تعاني من هذا الحرمان وبحسب الاحصاءات الرسمية هي المثنى والديوانية وبابل".
وقالت المرشح عن ائتلاف المواطن{273} عن المثنى زهرة عليوي كاظم ت { 4 } ان" المحافظة تعد الاولى بنسب الفقر قياسا باقرانها, اضافة الى انها تعاني من تدهور في الجانب التعليمي والتربوي والصحي", لافتة الى ان "مشروعنا الانتخابي يهدف الى الاهتمام بالجانب التعليمي ورفده بالاجهزة الحديثة علاوة على تنشيط الجانب الصحي".
وتابعت ان "المشروع يهدف ايضا إلى بناء شبكة طرق حديثة تربط جميع الاقضية والنواحي بالمركز, الى جانب تفعيل القطاع الخاص وتوفير جميع الاحتياجات فضلا تنشيط القطاع العام".
من جانبه شدد رئيس مجلس محافظة المثنى عن كتلة المواطن حاكم الياسري "ضرورة تحديد حاجة المواطن ومعالجة نقص الخدمات الاساسية ووضع خطط وحلول ناجعة لكافة المشكلات".
وقال الياسري لوكالة {الفرات نيوز} "نحن في كتلة المواطن لدينا برنامجا واضحا ومكتوبا لتقديم هذه الخدمات سواء من الميزانيات الاستثمارية للمحافظة او الوزارات او من خلال وضع خطط واستثمار الفرص في المحافظات".
واشار الى انه "بعد التعديل الاخير لقانون 21 باتت للمحافظات صلاحيات جيدة، الا اننا نرى الحكومة الاتحادية بين الحين والاخر تتدخل وتسحب هذه الصلاحيات وتمارس حالة من المركزية".
وشدد قائلا "اذا لم تتجه الدولة الى اعطاء المحافظات والاقاليم الصلاحيات سيبقى وضع البلاد على ما هو عليه، لان الحكومة الاتحادية لا تستطيع ان توفر الخدمات من بغداد او تجد الحلول لمثل هذه الامور".
من جانبها اوضحت المرشحة عن ائتلاف المواطن{273} عن محافظة المثنى خديجة وادي الجابري ت {8} ان "مشروعنا الانتخابي يهدف خدمة الوطن والمواطن والتغيير كما يهدف الى ايجاد فرص عمل للعاطلين من خلال توفير الارضية المناسبة للشركات الاستثمارية ودعم المنتوج المحلي, ووضع سياسة تخطيطية جديدة قائمة على اسس ورؤية صحيحة من شأنها اعادة البنى التحتية للمحافظة".
وبينت في حديثها لوكالة {الفرات نيوز} ان "ابناء السماوة تفاعلوا بشكل كبير مع الرنامج الانتخابي للائتلاف واكدو التزامهم بتوصيات المرجعية من خلال المشاركة بالانتخابات واختيار الاصلح والاكفأ ليمثله في الدورة البرلمانية المقبلة".
وكان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم قد اطلق مبادرة في وقت سابق تتضمن تطوير محافظة المثنى ابتداء من باديتها وبالخصوص من منطقة الرحاب اذ يتضمن المشروع المحاور الرئيسة المتمثلة بـ{أنشاء صندوق تمويلي براس مال قدره مليار دولار ويهدف زراعة مليون ونصف المليون دونم من اراضي بادية السماوة وانشاء مجمع صناعي في البادية يشتمل على مصفى للنفط ومعمل للاسمدة الزراعية ومعمل للملح ومخازن للحبوب وانشاء منطقة حرة على الحدود العراقية السعودية ضمن حدود محافظة المثنى وفتح منفذ حدودي بين البلدين لتنشيط التجارة وحركة نقل البضائع والحجاج والمعتمرين, ويتضمن ايضا تأسيس شركة حفر آبار خاصة لتطوير منطقة الرحاب وتطوير منطقة بحيرة ساوه السياحية من حيث استكشاف قدراتها واجتذاب السواح اليها ورعاية المناطق الاثرية العظيمة التي تحتويها محافظة المثنى وتطوير عملية الاستكشافات الاثرية والمتاحف التي تعيد التركيز على العمق الحضاري والتاريخي للمحافظة}.
وعن بادية السماوة اوضح السيد عمار الحكيم ان "كلفة هذا الصندوق تعادل نصف ما يصرفه العراق سنويا على استيراد الحبوب اي اننا بهذه الخطوة نستطيع ان نوفر للعراق مليارين دولار سنوياً مقابل تطوير بادية السماوة هذا غير ما نجنيه من تشغيل آلاف العاطلين واستصلاح الاراضي والوصول الى الامن الغذائي"، مشيرا الى انها" تمثل سلة غذاء العراق المستقبلية وثاني اكبر محافظة بالعراق من حيث المساحة".
واكد ان"هذه المحافظة منسية لا تنال ما تستحقه من التخطيط والموازنة"، مبيناً انه" من المخجل ان تتصدر محافظة المثنى المحافظات من حيث نسبة الفقر ونسبة البطالة اذ ان المحافظة التي تحتوي على مليونين دونم صالحة للزراعة في بادية السماوة وفي منطقة الرحاب , تتصدر محافظات العراق بنسبة الفقر والبطالة وتمتلك اكبر منجمٍ للملح في العراق والمنطقة".انتهى