• Saturday 20 April 2024
  • 2024/04/20 18:46:23
{منوعات:الفرات نيوز} يبدو أن البشرية تدخل عصرا جديدا من "التقنية المتوحشة" التي تصبح فيها التكنولوجيا العصبية قادرة على اختطاف الدماغ البشري وجعله "يفعل المزيد مما تريد والقليل مما لا تريد"، الأمر الذي يعني أن دماغنا لن يكون لنا وأنه يحتاج بالتالي إلى حماية الخصوصية وحرية التفكير.

المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

بهذا المعنى، حذّرت دراسة أخيرة في منصة VOX من أن التكنولوجيا العصبية قد تشكِّل تهديداً حقيقيّاً للخصوصية الإنسانية في التفكير؛ نتيجة قدرة تقنيات الأعصاب على قراءة وفهم تفكير البشر، ومثلها قدرة الحكومات وشركات التكنولوجيا على اكتشاف الطريقة الأفضل لجمع بيانات المخ للأغراض التجارية والأمنية.
وفي الدراسة التي نشرتها فوكس بعنوان "ربما لن تكون دماغك خاصة بك"، عرضت كيف باتت هناك أدوية عصبية ونظم لتدريب الدماغ على تنظيم موجاته وتحفيزه باستخدام التيارات الكهربائية لتغيير سلوك معيّن من المخ.
واجهات بين الدماغ والحاسوب
ومما جاء في الدراسة أن عمالقة تقنيات الاتصال، إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، يعملان على بناء واجهات بين الدماغ والحاسوب تقرأ الأفكار مباشرة من النيورونات (الخلايا العصبية) وتترجمها فورًا إلى كلمات، الأمر الذي يعني أنه يمكن السماح لك في المستقبل بالتحكم في هاتفك أو حاسوبك بأفكارك فقط.
لكن هذه التقنيات، كما تقول الدراسة، قد تهدّد الخصوصية وحرية التفكير.
وتقول الدراسة إن هذه التقنيات أضحت جزءا من جهود بعض الدول في التحكم بمقتضيات الأمن، ومن بين هذه التقنيات "النوتروبيك" وهي أقراص يُزعم أنها تعزز عمل الدماغ، ومثلها للتعليم العصبي بأداة لتدريب نفسك على تنظيم موجات دماغك.
وقد أظهرت الأبحاث أنه يمكن مساعدة الناس الذين يعانون من حالات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط التوتر النفسي وما إلى ذلك.
كما أن هناك تحفيزا للدماغ يستخدم التيارات الكهربائية لاستهداف مناطق معينة فيه وتغيير سلوكها؛ وقد أظهرت هذه التقنية أملا في علاج الاكتئاب الشديد بالتدخل في النشاط العصبي المرتبط بالاكتئاب.
قرصنة البصمة الدماغية
وتزعم الدراسة أن الحكومة الصينية مثلا تجمع بيانات من بعض العاملين بمسحوبات تفتيش الدماغ عن طريق استخدامها لمعرفة مدى القلق أو الغضب أو التعب.
وفي مناطق أخرى من العالم، تقوم الشرطة بدراسة تكنولوجيا "بصمة الدماغ" التي تحلل الاستجابات التلقائية التي تحدث في دماغنا عند مواجهة حوافز نعرفها، وتدّعي أن هذا يمكن أن يمكّن الشرطة من استجواب عقل المشتبه به؛ فردود أفعال دماغه ستكون أكثر سلبية للوجوه أو العبارات التي لا يعرفها بدلاً من وجوه أو عبارات يعرفها.
لكن هذه التقنية غير موثوقة علميًا، ومع ذلك استخدمتها بعض الدول، فالشرطة الهندية استخدمتها منذ عام 2003، واشترتها شرطة سنغافورة عام 2013، ووقعت شرطة ولاية فلوريدا عقدًا لاستخدامها في عام 2014.
وتخلص الدراسة إلى الحث على ضرورة إقرار حقوقٍ جديدة للدماغ تحمي خصوصيته من هذا النوع من المخاطر، مُشيرةً إلى أنّ الحق في الحرية العصبية، وهو الحق في السيطرة الذاتية على مخك وأفكارك وعالمك الداخلي، يجب أن تُحمى بموجب القانون.

اخبار ذات الصلة