المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، تم إغلاق المدرسة عام 2019 وبيعها لاحقًا، وهي رمز لأزمة أوسع تجتاح قطاع التعليم في تايوان؛ وهي الانخفاض الحاد في معدلات المواليد، الذي تسبب في ترك الفصول الدراسية فارغة، والمؤسسات التعليمية تكافح من أجل البقاء.
وتواجه تايوان، مثل العديد من دول شرق آسيا، تحديًا ديموغرافيًا تفاقم بسبب عقود من انخفاض معدلات المواليد، إذ إن المعدل القياسي البالغ 2.1 ولادة لكل امرأة، وهو المعدل المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان، قد استعصى على تايوان منذ منتصف الثمانينيات.
وتؤكد الأرقام الأخيرة خطورة المشكلة، حيث انخفض معدل المواليد في تايوان إلى مستوى قياسي بلغ 0.865 في عام 2023. ولا يشكل هذا التحول الديموغرافي تحديات فورية للمدارس فحسب، بل ينذر أيضًا بضغوط اقتصادية مستقبلية، لا سيما فيما يتعلق بشيخوخة السكان التي ستؤدي بشكل متزايد إلى تقلص القوى العاملة اللازمة لتمويل الخدمات الاجتماعية والمعاشات التقاعدية.
مدارس وجامعات تغلق أبوابها
وكان تأثير هذا الانخفاض واضحا في المشهد التعليمي في تايوان. فبين عامي 2011 و2021، انخفض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية والإعدادية بشكل كبير من 2.3 مليون إلى أقل من 1.8 مليون طالب. وكانت المؤسسات التعليمية الخاصة هي الأكثر تضررا بالمقارنة مع نظيراتها العامة، إذ تشير التقارير إلى أن العشرات من المدارس الخاصة على وشك الإغلاق، كما تم تحديد 13 مدرسة ثانوية على أنها بحاجة إلى مساعدة عاجلة لتجنب إغلاقها في وقت مبكر من العام المقبل.
وتمتد المحنة إلى التعليم العالي أيضًا، فمنذ عام 2014، تم إغلاق 15 كلية وجامعة، وأجبرت القرارات الأخيرة أربع جامعات خاصة على إغلاق أبوابها. ويحذر الخبراء من أن ما يصل إلى 50 جامعة خاصة أخرى يمكن أن تحذو حذوها بحلول عام 2028، مما يزيد من تقليص البنية التحتية التعليمية في تايوان.
ويتوقع وو تشون تشونغ، رئيس اتحاد معلمي المدارس الخاصة، أن يكون هناك طريق مليء بالتحديات في المستقبل، مؤكدا في حديث لوسائل الإعلام المحلية أن "إغلاق الجامعات الخاصة هو أحد أعراض مشاكل أعمق". وفي الوقت نفسه، يدعو تشو بينج اتحاد التعليم العالي التايواني إلى دمج المؤسسات الخاصة المتعثرة مع الجامعات العامة لضمان استمرارية التعليم وجودته.