طوّر العلماء في المعهد الكوري للعلوم الأساسية (IBS) الجهاز باستخدام المجالات المغناطيسية، وأطلقوا على اختراعهم اسم Nano-MIND، أي "الواجهة النانوية المغناطيسية للديناميكيات العصبية".
وقال الدكتور تشيون جين وو، مدير مركز IBS لطب النانو في كوريا الجنوبية، إنه يتوقع استخدام التقنية المطورة في مجموعة متنوعة من تطبيقات الرعاية الصحية، موضحا أن هذه التكنولوجيا الأولى في العالم التي تتحكم بحرية في مناطق معينة من الدماغ باستخدام المجالات المغناطيسية
مضيفا: "نتوقع أن يتم استخدامها على نطاق واسع في الأبحاث لفهم وظائف الدماغ والشبكات العصبية الاصطناعية المتطورة وتقنيات واجهة الدماغ والحاسوب ثنائية الاتجاه، وكذلك العلاجات الجديدة للاضطرابات العصبية".
وبهذا الصدد، كتب الدكتور فيليكس ليروي، أحد كبار العلماء في معهد العلوم العصبية الإسباني، في مقال افتتاحي مصاحب للدراسة الجديدة المنشورة في Nature Nanotechnology: "إن مفهوم استخدام المجالات المغناطيسية لمعالجة الأنظمة البيولوجية أصبح الآن راسخا".
وأشار إلى "تطبيقه في مجالات مختلفة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة ورفع الحرارة المغناطيسي لعلاج السرطان".
ولكن فريق IBS أضاف تقنية التعديل الجيني لمواد نانوية متخصصة، والتي يمكن ضبط دورها داخل الخلايا العصبية في الدماغ (عن بعد) عبر مجالات مغناطيسية مختارة بعناية. وأطلق على هذه التقنية اسم "علم الوراثة المغناطيسية الميكانيكية" (MMG).
وفي الدراسة الجديدة، اختبر العلماء التقنية على فئران التجارب المعدلة وراثيا، التي طوّرت "قنوات أيونية" أكثر حساسية مغناطيسيا، تعمل كبوابات في خلاياها العصبية، ما يسمح لجزيئات وذرات معينة بالدخول في أوقات معينة ومعدلات معينة.
وفي اختبار "غرائز الأمومة"، شجّعت التقنية المبتكرة بعض فئران التجارب الإناث على تحديد موقع صغارها المفقودة بشكل أسرع (بمعدل 16 ثانية أسرع).
كما أثبتت هذه التقنية قدرتها على تشجيع فئران أخرى على الإفراط في تناول الطعام أو التقليل من تناوله.
ولكن الدكتور ليروي حذّر من التسرع في إجراء الاختبارات البشرية في وقت مبكر جدا. ونصح قائلا: "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم التأثيرات التراكمية المحتملة، بما في ذلك التكيف العصبي أو السمية العصبية".