المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وأحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في جوانب الحياة المختلفة، كالتشخيص الطبي، والتنبؤ بالطقس، واستكشاف الفضاء، وحتى المهام اليومية، مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني، والبحث في الإنترنت.
لكن مع زيادة الكفاءات والدقة الحسابية، ظهرت مشاكل جديدة مثل تزييف الفيديوهات والصوت في المكالمات الهاتفية، فقد أصبح من الممكن الآن استنساخ صوت أي شخص وجعله يقول أي شيء تريد.
لمحة تاريخية
إن الروبوتات التي تقلد الأصوات البشرية ليست جديدة بالطبع، ففي عام 1984، أصبح كمبيوتر أبل واحدًا من أول أجهزة الكمبيوتر التي يمكنها قراءة ملف نصي بصوت آلي.
وفي عام 2011، أصدرت شركة أبل مساعدها "سيري"، المستوحى من أجهزة الكمبيوتر الناطقة، والذي يستطيع تفسير أوامر دقيقة والاستجابة بمفردات محدودة.
وبعد ثلاثة أعوام، أطلقت أمازون مساعدها الصوتي "أليكسا"، وبدأت الأصوات المركبة تتعايش معنا.
وحتى أعوام قليلة مضت، كان التقدم في الأصوات الاصطناعية مستقرًّا، إذ لم تكن هذه الأصوات مقنعة تمامًا، وكانت تبدو كأنها نصف إنسان ونصف روبوت، كما كان تقليد صوت معين أصعب.
واستمرت الجهود والاختراقات في البرمجيات الأساسية المستخدمة لتوليد الكلام، إلى أن أتت ثمارها في عام 2019، مع شركة "A.I" ومقرها تورونتو، حيث قامت باستنساخ صوت مذيع البودكاست جو روغان، الأمر الذي تطلب الكثير من المال ومئات الساعات من صوت روغان لتنفيذ العملية.
وفي عام 2022، كشفت شركة "ElevenLabs" ومقرها نيويورك عن خدمة أنتجت نسخًا مثيرة للإعجاب من أي صوت تقريبًا، مع دمج أصوات التنفس، وفي أكثر من 20 لغة مختلفة.
في سياق مشابه، استخدم مصممو برنامج الاستنساخ "Vall-E" التابع لشركة مايكروسوفت، 60 ألف ساعة من سرد الكتب الصوتية باللغة الإنجليزية لأكثر من 7 آلاف متحدث.
ويقال إن "Vall-E" غير المتاح للجمهور، يمكنه تقليد الصوت والبيئة الصوتية للمتحدث بعينه لمدة 3 ثوانٍ فقط.
سوء الاستخدام
ومما لا شك فيه أن تكنولوجيا استنساخ الصوت قد حسنت حياة بعض الناس، فمن خلالها يمكن الآن حفظ أصوات أولئك الذين يعانون من أمراض الحرمان من الصوت، مثل مرض التصلب الجانبي الضموري، ومرض باركنسون، وسرطان الحنجرة، حتى يتمكنوا لاحقًا من الاستمرار في التحدث بأصواتهم من خلال الرسائل النصية.
لكن للأسف، في كثير من الأحيان، يبدو أن التكنولوجيا تُستخدم لأغراض شائنة، مثل: الاحتيال، وأصبح هذا أسهل الآن مع وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر فيديوهات لا نهاية لها لأشخاص عاديين يتحدثون.
كذلك، أصبحت تقنية تقليد الصوت متاحة الآن على نطاق واسع، إذ يمكنك فقط الانتقال إلى أحد التطبيقات، وتغذيته بـ 45 ثانية من صوت شخص ما، ثم استنساخ هذا الصوت.
هذه السهولة في تقليد الأصوات، جعلت المجرمين الإلكترونيين يستخدمون الأصوات في الاتصالات الهاتفية لخداع الأشخاص.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن تتلقى اتصالًا بصوت شخص قريب يدّعي أنه في ورطة ويحتاج إلى المال، بينما في الواقع هذا الشخص القريب لا دراية له بما يحدث.
اكتشاف تقليد الأصوات
ومع تزايد أعداد المحتالين عبر الإنترنت، أصبح هناك حاجة ملحة لاتخاذ قرار سريع بشأن تأمين وحماية نفسك، من خلال محاولة اكتشاف علامات استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي، وأهمها:
المكالمات غير المتوقعة: عليك أن تكون أكثر حذرًا إذا تلقيت أي مكالمات غير مجدولة من أحبائك، أو أي زميل معروف، ففي هذا النوع من الاحتيال، يستغل المحتالون عنصر المفاجأة لإيقاعك على حين غرّة.
الطلبات العاجلة: في بعض الأحيان قد يطلب شخص يدّعي أنه معروف، المال على أساس عاجل، وبهذا سيتم اختراق الحساب البنكي إذا قمت بمشاركة التفاصيل، وفي هذه الحالة سوف يمارس المحتالون ضغطًا عليك لحثك على اتخاذ قرار عاجل وغير مدروس.
أنماط الكلام غير الطبيعية: مع تقدم استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي، فإنه لا يزال تشوبه بعض الشوائب، لذا انتبه إلى فترات التوقف غير الطبيعية والنطق الغريب والكلام الآلي، إذ قد تشير هذه إلى صوت ملفق وليس إلى شخص حقيقي.
طلبات الحصول على معلومات حساسة: إذا تلقيت أي مكالمة تطلب الحصول على معلومات حساسة، امتنع عن مشاركة التفاصيل، مثل: أرقام الضمان الاجتماعي أو تفاصيل الحساب المصرفي، وتذكر أن الشركات والبنوك الشرعية لا تطلب مطلقًا تفاصيل شخصية أو مالية عبر الهاتف.
تجنب الأرقام غير المعروفة: في بعض الأحيان، اسمح للمكالمات الواردة من أرقام غير مألوفة بالانتقال إلى البريد الصوتي، وإذا كان الأمر مهمًّا، فسيترك المتصل رسالة، ويمكنك إعادة الاتصال به في وقت لاحق.
التحقق من هوية المتصل: بغض النظر عن ما إذا كان الصوت مألوفًا، فلا تصدق دائمًا هوية المتصل، خاصة إذا كان يدعي أنه في ورطة ويطلب المال العاجل، وتأكد من طرح أسئلة محددة لا يعرفها سوى الشخص الحقيقي، مثل تفاصيل حول التجارب المشتركة أو أي حوادث شخصية، أو أي شيء آخر لا يعرفه إلا هو.
مقاومة القرارات الفورية: إذا كان المتصل يضغط عليك، اتخذ قرارات سريعة بالتراجع، وأخبر المتصل أنك بحاجة إلى وقت لإعادة التفكير، وسترد عليه قريبًا، وسوف يفهم المتصلون الشرعيون عملية اتخاذ القرار الخاصة بك ويحترمونها، لكن المحتال سيضغط عليك أكثر.
الإبلاغ عن عمليات الاحتيال المشتبه فيها: إذا كنت تشك في عملية احتيال لاستنساخ الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، فأنت بحاجة إلى إبلاغ الشرطة على الفور لاتخاذ الإجراء المناسب ضد المحتالين.
انتبه إلى المشاركة عبر الإنترنت: قم بالحد من معلوماتك الشخصية التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت لتقليل مخاطر المحتالين الذين يمكنهم انتحال الشخصية.
استخدم تطبيقات حظر المكالمات: ستضيف هذه التطبيقات طبقة إضافية من الحماية على جهازك لحمايتك من الأنشطة الاحتيالية، وذلك عبر حظر المكالمات غير المرغوب فيها، بما في ذلك المكالمات الواردة من المحتالين المحتملين، التي يتم إنشاؤها رقميًّا.