المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وشمل البحث، بحسب تقرير نشره موقع "نيوزويك"، 46 مشاركًا تم تكليفهم بتقييم تفضيلاتهم الغذائية وتفضيلات الآخرين، ثم تم توجيههم لتوزيع كميات الطعام فيما بينهم وبين الآخرين بطريقة تفيد الجميع، مع مراعاة التفضيلات الفردية. وطوال التجربة، قام الباحثون بمراقبة نشاط الدماغ باستخدام تقنيات التصوير.
وقد أظهرت النتائج أنه عندما أخذ المشاركون في الاعتبار تفضيلات الآخرين، تم تنشيط أنظمة المكافأة نفسها في الدماغ، كما هو الحال عند النظر في رغباتهم الخاصة. ويشير هذا إلى أن البشر يستمدون المتعة ليس فقط من تلبية احتياجاتهم الخاصة، ولكن أيضًا من اتخاذ الخيارات التي تفيد الآخرين.
وتمتد الآثار المترتبة على هذا البحث إلى ما هو أبعد من بيئة المختبر؛ إذ تقدم نظرة ثاقبة لعمليات صنع القرار اليومية. على سبيل المثال، سواء عند اختيار هدية لصديق أو اختيار مرشح سياسي، غالبًا ما يفكر الأفراد في التأثير الأوسع لخياراتهم على الآخرين.
يتم تنشيط أنظمة المكافأة في الدماغ، التي تضم هياكل مختلفة، من خلال التجارب التي تعتبر مجزية أو ممتعة، مثل الاستمتاع بالطعام اللذيذ، أو استخدام المواد المسببة للإدمان. وقد أظهرت الدراسات السابقة، بما في ذلك دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة علم الأعصاب المعرفي والعاطفي والسلوكي، أن أعمال الكرم تحفّز أيضًا مسار المكافأة هذا، على غرار المتعة المستمدة من تلبية الاحتياجات الأساسية.
وفي حين أن الآليات الدقيقة الكامنة وراء الطبيعة المجزية للسلوك الإيثاري لا تزال غير واضحة، يتوقع الباحثون أنها قد تنبع من الطبيعة الاجتماعية المتأصلة لدى البشر، أو التكيفات التطورية التي تفضّل التفاعلات التعاونية. ويعد المزيد من الاستكشاف لهذه العمليات العصبية بتعميق فهمنا للسلوك البشري والديناميات الاجتماعية.