المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وحللت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية وجمهورية التشيك، بيانات من 4556 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 14 عامًا أو أقل تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الأول بين عامي 1994 و2007.
وبدمج نتائج دراسات الحمض النووي الأوروبية واسعة النطاق، استخدم الباحثون تحليل مندل العشوائي لتقييم مخاطر الصحة العقلية على المدى الطويل المرتبطة بمرض السكري من النوع 1.
وكشفت النتائج عن اتجاهات مثيرة للقلق، اذ وُجد أن الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة باضطرابات القلق، وأكثر عرضة للإصابة باضطرابات المزاج بمقدار الضعف مقارنة بأقرانهم غير المصابين بالسكري.
بالإضافة إلى ذلك، واجه هؤلاء الأطفال زيادة قدرها 4 أضعاف في خطر الإصابة باضطرابات الأكل والنوم، إلى جانب زيادة مخاطر تعاطي المخدرات واضطرابات الشخصية. ومع ذلك، فقد أظهروا انخفاض خطر الإصابة بالاضطرابات الذهانية مثل الفصام.
وسلط الدكتور بنجامين بيري، المؤلف المشارك للدراسة من قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج، الضوء على الأثر النفسي لإدارة مرض السكري من النوع الأول، المعروف باسم ضائقة مرض السكري.
وقال: "غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول من إحباط شديد بشأن مستويات السكر في الدم، ومشاعر العزلة، والشعور بفقدان السيطرة. تساهم هذه العوامل في ارتفاع معدلات مشاكل الصحة العقلية التي يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ".
ولم تجد الدراسة أدلة قوية تربط الآليات البيولوجية الخاصة بمرض السكري من النوع الأول كأسباب مباشرة لمشاكل الصحة العقلية هذه، لكن بدلا من ذلك، أكدت النتائج دور الضغوط المرتبطة بمرض السكري في تفاقم نقاط الضعف في الصحة العقلية.
وشدد البروفيسور بيتر جونز، وهو أيضًا من قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج والمؤلف المشارك للدراسة، على الحاجة الملحة لدعم الصحة العقلية الاستباقية للأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول.
وقال: "من المهم أن نراقب هؤلاء الأطفال عن كثب بحثًا عن علامات اضطرابات الصحة العقلية ونقدم التدخلات في الوقت المناسب. يمكن للدعم المبكر وتدخل الخبراء أن يخفف من التأثير طويل المدى لتحديات الصحة العقلية هذه".
وتشير الدراسة إلى أنه على المتخصصين في الرعاية الصحية دمج فحوصات الصحة العقلية والدعم في بروتوكولات إدارة مرض السكري الروتينية، ومن خلال معالجة احتياجات الصحة العقلية مبكرًا وبفعالية، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تحسين النتائج ونوعية الحياة للأطفال المصابين بداءً السكري من النوع الأول.
ومع تزايد الوعي، من المتوقع أن تصبح الجهود المبذولة لدعم الصحة العقلية للأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الرعاية الشاملة الخاصة بهم، مما يضمن حصولهم على الدعم اللازم للنمو على الرغم من التحديات التي تفرضها حالتهم.