• Wednesday 27 November 2024
  • 2024/11/27 19:35:28
{بغداد: الفرات نيوز} يزور بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، صباح الجمعة إلى العراق في زيارة غير مسبوقة تتضمن برنامجا حافلا يشمل توجهه إلى مواقع بارزة في البلاد.

وقال البابا الخميس -في رسالة للعراقيين- أزوركم "حاجا يسوقني السلام" من أجل "المغفرة والمصالحة بعد سنوات الحرب والإرهاب".
وأكد البابا -في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق- إنني "أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنوات الحرب والإرهاب (..) أوافيكم حاجا يسوقني السلام".
 وأضاف "أخيرا سوف أكون بينكم أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم مهد الحضارة العريق والمذهل".
ومضى يقول -مخاطبا المسيحيين الذين لا يزالون في العراق- "لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمرة والكنائس المدنسة وفي قلوبكم جراح فراق الأحبة وهجر البيوت".
وفيما يلي خمسة مواقع رئيسة سيزورها في العراق:


بغداد السلام
في أول يوم له في العاصمة العراقية، سيلقي البابا كلمة في كنيسة "سيدة النجاة" الكاثوليكية في حي الكرادة.
وكان ارهابيون اقتحموا الكنيسة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2010، وقتلوا 44 من المصلين وكاهنَين و7 من قوات الأمن واحتجزوا رهائن، في واحدة من أعنف الهجمات على الطائفة المسيحية في العراق بعد عام 2003. 
وتمكنت القوات الأمنية حينها من إنهاء عملية الاحتجاز وقتل جميع المسلحين في عملية استمرت ساعتين.
وتحمل الآن النوافذ الزجاجية الملونة في الكنيسة أسماء الضحايا، وتضاءل أعداد المصلين، في حين تحيط الجدران الخرسانية بالكنيسة، وهو ما يجعل الوصول إليها صعبا.
وقبيل زيارة البابا، رسم فنان عراقي صورة للبابا على الجدران الخرسانية إلى جانب حمامات بيضاء تمثل السلام وألوان العلم العراقي.

مدينة النجف الأشرف
في إطار تواصله مع المسلمين، يزور البابا مدينة النجف التي يعود تاريخها إلى عشرات القرون، وتعد العاصمة الروحية لمعظم المسلمين من الطائقية الأثني عشرية {الشيعة} في جميع أنحاء العالم حيث تضم مرقد الإمام علي {ع}
ولفترة طويلة كانت هذه المدينة تحت الحكم العثماني حتى العام 1915 عندما سقطت في أيدي البريطانيين قبل ان يواجهوا ثورة رجال الحوزة العلمية.
وفي النجف سيلتقي البابا بالمرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني، وسيقام اللقاء في منزل المرجع الاعلى المكون من طابق واحد، مع منع معظم الصحفيين من حضور الاجتماع.
وكشف الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، تفاصيل دقيقة عن اللقاء وقال في تصريح متلفز مساء الخميس، ان "اللقاء سيعقد في ذات مكتب المرجع الأعلى البسيط والمتواضع وسيحضره 3 أشخاص وسيكون لقاءً شخصياً".
وأضاف "لا يكون هناك تصريح عقب اللقاء وأتوقع منه نتائج مفرحة لكل العراقيين".
ولفت ساكو الى ان "التواضع والزهد عند البابا والسيد السيستاني ألغى الكثير من فقرات الترف في برنامج الزيارة".

مسقط رأس النبي إبراهيم
من النجف الأشرف ينتقل البابا إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، ويعود تاريخها إلى ما قبل المسيحية، وقد تأسست في القرن الـ26 قبل المسيح، وأصبحت مدينة رئيسية في الإمبراطورية السومرية الأكدية القديمة.
تتميز أور بالزقورة وهو هيكل متعرج يشبه الهرم، تم كشفه في ثلاثينيات القرن الماضي. 
ويُعتقد أن أور -التي تعني "بلدة" باللغة السومرية- هي المكان الذي ولد فيه النبي إبراهيم {ع} في الألفية الثانية قبل الميلاد.
وسيقيم البابا مراسم تجمع الأديان المختلفة مع بعض الأقليات الصغرى في العراق، بما في ذلك الإيزيديون والصابئة.
ولأول مرة منذ أربعة الآ عام وصلت الكهرباء الى الزقورة في اطار استعدادات الحكومة لزيارة البابا مع اجراء بعض الاعمال اللوجستية كتوفير الانترنت ومنصة للخطاب وتعبيد طرق تجاه المدينة الأثرية.

الموصل وقرقوش
محافظة نينوى الشمالية هي مركز الطائفة المسيحية في العراق، مركز الموصل هي المكان الذي اختار داعش الارهابي فيه الإعلان عن إنشاء دولته البائدة "الخلافة" في العام 2014.
في الموصل سيزور البابا كنيسة الطاهرة في غرب المدينة التي دمرها داعش قبل أن تهزمه القوات الأمنية بعد حرب طاحنة.
وتشير السجلات إلى أن الكنيسة تعود إلى القرن الـ17، لكن بعض المؤرخين يعتبرون أنها قد تكون عائدة لألف عام.
خلال القتال في عام 2017 انهار سقف الكنيسة، لكن سلم الباب الملكي والأبواب القديمة الجانبية بقيت صامدة، وتعمل اليونسكو حاليا على إعادة تأهيلها وأجزاء أخرى من تراث الموصل من كنائس ومساجد.
وعلى بعد حوالي 30 كيلومترا إلى الجنوب، تقع قره قوش المعروفة أيضا باسم بغديدا أو الحمدانية، وهي تتمتع بتاريخ طويل سبق المسيحية، ولكن سكانها اليوم يتحدثون لهجة حديثة من الآرامية لغة السيد المسيح {ع}، وقد لحق دمار كبير بقره قوش على يد داعش.

أربيل الملجأ
في إحدى آخر محطات زيارته، يقيم البابا قداسًا في الهواء الطلق في ملعب المدينة {فرانسو حريري}.
عندما اجتاح داعش شمال العراق لجأ مئات الآلاف من المسيحيين والمسلمين والإيزيديين إلى الإقليم الذي كان يستضيف الأقليات النازحة إثر العنف الطائفي الذي شهده العراق خلال مراحل سابقة تلت الغزو.
وتضم أربيل آثارا لمستوطنات بشرية تعود إلى القرن الـ23، وقد أصبحت مركزا حضريا رئيسا في جميع أنحاء الإمبراطوريتين السومرية والآشورية.
أدرجت قلعتها - وهي عبارة عن مجمع ضخم على قمة تل يطل على سوق المدينة- على قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها اليونسكو في العام 2014.

عمار المسعودي
 

اخبار ذات الصلة