بدأت رحلة أسطورة كرة القدم العالمية، الذي توفي اليوم الأربعاء بأزمة قلبية عن عمر ناهز 60 عاما، في عام 1976 عندما لعب أول مباراة احترافية في مسيرته الكروية مع نادي أرجنتينوس جونيورز.
ودافع مارادونا كلاعب في بلاده عن ألوان بوكا جونيورز، قبل ان يبدأ رحلة احتراف أوروبية شملت أندية عدة أبرزها برشلونة الاسباني لعام واحد ونابولي الإيطالي بين 1984 و1991 وقاده إلى لقبيه الوحيدين في الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990 وإلى تتويجه القاري اليتيم عام 1989 حين أحرز كأس الاتحاد الأوروبي.
كما دافع مارادونا عن ألوان المنتخب الأرجنتيني منذ أن كان عمره 16 عاما، وقاده على وجه الخصوص الى إحراز لقب مونديال المكسيك 1986.
وتولى مناصب تدريبية بدأها مع مانديو (1994) ثم راسينغ كلوب (1995) ومنتخب الأرجنتين (2008-2010)، ولاحقا الوصل الإماراتي (2011 و2012) ومواطن الأخير الفجيرة (2017-2018).
سجل "الفتى الذهبي" في مونديال المكسيك هدفين شهيرين لبلاده في مرمى إنكلترا في الدور ربع النهائي، واحد تمكن فيه من مرواغة ستة من لاعبي الفريق الخصم، والآخر سجله بيده ليمنح فريقه الفوز 2-1، وقد صرح وقتها "إنها لم تكن يدي بل يد الله".. لمشاهد الهدف أضغط هنـــــــــــــــا
تم توقيفه من كرة القدم لمدة 15 شهرا في عام 1991 بعد ثبوت تعاطيه مخدرات الكوكايين، في إيطاليا، وتم إرساله إلى بلاده من كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة بعد ثبوت تعاطيه مادة الإفيدرين.
إثارة الجدل ومارادونا وجهان لعملة واحدة. في أواخر أبريل نيسان ومطلع مايو آيار 2018، تابعت وسائل الإعلام سلسلة من الأنباء المتناقضة حول علاقته بنادي الفجيرة الإماراتي. أقيل بداية من منصبه، أعيد إليه بعد أيام، قبل أن يعلن النادي أن المفاوضات معه توقفت إثر تدخل من محاميه ومطالبته بزيادة كبيرة في راتب مارادونا، رغم موافقة الأخيرة على الشروط السابقة.
وفي مايو آيار من العام ذاته، أعلن أنه سيتولى رئاسة نادي دينامو بريست البيلاروسي، قبل أن يحين موعد مونديال 2018، ويظهر في ملاعب روسيا مشجعا للمنتخب الأرجنتيني، راقصا مع النساء، موجها الإشارات النابية، ومثيرا قلق محبيه بعدما غلبه الإعياء في المدرجات.
اللاعب القصير القامة والذي زاد وزنه بشكل كبير بعد اعتزاله اللعب في عام 1997، عرف سابقا بإدمانه تعاطي المخدرات الى حد شكل خطرا على حياته.
وعرف مارادونا مسيرة تدريبية باهتة أشرف خلالها على المنتخب الوطني وعلى أندية في الأرجنتين والمكسيك.
بعد غياب لنحو عشرة أعوام، عاد الفتى الذهبي دييغو مارادونا إلى بلاده في 2019 حيث أشرف على تدريب فريق خيمناسيا لا بلاتا، حتى قبيل أسابيع من وفاته.
غاب دييغو مارادونا عن العمل في بلاده منذ 2010، حين أبعد عن تدريب المنتخب بعد عامين في منصبه، على خلفية سوء النتائج.
عانى النجم الأبرز على صعيد الكرة العالمية من مشاكل على الصعيدين الصحي والجسدي خلال الأعوام الماضية، أبرزها تعاطي الكوكايين والإدمان، لاسيما بعد ازدياد وزنه بشكل كبير.
في يناير كانون الثاني الماضي، كشفت تقارير صحافية أرجنتينية أنه أدخل المستشفى وخضع لعملية جراحية لمعالجة نزيف معوي كما كان قد خضع لعملية أخرى في كتفه الأيسر عام 2017 في دبي، عندما كان يشرف على فريق الفجيرة.
وتعرض مارادونا عام 2000 لنوبة قلبية بعد جرعة زائدة من المخدرات في مدينة بونتا ديل إستي الساحلية خضع بعدها لعلاج طويل في كوبا.
وفي عام 2004، عندما كان وزنه أكثر من 100 كيلوغرام، تعرض لنوبة قلبية أخرى في بوينوس آيرس، لكنه نجا. ثم خضع لعملية جراحية في المعدة سمحت له بانقاص وزنه 50 كيلوغراماً.
وفي 2007 أسفر تعاطيه المفرط للكحول إلى نقله للمستشفى.
في العام الماضي اعترف أسطورة كرة القدم بأبوته لثلاثة أولاد ولدوا في كوبا، ليضافوا إلى الأولاد الخمسة الذين سبق أن اعترف بهم.
وتأكيد الأبوة لهؤلاء الأولاد، يعني أن بطل مونديال 1986 اعترف رسميا بأبوته لثمانية أولاد، وهو الذي عرف خلال حياته نزاعات قضائية لمطالبته الاعتراف بالأبوة.
وكانت ابنته جيانينا، البالغة من العمر 30 عاما، سعيدة بهذا الخبر بحسب ما نشرته على انستغرام، قائلة "ثلاثة آخرين وسيكون لديك فريق من 11. هيا، يمكنك أن تفعل ذلك!".
جيانينا وأختها دالما (31 عاما) على خلاف مع مارادونا بعدما قررتا الوقوف الى جانب والدتهما كلوديا فيلافان في معركتها القضائية التي حصلت في أعقاب تفكك زواجهما الذي دام من 1984 حتى 2003.
نفى مارادونا لسنوات أن يكون لديه أي أطفال غير بنتيه من فيلافان، لكنه اضطر على الاعتراف بدييغو جونيو (32 عاما) ويانا (22 عاما) بعد معركة قضائية طويلة مع والدتيهما.
والولد الخامس، دييغو فرناندو البالغ من العمر ست سنوات، كان من علاقة حديثة مع الأرجنتينية فيرونيكا أوخيدا.
عمار المسعودي