• Sunday 19 May 2024
  • 2024/05/19 12:37:29
{دولية: الفرات نيوز} قالت منظمة دولية تعنى بالطفولة، الجمعة، إن آلاف الأطفال وعائلاتهم اضطروا للعيش في منازل مدمرة ومناطق مهجورة تنتشر فيها القنابل غير المنفجرة والجثث، بعد الإغلاق المفاجئ لعدة مخيمات للنازحين في العراق.

وحذرت منظمة "أنقذوا الأطفال"، ومقرها لندن، من أن سلامة الأطفال في العراق معرضة للخطر إذا لم تتوفر لهم أماكن إقامة مناسبة، وفقا لتقرير نشره موقع "ريليف ويب" التابع للأمم المتحدة.
وتحدثت فرق تابعة لمنظمة إنقاذ الطفولة إلى أولياء الأمور الذين أجبروا على مغادرة المخيمات، حيث رووا قصص مروعة عن العثور على قنابل غير منفجرة وجثث في المباني المهدمة وتحت الأنقاض في المناطق التي يقيمون فيها الآن.
وقالت المنظمة إن الأسر بحاجة ماسة إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب النظيفة والمأمونة والطعام والنقل.
ونقلت عن نازح يدعى علي (47 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال وعاد إلى الموصل من مخيم يحياوه في كركوك قوله: "عندما عدنا إلى هنا، لم يتم تطهير المنطقة، كانت هناك متفجرات".
وأضاف "أنزلت قنبلة غير منفجرة من على سطح منزلي.. كان الأطفال يحملون الرصاص لكنهم لم يعرفوا ما هو. جاءني ابني ومعه قنبلة يدوية غير منفجرة في يده. كما عثر الناس على جثة في أحد المنازل المدمرة".
ويتابع أن المنطقة التي رجع لها كانت تعتبر "الملاذ الأخير لداعش في نينوى" وبالتالي فإن معظم المنازل دمرت خلال المعارك.
ويقول علي إن "الأطفال ليسوا بأمان هنا. وهم بحاجة إلى التوعية بشأن الألغام والقنابل غير المنفجرة، وأيضا توفير الدعم النفسي، ولعب الأطفال، والملابس الشتوية، والطعام".
وتشكل عمليات إغلاق مخيمات النازحين جزءا من خطة لعودة نحو ربع مليون نازح لمناطقهم الأصلية، بينهم 48 ألفا سيتأثرون بإغلاق المخيمات قبل نهاية نوفمبر، وفقا للموقع.
وتؤكد منظمة أنقذوا الطفولة أن بعض العائلات التي تم ترحيلها من مخيم يحياوه وصلت إلى الموصل والعياضية وتلعفر في محافظة نينوى، لتكتشف عدم وجود مأوى آمن.
ويؤوي المخيم نحو ألفي نازح، بينهم حوالي ألف طفل، وفقا لمتطوعي المنظمة الذين أجبروا على مغادرة المخيمات أيضا، الذين يؤكدون أن العائلات تشعر بالقلق بشكل خاص من تعرض الفتيات للاختطاف.
وقالت إحدى المتطوعات في مخيم يحياوه وتدعى شهد إن هناك العديد من المخاطر التي تهدد حياة الأطفال بعد العودة ومنها "المتفجرات والأنقاض وفيروس كورونا وندرة الطعام والجثث والجماجم المنتشرة بين الأنقاض والشتاء القارص".
ويشدد مدير مكتب منظمة إنقاذ الطفولة في العراق اشتياق منان أن "ما يحدث الآن مقلق للغاية، لأن نحو 49 بالمئة من الأشخاص المتضررين هم من الأطفال الذين عاشوا في ظروف مخيمات صعبة لأكثر من ثلاث سنوات".
ويضيف أن "هؤلاء الأطفال مجبرون الآن على العيش في أماكن غير ملائمة مليئة بالأنقاض والجثث، وهذا وضع تعيس ويزداد سوءا مع اقتراب بداية فصل الشتاء". 
ويدعو منان "الحكومة العراقية إلى توفير مأوى بديل للعائلات التي لا ترغب في العودة إلى مناطقها الأصلية".
كما طالبت المنظمة "المجتمع الدولي العمل مع الحكومة العراقية من أجل التوصل إلى خطة طويلة الأمد لإغلاق المخيمات بما يتماشى مع المعايير الدولية التي تضمن حماية العائلات والأطفال المستضعفين".

عمار المسعودي

اخبار ذات الصلة