وقال برزنجي في تصريح صحفي، إن "نسبة الوفاة بفيروس كورونا تبلغ 5.8 على مستوى العالم و3.4 في العراق و2% في إقليم كردستان حتى الآن ومن المتوقع زيادة هذه النسبة مع ارتفاع أعداد الإصابات في حين أن النسبة كانت لا تتعدى 1% في المرحلة الأولى من تفشي الفيروس".
وأضاف أن "خطر الوفاة يتفاقم بالنسبة للمصابين الذين يعانون من أمراض أخرى في الجهاز التنفسي ومنها الربو والتهاب القصبات الهوائية إضافة إلى الضغط وأمراض القلب".
وأوضح أن "إقليم كردستان سجل حتى الآن 2186 إصابة بفيروس كورونا بعد تشخيص 85 حالة في السليمانية الليلة الماضية، إلى جانب 44 وفاة و740 حالة شفاء" مشيراً إلى "الإفصاح عن أعداد الإصابات بشكل يومي دفعة واحدة كل 24 ساعة بدلاً من نشرها أولاً بأول تجنباً لحدوث فوضى وتضارب في الأرقام".
وأكد، أن "أعداد الإصابات تفوق حالات الشفاء إلى جانب وجود متلامسين للمصابين الجدد وهذا يتطلب إمكانيات طبية وميزانية إضافية، وقد قامت حكومة إقليم كردستان مشكورة في الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء الماضي بتخصيص مبالغ مالية جديدة لوزارة الصحة".
وحول زيارته الأخيرة إلى العاصمة بغداد، عبر برزنجي عن شكره لوزير الصحة الاتحادي "على استجابته لمطالبنا، وبعد مباحثات مفصلة تم الاتفاق على تخصيص ملياري دينار لإقليم كردستان من أصل 10 مليارات وهي إجمالي المخصصات لعدد من المحافظات العراقية".
وأشار إلى أن وزير الصحة العراقي "وعد بزيارة إقليم كردستان وعدم حرمان الإقليم من العقود الاستراتيجية المبرمة لاستيراد التجهيزات الطبية، إضافة إلى تخصيص أحد المشاريع الخيرية من الدول المانحة لإقليم كردستان".
ومضى بالقول: "حتى قبل تفشي كورونا كان يفترض أن تؤمن بغداد كل الأدوية والمستلزمات الطبية لإقليم كردستان بنسبة 100% ضمن النفقات الحاكمة، رغم أن هذا لم يتحقق تماماً أبداً".
وذكر أنه "يتم إجراء أكثر من ألفي فحص كورونا في إقليم كردستان خلال اليوم الواحد ونعتزم زيادة الفحوصات في إطار الرصد الوبائي، وقد أشاد وزير الصحة العراقي بذلك، خاصة أن عدد الفحوصات في الإقليم يتجاوز نصف إجمالي الفحوصات في العراق ككل أحياناً".
ولفت إلى أن "القطاع الخاص أبدى استعداده للتعاون مع وزارة الصحة، ومن قبيل ذلك تخصيص فنادق أو مباني أخرى لأغراض الحجر الصحي للمصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض الفيروس، لأننا لا نتبع نظام العزل المنزلي للمصابين بل نخضعهم للرعاية الصحية، كما أن وزارة الصحة هي التي تنفرد بإجراء الفحوصات المختبرية للفيروس".
وحول تصنيف الإصابات، بيَّن أن هنالك خمسة أنواع من المصابين وهم من لا تظهر عليهم الأعراض أو تظهر عليهم أعراض طفيفة والنوع الثالث هم من تكون الأعراض لديهم متوسطة، بالإضافة إلى وجود أعراض شديدة مع استقرار الحالة الصحية، وأخيراً الحالات الحرجة ممن يخضعون للعناية المركزة وهناك اختلاف بين هؤلاء بين من يحتاج إلى الأوكسجين فقط، ومن يحتاج إلى جهاز CPAP دون أن يفقد الوعي، إضافة إلى فاقد للوعي بسبب تعطل جهازه التنفسي لذا فهو يخضع للتنفس الاصطناعي.
ولفت إلى أن 80% من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض أو تكون الأعراض طفيفة، فيما 20% تظهر عليهم الأعراض، ومن هؤلاء 6% يرقدون في العناية المركزة، و3% من المصابين مهددون بخطر الوفاة.
ونفى وزير صحة كردستان وجود أي خطة لفرض حظر التجوال، بالقول إن ما يروج بهذا الشأن في مواقع التواصل الاجتماعي هي مجرد شائعات، موضحاً: "ما تقرر هو تشديد الإجراءات ومنها حظر التنقل بين المحافظات وزيادة عدد الفحوصات والالتزام بالتعليمات الوقاية في الأماكن العامة والتباعد الاجتماعي وليس فرض حظر التجوال، لأن الأمر برمته يعتمد على وعي الأفراد".
وبشأن الأنباء التي تحدثت عن تعاقد عدة دول مع شركة عالمية أعلنت طرحها لقاح لفيروس كورونا في أيلول المقبل، قال برزنجي إن "جميع الشركات الكبرى تعمل على إيجاد لقاح منذ فترة طويلة، لكن منظمة الصحة العالمية لم تصادق رسمياً على أي منها حتى الآن"، مبيناً أن "استيراد اللقاح يدخل في إطار المشاريع الوطنية وإذا وصل اللقاح إلى العراق فإن إقليم كردستان لن يكون بمعزل عن ذلك".
واستدرك: "لكن علينا ألا نعلق الآمال على إيجاد لقاح لأن هناك الكثير من الأمراض التي لم يخترع لها لقاح بعد، وبرأيي فإن هذا الأمر ليس بالسهل وسيستغرق وقتاً طويلاً".
يذكر أن وزير الصحة في إقليم كردستان كان قد وصل يوم الخميس الماضي، إلى العاصمة بغداد برفقة مستشارين ومدراء عامين في الوزارة وعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين في وزارة الصحة الاتحادية وعلى رأسهم وزير الصحة، حسن التميمي لبحث آخر مستجدات تفشي فيروس كورونا وخطط مكافحته في الإقليم والعراق بصورة عامة، والتنسيق بين الجانبين.
وكان رئيس مجلس وزراء الاقليم مسرور بارزاني، أشرف الأربعاء الماضي، على اجتماع للجنة الوزارية العليا لمواجهة فيروس كورونا تمخضت عنه جملة تدابير جديدة من بينها مواصلة تطبيق الإجراءات الاحترازية وإلزام الموظفين والمراجعين بارتداء الكمامات في جميع المؤسسات الحكومية.
وسبق أن أرسلت الحكومة الاتحادية مساعدات خاصة بمكافحة كورونا إلى إقليم كردستان بلغت 3 مليارات و500 مليون دينار والتي وزعتها وزارة صحة الإقليم على محافظات أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة، فيما تتولى حكومة الإقليم كردستان كافة مصاريف الفحوصات والعلاج.انتهى
عمار المسعودي