• Friday 10 May 2024
  • 2024/05/10 09:59:34
{اقتصادية: الفرات نيوز} أجرت وكالتنا حواراً صحفياً مع مدير شركة تسويق النفط، علاء الياسري، حول عدة ملفات تبدأ من تذبذب أسعار النفط، والخشية من هبوطها، ورؤيته لأسعار الخام المناسبة للعراق في السوق العالمية بعد قرار روسيا بخفض انتاجها نصف مليون برميل بدءاً من الشهر المقبل.

كما يشير الياسري الى حقيقة المخاوف من مستقبل الطاقة في العالم بسبب التغير المناخي، وهل يمكن ان يتحول العراق الى دولة منتجة ومصدرة للغاز معاً.

ويجيب مدير سومو عن انعكاس التقدم الواضح في العلاقات العراقية العربية لاسيما مع دول الخليج في مجال الطاقة.

وهذا نص الحوار الكامل مع مدير عام شركة تسويق النفط أجراه معه الزميل عمار المسعودي:

- مع إستمرار تذبذب أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية.. هل هناك خشية من هبوط الأسعار الى 60 دولارا أو أدنى ؟

الياسري: لا يخفى على الجميع التحولات التي مرت بها أسواق الطاقة في السنة ونصف الماضية، الناتجة من تداعيات الازمة الروسية الأوكرانية ومستويات التضخم القياسية وتعافي العالم من جائحة كورونا، والتي القت بظلالها على أسواق الطاقة مما جعلت الأسواق في حالة من عدم الاستقرار، ومن المسُلم به ان أسعار النفط الخام تحدد نتيجة للعرض والطلب، وبما ان السوق يمر بتقلبات فهي بالتالي تؤثر على الأسعار بطريقتها الخاصة سواء كانت إيجابية ام سلبية.

ولفت الى ان "أغلب الوكالات والبنوك العالمية تتوقع ان تستمر المستويات الحالية للأسعار لعام 2023، الا انه المستويات المنخفضة من الأسعار لا تزال احتمالية واردة تحددها العوامل التي ذكرت في البدء وان استقرار أسعار النفط وفق الظروف الحالية ممكنة لكن قد تتغير".

- كم ترون سعر النفط الخام المناسب للعراق في السوق العالمية؟ وهل سيؤثر قرار روسيا بالتخفيض 500 ألف برميل يوميا على الأسعار والمعروض؟

الياسري: عادة ما تسعر النفوط العالمية بالاعتماد على نفوط إشارة في الأسواق الرئيسة، والنفوط التي تصدر من منطقة الشرق الأوسط من ضمنها العراق عادة ما تتبع هذه النفوط في طريقة التسعير وفق معادلة سعرية رسمية تتغير شهريا اعتمادا على متغيرات اقتصادية وجيوسياسية لها علاقة بتدفقات النفط والموازنة بالعرض والطلب.

وأكد ان "شركة التسويق النفط بانها تنتهج الطرق العالمية والمهنية الحسابية التي تجعل تسعيرة نفوطنا جذابة للمشترين لتحقيق اعلى الوارادت وتصدير كل الكميات الممكنة، اما بخصوص تخفيض الإنتاج الروسي، فهو بالتأكيد سيكون عاملا مؤثرا في تحديد أسعار النفط للفترة القادمة.

يذكر ان روسيا، تعتزم خفض صادرات الخام من الموانئ الغربية بنسبة 25% في شهر مارس آذار 2023، مقارنة بحجم صادرات فبراير/شباط الجاري في محاولة لدعم أسعار خام الأورال، التي هبطت خلال الأسابيع الأخيرة، مما سيقلل العرض مع ارتفاع الطلب الصيني للنفط.

- حقيقة سعي شركات النفط عالمية الى مغادرة العراق لضعف العائد من اتفاقيات تقاسم الايرادات واخرها الانباء عن محاولة قطر للاستحواذ على حصة توتال في مشاريع للطاقة في العراق؟

الياسري: نود ان نعلمكم بانه في الوقت الحاضر ليس لدى شركة تسويق النفط اي معلومات بخصوص نية مغادرة اي شركات عالمية العراق لضعف الايرادات او اية أسباب أخرى واما عن انباء محاولة قطرللاستحواذ على حصة توتال في مشاريع للطاقة في العراق فبالامكان الاستفسار من الجهات ذات الاختصاص في وزارة النفط. 

- مخاوف من مستقبل الطاقة في العالم بسبب التغير المناخي .. هل سيكون النفط سلعة رخيصة في عقود السنوات المقبلة؟

الياسري: من المؤكد بان النفط او الوقود الأحفوري ما زال هو المحرك الرئيس للاقتصادات العالمية، على الأقل، في المدى القريب، اما بخصوص المديات المتوسطة والطويلة، فهي مازالت محل نقاش ودراسة من قبل كبريات الدول حول الماهية التي سيتحول العالم باتجاهها، ولهذا تعقد سنويا مؤتمرات تخص المناخ والطاقة آخرها كان COP27 في شرم الشيخ والذي ناقش عمليات الحد من الانبعاثات الكربونية وأيضا السياسات العامة التي يجب ان تُنتهج في إطار التحول الى الطاقة النظيفة. 

- يمكن ان يتحول العراق الى دولة منتجة ومصدرة للغاز وينافس في الاسواق العالمية ؟ وما خطط وزارة النفط بهذا الصدد؟

الياسري: كما هو معلوم لديكم بأن شركة تسويق النفط هي الذراع التسويقي لوزارة النفط وان نشاط الانتاج هو من اختصاص الشركات الاستخراجية والدوائر ذات الاختصاص في وزارة النفط.

وبين أن "شركة تسويق النفط تدعم استثمار مشاريع الغاز الطبيعي وفي حال وصول العراق الى كميات فائضة عن الحاجة منها فان شركة تسويق النفط مستعدة لتصديرها الى الاسواق العالمية وبأفضل سعر ممكن وفق السياقات المعتمدة بهذا الخصوص.".

- بعد التقدم الواضح في العلاقات العراقية العربية لاسيما مع دول الخليج.. هل هناك تعاقدات جديدة مع شركات نفطية كبيرة ؟..وما معوقات الدخول الخليجي القوي للصناعات النفطية في العراق؟

الياسري: ان سياسة وزارة النفط، كانت ومازلت، مصممة على جذب الاستثمارات العالمية في الحقول النفطية العراقية، والارتقاء بواقع الصناعة النفطية، ومن هذا المنطلق؛ جذبت الوزارة الكثير من الشركات العالمية والتي مازالت تمارس مهامها الإدارية والتطويرية، من ضمنها شركات خليجية معروفة ، بالإضافة الى وجود مساعي حثيثة مبنية على مصلحة البلد العليا لجذب شركات عالمية أخرى والتي توجت اخرها بجولة التراخيص الخامسة والمضي باتجاه جولات أخرى وتعاون مشترك مع تلك الشركات.

وأضاف "اما بخصوص العلاقات المتبادلة مع دول الخليج، نود ان نشير الى انه وقدر تعلق الأمر بعمل شركة تسويق النفط ،ليس لدى شركتنا حاليا عقد طويل الأمد (Term contract) مع تلك الدول لشراء النفط الخام العراقي كونها من الدول المنتجة للنفط الخام.

- بعد قرار المحكمة الإتحادية العليا القاضي بإلغاء اكمال خطوات تأسيس شركة تسويق النفط الوطنية في أيلول 2022 بإعتبار قرار تشكيلها خرقا للدستور .. هل ترون ضرورة وجود هذا الكيان مستقبلا في إدارة الثروة النفطية العراقية؟ أم انه حلقة زائدة بالأصل؟

الياسري: فيما يتعلق بشركة تسويق النفط الموجه اليها سؤالكم ، فأننا نسعى دائما الى تسويق كامل الكميات المتاحه من النفوط الخام العراقية بأفضل الأسعار مستهدفين ضمان أسواق دائمة للنفط الخام العراقي مع العمل المستمر لتسويق تلك الحصص وجذب طلبات إضافية .

وبين ان "الرؤى التي تراها وزارة النفط العراقية هي بالتأكيد مبنية على أسس رصينة تستهدف تطوير وتنظيم آليات العمل بشكل يحقق اهداف ومصلحة البلد العليا".
 

اخبار ذات الصلة