وفي معظم الأحيان، يتناول الناس القهوة فور استيقاظهم من النوم لتمنحهم النشاط و الانتباه، وهو التصرف الذي أكدت مجموعة من الخبراء أنه "غير سليم".
ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" عن أولئك الخبراء قولهم: إن تأخير تناول قهوة الصباح حتى نحو ساعة ونصف إلى ساعتين بعد الاستيقاظ يكون له أفضل تأثير على الجسم والدماغ.
وتقول الدكتورة إيفانجلين مانتزيوريس، اختصاصية التغذية في جامعة جنوب أستراليا: إن السبب في ذلك هو أن "الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يساعد على تحفيزك في الصباح الباكر، يرتفع في الصباح الباكر، ولكنه ينخفض مع مرور الوقت".
وأوضحت قائلة: الكورتيزول يحفزك ويمدك بالطاقة خلال الساعتين الأوليين بعد استيقاظك. وبالتالي، فإن الوقت المثالي لتناول القهوة هو بعد مرور هاتين الساعتين، أي بمجرد انخفاض مستويات الكورتيزول لديك.
وأشارت مانتزيوريس إلى وجود مادة كيميائية تسمى الأدينوزين تجعلنا نشعر بالنعاس عندما ترتبط بالخلايا في أجسامنا، ولفتت إلى أن هذا لا يحدث فور استيقاظنا، بل في وقت لاحق من الصباح.
وأضافت: يمكن للكافيين أن يوقف عملية الارتباط هذه؛ لذا قد يكون من الأفضل تأخير تناول القهوة حتى تبدأ في الشعور بالنعاس.
هل يمكن شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم؟
بالنسبة لمعظم الناس، فإن تناول كوب أو كوبين من القهوة قبل الظهر لا يتسبب باضطرابات النوم في الليل. ولكن عند شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم، وبالقرب من وقت النوم، فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على الدخول في النوم وجودة نوعية النوم والراحة فيه.
ماذا نعرف عن الكافيين؟
يقول إيان موسغريف، عالم الصيدلة الجزيئية من جامعة أديليد في أستراليا: إن الكافيين تطور في النباتات كدفاع كيميائي وكمبيد حشري طبيعي، فهو موجود في أكثر من ستين نوعاً من النباتات، من أهمها القهوة والشاي والكاكاو ورحيق بعض الزهور.
وبالإضافة إلى قتل وشل الحشرات، فإن الكافيين له فوائد صحية وتأثيرات دوائية كبيرة.
على سبيل المثال، فإن خليط الكافيين يمكن أن يساعد في علاج الربو ويستخدم في حضانات الأطفال حديثي الولادة كموسع قصبي، مما يساعد على توسيع الممرات الهوائية في الرئتين، وفقاً لما أكدته تريغر ماكغواير، عالمة الصيدلة في جامعة بوند الأسترالية.
والكافيين هو أيضاً منبّه يجعلنا أكثر يقظة وتركيزاً، كما أنه يزيد من عملية التمثيل الغذائي ويضبط معدل ضربات القلب وضغط الدم.
وتقول ماكغواير: "يدخل الكافيين بسرعة إلى الجهاز العصبي المركزي ويرتبط بالمستقبلات المشاركة في إطلاق هرمون الشعور بالسعادة، الدوبامين، في الدماغ. إنه يحفز مركز المتعة والمكافأة في الدماغ".
وتشير العالمة الأسترالية إلى أنه يقلل من الشعور بالتعب عند بذل الأشخاص جهداً كبيراً في العمل، كما يمكّن الرياضيين من التدريب بقوة أكبر.