وخلال معظم مسيرته الاحترافية، بدا الأمر كما لو أن ميسي قد لا يفوز أبدا ببطولة دولية كبرى مع منتخب الأرجنتين، وكان دوما ما ينعت بالفاشل على المستوى الدولي لا سميا بعد خسارة الأرجنتين لثلاث مباريات نهائية في كأس كوبا أمريكا أعوام 2007 و2015 و2016، بالإضافة إلى نهائي كأس العالم 2014.
وقد دفعت الهزيمة الثالثة في نهائي كوبا أمريكا عام 2016 ميسي إلى إعلان اعتزاله الدولي، لكنه كان اعتزالا قصير الأمد. فقد عاد "البرغوث" بعد أشهر قليلة لاستئناف سعيه للحصول على لقب كبير مع "راقصي التانغو".
لم تتغير مسيرة ميسي كثيرا على المستوى الدولي بشكل فوري عقب العودة من الاعتزال، فودعت الأرجنتين كأس العالم 2018 من دور الـ16 أمام المنتخب الفرنسي، وبعدها بأشهر غادر "راقصي "التانغو" كوبا أمريكا من نصف النهائي أمام البرازيل في 2019.
ولكن ميسي وصل أخيرا إلى هدفه في العام 2021 عندما توج بلقبه الدولي الأول بقيادته الأرجنتين للفوز بلقب كوبا أمريكا قبل أن يقودها بعد عام للمجد في قطر حيث رفع "راقصي التانغو" كأس العالم بفوزهم على فرنسا في المباراة النهائية بركلات الترجيح.
لو كان ميسي قد أعلن في وقت سابق في مسيرته استعداده لتمثيل منتخب آخر غير الأرجنتين لربما كان قد حقق النجاح الدولي بشكل مبكر للغاية مما فعل مع "البيسيليستي".
وكان يمكن للأرجنتيني أن يمثل إسبانيا ويحقق كأس أمم أوروبا وكأس عالم في الفترة ما بين 2008 و2012 ومن يدري ربما كان ليضيف لهم المزيد من البطولات لاحقا بكل ما امتلكته إسبانيا من نجوم كبار في تلك الحقبة.
فقد انتقل ميسي للعيش في إسبانيا عندما كان عمره 13 عاما فقط، وكان بإمكانه تسريع عملية الحصول على جواز سفر إسباني بسبب مقدار الوقت الذي قضاه هناك.
وقد أكد المدرب فيسنتي دل بوسكي، الذي قاد إسبانيا للتتويج بلقب كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012، أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم حاول إقناع ميسي باللعب مع "لاروخا" قبل وقوع اختيار ليو على منتخب بلده الأصلي.
وقال ديل بوسكي في تصريح سابق لمحطة إذاعية إسبانية: "لقد بذل الاتحاد الإسباني قصارى جهده من أجل إقناع ميسي باللعب لإسبانيا.. رفض ليونيل لأنه يحب بلاده. وصوله كان سيفيدنا. ميسي هو ميسي، هناك واحد فقط. كان تدريبه بمثابة حلم".
أكد ميسي في كتاب عن مسيرته مع الأرجنتين، بعنوان "ميسي، الوطني" أنه لم يكن يميل أبدا إلى اللعب لإسبانيا حيث قال "البرغوث" الذي خاض أول مباراة له مع منتخب الأرجنتين في 2004: "سألوني بشكل غير رسمي إذا ما كنت أريد اللعب لإسبانيا، لكنني قلت دوما إنني أريد اللعب لمنتخب بلادي، لأنني أحب الأرجنتين وتلك هي الألوان الوحيدة التي أحب أن أرتديها على المستوى الدولي".
وفي نفس السياق قال الدولي الإسباني السابق سيسك فابريغاس، زميل ميسي السابق في برشلونة وصديقه المقرب، إنه يبدو أن القرار الصحيح بالنسبة للأرجنتيني هو اللعب لبلده الأصلي، حتى لو كان يعتقد أنه كان سيستمتع باللعب مع إسبانيا إلى جانب "البرغو
وقال فابريغاس: "كان من الممكن أن يكون الأمر استثنائيا لو لعب ليو مع منتخب إسبانيا"، مضيفا: "كنا سنفوز بالمزيد من الألقاب، لكنه كان يشعر دائما بأنه أرجنتيني للغاية، وأعتقد أنه كان القرار الأمثل باللعب لمنتخب بلاده".
كان ميسي مؤهلا أيضا للعب لإيطاليا، حيث كان جده الأكبر من هناك، وهو ما كان سيؤهل ليو للحصول على جواز سفر إيطالي، حيث غادر الجد الأكبر لميسي إيطاليا للانتقال إلى الأرجنتين في أواخر القرن التاسع عشر، لذلك ليس من العدل أن نقول أنه لم يكن هناك أي احتمال حقيقي لانضمام ميسي إلى "الأزوري".
وبخلاف إسبانيا، لم تكن هناك أي محادثات بين الاتحاد الإيطالي لكرة القدم وميسي بشأن تمثيله إيطاليا.