• Saturday 23 November 2024
  • 2024/11/23 10:42:54
{دولية: الفرات نيوز} كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق في مطار العلمين غربي مصر لاستقبال من جرى إجلاؤهم من مدينة ووهان الصينية، العشرات من سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم كانت متراصة على مهبط المطار، وبجوارها أفراد الطاقم الطبي، يرتدون ملابس واقية تغطي أجسامهم بالكامل، ويغطون وجوههم بكمامات وأيديهم بقفازات.

بعدها بدقائق، هبطت طائرة تقل 300 مصري عائدين من ووهان أوائل شهر فبراير شباط الماضي، بعدما ظهرت فيها سلالة جديدة من فيروس كورونا، أدخلوا جميعا للحجر الصحي في أحد الفنادق القريبة.
في ذلك الوقت، كانت صور الشوارع الفارغة في مدينة ووهان، قد سبقت هؤلاء العائدين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي كانت خالية من أي إصابات بالفيروس، سوى أربع حالات سجلتهم دولة الإمارات، لأسرة عائدة من الصين، بينما بدأ الفيروس في التسلل إلى دول آسيوية وأوروبية.
نحو ثلاثة أشهر مرت على ذلك اليوم، وباتت كل هذه الدول تواجه الفيروس، الذي تجاوز عدد المصابين به ثلاثة ملايين على مستوى العالم، وتخطى عدد ضحايا الفيروس حاجز مائتي ألف.
خلال 5 أسابيع على عودة المصريين من ووهان، بلغ عدد المصابين بالفيروس في المنطقة حوالي 10 آلاف.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس/آذار الماضي، عن تحول فيروس كورونا لـ"وباء عالمي"، لكن الإجراءات الاحترازية والوقائية في أغلب دول المنطقة، لم تكن قد بلغت ذروتها بعد.
بلغت الإجراءات الوقائية ذروتها في النصف الثاني من مارس آذار، لكن الإصابات ظلت تتضاعف، وأصبح عدد المصابين بكورونا في المنطقة 100 ألف شخص، بعد 25 يوما من إعلان الفيروس وباء عالميا.
أصيب بكورونا نحو ربع مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توفي من بينهم ما يزيد عن 10 آلاف.
استمرت السعودية في استقبال المعتمرين، حتى بداية مارس آذار، قبل أن تعلن عن تعليق استقبال المعتمرين ثم أوقفت الطواف حول الكعبة، ومنعت المصلين من دخول الحرمين.
أما إيران، فكانت تسجل أكبر عدد من الإصابات بالفيروس في المنطقة، وبلغ إجمالي الإصابات فيها نحو 10 آلاف، من 11 ألفا أصيبوا بالفيروس في المنطقة، في يوم إعلان الفيروس كوباء عالمي، لكنها لم تكن قد فرضت حجرا صحيا بعد، واستمرت الصلوات الجماعية فيها أمام المساجد.
وبينما علقت مصر رحلاتها الجوية مع الصين، استمرت في استقبال الرحلات القادمة من باقي الدول، إذ كانت تستقبل أكبر عدد من السياح، لم تستقبل مثله منذ حوالي 10 سنوات.
وقبل يوم واحد من إعلان كورونا كوباء، قال وزير السياحة المصري، خالد العناني، في مؤتمر صحفي، إن أعداد السياح في الشهر السابق، فاقت الأعداد المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي المؤتمر نفسه ردت وزيرة الصحة على طلبات أولياء الأمور بإغلاق المدارس، بأن البلاد مازالت في المرحلة الأولى من خطة المواجهة، التي لا تستدعى إغلاق المدارس.
وطالب حينها مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي حكوماتهم باتخاذ قرارات الإغلاق ومنع التجمعات.
لكن المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وائل صفوت، يقول إن دول المنطقة طبقت الإجراءات الاحترازية تدريجيا في الوقت المناسب، وأن قرار الإغلاق جاء بعد ظهور حالات مصابة بكورونا، وأنه ليس من الطبيعي أن تأخذ الدول قرار الإغلاق قبل ظهور مصابين.
يضيف صفوت" بالعكس فإن بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة، تأخرت في تطبيق بعض الإجراءات، وهذا أحد أسباب الانتشار الزائد عن الحد للفيروس هناك".
وفي نهاية شهر مارس آذار، كانت إجراءات الإغلاق تسيطر على المشهد، وصل لإعلان حظر شامل للتجوال في مناطق محددة.
توقفت المصالح الحكومية عن العمل، ومُنع سفر الأفراد بين الدول، وعلقت المطارات عملها باستثناء الرحلات التجارية، واستقبال المواطنين العالقين في دول أخرى.
الإجراءات نفسها كانت مطبقة في معظم أرجاء العالم، خاصة في دول أوروبا، الأكثر تضررا بعد الولايات المتحدة، والتي كانت مركز انتشار الوباء ذلك الوقت.
بعد مرور شهر من الإغلاق، تباطأ انتشار الفيروس في بعض الدول التي شهدت انتشارا واسعا للفيروس.
على سبيل المثال، تراجع عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في إيران إلى نحو ألف حالة يوميا، بعد شهر من تجاوزها حاجز الثلاثة آلاف يوميا.
وكذلك إسبانيا التي تسجل ثاني أكبر عدد من المصابين عالميا، وأعلنت إغلاقا عاما في 14 مارس آذار، الذي سجلت فيه 1156 إصابة جديدة، وتجاوز عدد الإصابات فيها 8 آلاف يوميا، أواخر الشهر الماضي، وتراجع عدد الإصابات الجديدة فيها إلى نحو 4 آلاف حالة يوم 24 أبريل نيسان.
أما الصين التي سجلت نحو 250 إصابة عندما أعلنت عن إغلاق مدينة ووهان يوم 23 يناير، وتجاوز عدد المصابين الجدد 14 ألف حالة، يوم 2 فبراير شباط، فقد أعلنت مؤخرا عن سيطرتها على الفيروس، وأصبحت تسجل أقل من 100 إصابة يوميا.
في المقابل، تظهر إحصائيات منظمة الصحة العالمية وجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، أن الإصابات اليومية في بعض دول المنطقة، تسارعت بعد إجراءات الإغلاق.
في الخامس والعشرين من أبريل نيسان، سجلت السعودية نحو 1200 حالة وذلك بعد نحو شهر من إعلانها عن إجراءات إغلاق كامل، في الوقت الذي كانت تسجل فيه حوالي 130 حالة جديدة يوميا.
أيضا ارتفع عدد الإصابات اليومية في مصر إلى أكثر من 200 حالة يوميا، بينما عندما اتخذت الحكومة قرار الإغلاق قبل شهر وبضعة أيام، كانت مصر تسجل أقل من 40 إصابة يوميا.
أما الإمارات، فوصل عدد الحالات الجديدة فيها يوميا إلى أكثر من 500 حالة. قبل يوم واحد من تطبيق الإغلاق قبل شهر، كانت الدول الخليجية قد سجلت 50 حالة جديدة.
يفسر المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وائل صفوت، تزايد الإصابات اليومية في بعض الدول رغم الإغلاق، بأن هذا الإجراء هو أحد العوامل المؤثرة على انتشار الفيروس، ولكنه ليس المؤثر الوحيد.
ويقول إن فحوصات اكتشاف الفيروس وطريقة إجراءها هي أفضل السبل لمعرفة الحجم الحقيقي للوفيات والإصابات.
مع أن الأعداد المكتشفة يوميا تتزايد في الإمارات، إلا أن نسبة المصابين من بين من أجري لهم الفحوصات حوالي 1%.
في النصف الأول من شهر مارس آذار، أعلنت مصر عن إجراء 25 ألف اختبار لفيروس كورونا، لكنها توقفت بعد ذلك عن إعلان عدد الفحوصات.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كانت مصر تسجل معدل وفيات مرتفع، بسبب الفيروس بلغ 7.5%، أعلى ب 0.5% من المعدل العالمي.
أرجعت منظمة الصحة العالمية أسباب هذا الارتفاع إلى عدم التوسع في إجراءات الفحوصات، ونصحتها بإجراء المزيد منها، وهو ما أعلن مصر لاحقا عن تطبيقه، وقالت وزيرة الصحة المصرية إن وزارتها أجرت 200 ألف اختبار بالكواشف السريعة، و90 ألف تحليل PCR.
تبلغ نسبة المصابين بين من أجريت لهم التحليل في الجزائر، أكثر من 50%، وهي النسبة الأعلى في المنطقة، لكن متخصصون يرجعون ذلك إلى قلة عدد الفحوصات التي أجرتها.
ويقول المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وائل صفوت، بعض الدول لا تتوسع في الفحوصات لأنه "يتبعه زيادة في الحالات المرصودة، ويتبعه أعباء على النظام الصحي. لذلك تقوم كل دولة بتقييم وضعها بما يتناسب مع قدراتها التنظيمية ونظامها الصحي وقوتها الإقتصادية".انتهى

اخبار ذات الصلة