{بغداد: الفرات نيوز} كشف محافظ كربلاء، المفتش العام السابق لوزارة الداخلية، عقيل الطريحي، انه علم بفشل جهاز السونار {IDE} منذ بداية العمل به في السيطرات الأمنية.
وقال الطريحي في برنامج {زقاق سياسي} الذي تبثه قناة الفرات الفضائية في شهر رمضان "جهاز السونار لكشف المتفجرات، فيه شقان الأول فساد لان مبلغ الشراء كان مبالغ فيه حيث انه لايتجاوز بأقصى سعر مع الارباح بـ 100 دولار لكنه بيع للعراق بـ 55 مليون دينار بالصفقة الاولى، والشق الآخر هو دوره في تقديم أمن زائف وهذا الأخطر".
وأضاف "اكتشفنا خلل الجهاز منذ بدايته وقدمنا مشورة وهي غير ملزمة بموجب القانون لوزير الداخلية الأسبق جواد البولاني ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومسؤولين آخرين ولكن كان رأيهم بان الجهاز ممكن أن ينجح وهذا لم يحصل".
وأشار الى "جهة امريكية وأخرى بريطانية قدمت تقارير تؤكد ما أشرنا أليه بفشل الجهاز وعملنا على ايقاف الصفقة لكنها استمرت" مشيرا الى انه"وبعد ان ثبت فشل الجهاز وافق المالكي على اجراء تحقيق مشترك مع البريطانيين، وزرت انا لندن مرتين للادلاء بشهادتي أمام محكمة بريطانية بفشل الجهاز".
يذكر أن العراق اشترى ستة آلاف جهاز، خلال الأعوام 2008 و2010 ، وجرى استخدامها عند نقاط التفتيش في جميع أنحاء البلاد بسبب استمرار التفجيرات، لكن ملفات فساد شابت عقود شراء الأجهزة واعتقل على اثرها مدير عام مكافحة المتفجرات، اللواء الجابري وصدرت بحقه عدة أحكام يبالسجن لادانته في الصفقة.
وكانت نتائج لجنة التحقيق قد كشفت أن "هذه الأجهزة غير مخصصة لكشف المتفجرات"، كونه أي جهاز يحتاج حتى يتمكن من كشف المتفجرات إلى 150 فولت، كما أن سعره الواحد يتراوح بين 150 و200 دولار، فيما زودت الوزارات المستوردة للأجهزة مجلس الوزراء بعقود شراء تتراوح اسعارها لاضعاف كبيرة.
من جانبها أصدرت محكمة الجرائم الكبرى في العاصمة البريطانية لندن [ولد بايلي] في الثاني من ايار 2014 حكما بالسجن عشر سنوات لرجل الاعمال البريطاني جيمس ماكورميك بعد إدانته ببيع أجهزة مزيفة للكشف عن المتفجرات لدول عدة من ضمنها العراق.
وأمر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي بسحب أجهزة السونار من السيطرات الامنية على خلفية تفجير منطقة الكرادة في تموز 2016 وراح ضحيته المئات من الابرياء كما أن تقوم وزارة الداخلية باعادة فتح التحقيق في صفقات الفساد لهذه الاجهزة وملاحقة جميع الجهات التي ساهمت فيها، ولم تظهر نتائج هذا التحقيق لغاية الآن.
ورغم نصب عجلات سونار جديدة لكن لم تثبت فعاليتها في الحد من التفجيرات المستمرة في العراق.
وعن طموحه السياسي قال الطريحي العضو في حزب الدعوة الاسلامية "أنا لست من قادة الحزب وليس لدي هذا طموح لأكون كذلك أبداً ولكن اتبنى فكر الدعوة منذ صغري، والازاحة الجيلية للشخوص سنة الحياة وتبقى كافكار، واعتقد ان المحاورة الجيلية يجب ان تكون ليس فقط في حزب الدعوة".
وأضاف "سأختار الدعوة ولا اتبع شخصيات فيها وانما نؤمن بالافكار رغم احترامنا لتاريخ هذه الشخوص" مشيرا الى "وجود تيارات داخل الدعوة ولكن ينبغي ان يسود فكر الدعوة".
وأكد الطريحي، انه "لا يشارك في الانتخابات المقبلة، واتمنى ان تقبل مني المغادرة " مبينا انه "ليس عاطلاً عن العمل وممكن ان اعمل بجوانب اخرى بشهادتي في المحاماة".انتهى