{بغداد:الفرات نيوز} قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم أمير المؤمنين {ع}ان وضع قواعد بناء الدولة ونجاح المشروع باعتماده العدالة الاجتماعية والرفق بالتعامل مع الناس وترسيخ الحرية والاستقلال والكرامة الوطنية وتعميق الحقوق الفردية والاهتمام بالأقليات .وأضاف السيد عمار الحكيم في كلمة له خلال حفل اقامه بمكتبه ببغداد اليوم بمناسبة ذكرى مولد الإمام علي عليه السلام إن " الامام علي عليه السلام رفض سفك الدماء والقرارات الانفعالية في ادراة الدولة واستئثار الحاكم على حساب الناس والمصلحة العامة "، مشيرا الى ان "قواعد بناء الدولة في العلاقات الخارجية كانت ازالة التوتر مع البلدان والاستفادة من تجارب الأمم مع الحفاظ على الاستقلال الثقافي للشعوب الإسلامية دون الانصهار والذوبان".وأوضح ان " منهج امير المؤمنين كان ينص على الدفاع عن الإسلام دون ان يكون اي طرف حجة فيه "، مؤكدا "الحاجة لمنهج الإمام علي في دعم الحكم وهو مختلف معه ومنهجه في مشروعه الإصلاحي ".وشدد على ان "المراجعة لمنهج علي {ع} تمنح المناعة والقوة بعدم الانكسار مهما كانت الأزمات شديدة "، مجددا "المضي على منهج علي من اجل رفاه وخدمة الشعب ".وتابع ان " عليا {ع} اجبر الجميع على الاعتراف بشخصيته من مصلحين وثوار وأصحاب علم لتعلقهم به، عادا اياه حالة إنسانية وبطلا أسطوريا لكل البشرية ".واوضح ان " الوقوف عند الإمام علي سببه بناء النفس لأنه عرف العظمة بكل جوانب حياته حتى مثل الكمال الإنساني ".ولفت الى انه " كان ينظر إلى المشروع دون النظر إلى موقعه في المشروع وكان قائدا وهو جالس في بيته لحاجة الآخرين إليه"، مبينا ان "علي اتسم بالتضحية وسعة الصدر والأفق والحكمة والشجاعة وضحى عندما جلس عن حقه في الحكم وعندما تصدى للمسؤولية رغم علمه بكثرة الأعداء وقلة الأصدقاء مؤكدا انه كان همه الأول إصلاح الناس دون الفتك بهم ".وأشار إلى ان "ولادة الإمام علي {ع} تعيد استكشاف القواعد العامة للسلوك الإنساني والعدل الإلهي في المنظومة الكونية وعلي {ع} جزء لا يتجزأ منها فهو الفتى الهاشمي الذي أنجبته الأرض العربية لكنها لم تستثمر عبقريته "، مبينا ان "الإسلام تفجر في الإمام عليه السلام لكنه لم يكن للمسلمين بل امتد بمشروعه للإنسان بكل تلاوينه حتى صارا نبراسا للبشرية". وتابع ان "عليا عليه السلام هو من فسر نظرية التطور البشري بقاعدته الأزلية {لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم}، لافتا الى انطلاقة علي {ع} بولادته من الكعبة "، مبينا إن "قيادته انطلقت من بيت النبوة ومهبط الرسالة"، موضحا أن "القيادة الحقيقية تنتج من تابعية حقيقية". ولفت الى ان "قيادته عليه السلام تنبع من المشروع الذي تبناه وليس من الموقع الذي يشغله"، مضيفا أن "الإنسان الهدف الأسمى لمنهج الإمام علي {ع} وشعاره العدالة وما بينهما جوهر المشروع الإلهي ودولته ".انتهى