{دولية: الفرات نيوز} إنه تحدي صعب أن تعلم الطفل كيف يبقى هادئاً في مكانه ويكرس كل تركيزه على ما تقوله المعلمة في الحصة المدرسية، حيث أن الأطفال يتمتعون بنشاط وحيوية، وحب للحركة، ولذلك لا يمكن أن نتوقع منهم التركيز بشكل كامل وعدم تشتت إنتباههم أثناء شرح المعلمين للمواد المختلفة.
وبالتالي فإن مهمة الأم هي مساعدة الطفل على التركيز في المدرسة لأطول فترة ممكنة، وقبل أن نخبرك بسبل مساعدة الطفل على التركيز، يجب أن نفهم طبيعة الطفل ولماذا يسهل تشتيت إنتباهه؟
يحدث تشتت إنتباه الطفل في المدرسة نتيجة لعدة عوامل، وهي:
-طبيعة الطفل: حيث أن الأطفال لديهم قدر كبير من الفضول وحب الإستطلاع، ولهذا يمكن أن يركزوا مع أمر مختلف يحدث أمامهم، كأن يقوم طفل اخر بموقف ما، فينظر إليه الطفل ويتجاهل شرح المعلم.
-طاقة الطفل: فالطفل يولد ولديه نشاط وطاقة كبيرة، ويزداد هذا في مرحلة دخول المدرسة، مما يدفعه للبحث عن منافذ مختلفة ليخرج بها هذه الطاقة، حتى أثناء اليوم الدراسي.
-شعوره بالملل: عندما يشعر الطفل بأن ما يسرده المعلمون ليس أمر ممتع، فإنه يشعر بالملل ويتحول إنتباهه سريعاً إلى شيء اخر مثير بالنسبة لهم.
-الإصابة بفرط الحركة: وهي أحد المشكلات المرضية التي يصاب بها بعض الأطفال وتتطلب علاج نفسي بمساعدة من جانب الأم.
ولتحسين تركيز الطفل أثناء تواجده بالمدرسة، يجب على الأم أن تقوم ببعض الخطوات في المنزل، وتشمل:
-زيادة تركيز الطفل باللعب: بما أن الأطفال يتعلمون أكثر عن طريق اللعب، فمن الأفضل ربط زيادة التركيز بالألعاب التي تساعد في تدعيم ذلك. إجعلي الأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية بعيدة عن طفلك، وأطلبي منه أن يمارس بعض الأنشطة التي تحسن الإنتباه والتركيز.
وتعد ألعاب التفكير والألغاز من أبرز الألعاب التي تساهم في تدريب وتقوية قدرة الطفل على التركيز وإستخدام الذاكرة.
إطعام الطفل الخضروات والطعام الصحي: من أهم الأمور التي يجب الإهتمام بها، حيث أن الطعام يساعد بشكل أساسي في زيادة تركيز الطفل، وفي المقابل هناك بعض الأطعمة التي تؤثر على طاقة الطفل وإنتباهه. ومن أبرز الأطعمة التي يجب أن يتناولها الطفل الخضروات بأنواعها والفواكه بألوانها، لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وعناصر هامة ومضادات أكسدة تمد الجسم بالطاقة وتنشط الذاكرة وتعزز العقل.
كما أن البروتينات مثل البيض واللحوم الخالية من الدهون أيضاً تساهم في زيادة مستوى التركيز.
-تنظيم وقت الطفل: إن الضغوط الزائدة وتكدس المواد التي يدرسها الطفل سبب رئيسي في شعوره بالملل وعدم قدرته على التركيز. الحل الأمثل هو أن يكون يوم الطفل منظماً، ويجمع بين وقت المدرسة، وقت الإستذكار في المنزل، ووقت الترفيه.
ويجب أن تضعي له جدول مناسب له بحيث لا يقصر في أي من المهام اليومية التي يقوم بها، وحتى وقت الترفيه يكون محدداً، مع وجود بعض المرونة وفقاً لأحداث اليوم التي تختلف عن غيره من الأيام.
-النوم لتعزيز التركيز: لا يمكن أن يعطي الطفل إهتماماً وتركيزاً لشرح المعلمة إذا لم يحصل على القسط الكاف من النوم يومياً، فكيف يمكن أن يستيقظ بنشاط وحيوية وهو لم ينام جيداً! كما أن حصول الطفل على غفوة في منتصف اليوم قد تساعده في الإستذكار اليومي، وبالتالي تثبت المعلومات في الدماغ ويصبح الطفل أكثر تجاوباً مع المعلم لأنه يتذكر الإجابات ويريد أن يظهر براعته أمام معلمه.
-فهم الطفل: فكل طفل لديه طريقة مختلفة في الفهم والإستيعاب تختلف عن غيره، وفهم الطريقة الخاصة بالطفل يساعد في تقديم المعلومات بالطريقة التي تناسبه. حيث أنه إذا شعر بالملل من الطريقة المستخدمة في توصيل المعلومة سوف يتجاهلها، ولذلك يجب أن يكون هناك تواصل بين الأم والمعلمة في المدرسة، لتشرح لها طبيعة الطفل وكيف يمكن أن تساعدة في زيادة التركيز.
-تدعيم نفسية الطفل: لن يتمكن الطفل من التركيز فيما تقوله المعلمة إذا كان يفكر في أمر اخر يشغل باله، وغالباً ما يتشتت الطفل بصورة كبيرة في حالة وجود مشكلات تؤثر على حالته النفسية. فالمعاملة القاسية للطفل تجعله يشعر بالخوف والتوتر، فلا يعرف ماذا سيحدث بعد عودته إلى المنزل. كما أن المشكلات المستمرة بين الزوجين والشجارات التي يحضرها الطفل تشتت إنتباهه وتفقده التركيز.
-إعداد نظام مكافات: ولا نقصد هنا المكافات المادية فقط مثل الحلوى أو الدمى، ولكن المكافات المعنوية قد تعني الكثير بالنسبة للطفل ولا تقل أهمية عن النوع الأول. وتشتمل المكافات المعنوية على المدح، النزهات التي يحبها الطفل، اللعب على الجهاز الإلكتروني، أو اللقاءات مع الأصدقاء، وغيرها من المكافات.
وهنا يجب أن يفهم الطفل أن هناك إرتباط بين تركيزه في المدرسة وتفوقه وبين هذه المكافات التي يحبها، ويجب التنويع بين هذه المكافات بين المادية والمعنوية.
-إخراج طاقة الطفل: عندما تساعدين طفلك في توجيه طاقته في نشاط خارج المدرسة أو ممارسة الرياضة، سوف يتمتع بقدر من الهدوء أثناء تواجده في المدرسة. لكن إذا منعتيه من ممارسة أي نشاط خارجي، فلن يجد مكان سوى المدرسة ليخرج فيها طاقته بالكامل. كما أن الأنشطة المختلفة والتمارين الرياضية تساعد في تحسين التركيز والإنتباه، وتنشط فكر الطفل وقدرته على الإبداع.
-ممارسة رياضات التركيز: لا تقتصر تمارين التركيز على الكبار فقط، بل يمكن أن يمارسها الأطفال أيضاً، فهي تساعد في تعزيز قدراتهم العقلية، مثل تمرين اليوغا. فلم لا تطلبي من طفلك أن يجلس ويغمض عينيه ويثبت في وضعية معينة، ويخبرك بماذا يفكر.
-التحدث مع الطفل: لا تترددي في سؤال الطفل عما يفكر فيه أثناء وجوده بالصف المدرسي، لمعرفة ما هي الأمور التي تسبب عدم تركيزه وتشتت إنتباهه، وبالتالي تتمكني من معالجتها بصورة أفضل. إسأليه عما يسبب له إزعاج، هل زميله الذي يجلس بجانبه، أم شعوره بالضيق من شيء اخر، وإجعليه يتحدث معك دون أن تظهري له أي ردود أفعال سلبية.
ومن خلال ما يقوله الطفل، سوف تتعرفي على جوانب خفية في شخصيته، وتساهمي في تدعيمها بصورة كبيرة.انتهى