{دولية:الفرات نيوز} تتحدث عن واقعة اتهامها بالتعدي على زميلتها.. كأنها تتحدث عن مشاهد من فيلم لقاتل متسلسل، أو عن تفاصيل قضية "سفاح المعادي"، أو "سفاح المنيب".. تتحدث عن الخطة وعصابتها كأنها تتحدث عن عصابة تم تكوينها والاستعداد لارتكاب سلسلة جرائم بدأت بالانتقام من زميلتها وإثارة الذعر والرعب بين رواد محافظة السويس وبالتحديد منطقة فيصل.
تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي، منتصف شهر تشرين الثاني الماضي، فيديوهات تحتوي على مشاهد عنف ضد فتاة وعن استقلال أحد الأشخاص دراجة نارية بالتعدى بسلاح أبيض على فتاة أثناء سيرها في منطقة فيصل بالسويس عن لقب "سفاح السويس"، وظهر أيضا عدد من الفتيات وروت تفاصيل ما حدث لها، وأخذت القضية صدى إعلامي كبير.
"السفاح".. يطلق هذا اللقب على الشخص الذي يقتل ثلاثة أشخاص أو أكثر بمدة زمنية تقدر من أيام إلى سنوات تتخللها فترة من الهدوء.
وقعت في مصر عدة جرائم ارتبطت بلقب "السفاح" مثل "سفاح بين السرايات وسفاح المعادي".. أطلق اسم السفاح على مرتكب مذبحة بين السرايات الذي قتل حماته وخطيبته وشقيقتها أواخر عام 2008 بسبب أعمال السحر كما ذكر المتهم آنذاك في التحقيقات، وحكم عليه بالإعدام.
أما "سفاح المعادي"، فالوقائع التي ارتكبها خلال فترة 2007 و2008، تسببت في حالة من الذعر بين النساء آنذاك بمنطقة المعادي بعدما تعدى المتهم على قرابة 50 سيدة وتم ضبطه وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 45 سنة.
"سفاح المعادي"، هو أقرب وصف لـ"سفاح ساقية مكي"، المتهم في الواقعة بارتكاب ارتكب 7 جرائم تعدي على الفتيات والسيدات، بسلاح أبيض منتصف حزيران الماضي لكن دون وقوع خسائر في الأرواح، إصابة فقط.
وذكر محضر الشرطة والتحقيقات أنه ارتكب الواقعة بسبب لأنه يكره "الستات"، أما عن الواقعة الأخيرة "سفاح السويس"، كانت لها دوافع مختلفة وتضم عدد كبير من المتهمين.
هبة الله.ا.ح" وشهرتها "شيرين" 30 عامًا، مشرفة أتوبيس بإحدى المدارس، واتفقت مع كل من "محمد.غ.ع" وشهرته "محمد التركي" 18 عامًا، طالب، و"محمود.م.ا" وشهرته "أوشا" 18 عامًا، و"طه.م.م" وشهرته "طه الشاعر"، 20 عامًا، و"خالد.خ.م" وشهرته "خالد غاندي" 20 عامًا، عن تنفيذ المخطط مقابل مبلغ 5 آلاف جنيه، وبدأ بالتعدي على زميلتها وتدعي "أمنية.ج.ا" 20 عامًا، مشرفة أتوبيس بإحدى المدارس بالسويس، انتقاما منها بسبب خلافات بينهما، وتطورت الواقعة إلى ارتكاب المتهمين سلسلة جرائم مشابة لإثارة الذعر بين الفتيات.
التحريات والتحقيقات التي أجريت تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، أكدت أن بداية الواقعة بظهور فيديو على موقع التواصل الاجتماعي بالتعدي على فتاة أثناء سيرها بشارع محمد الرفاعي من شارع أبو بكر الصديق السلام بالسويس، تحت لقب "سفاح السويس"، وأجرت القوات فحص للفيديو، وتوصلت إلى الفتاة وتبين أنها تدعي "أمنية.ج.ا" 20 عامًا، مشرفة أتوبيس بإحدى المدارس بالسويس"، وأنها عقب إصابتها لم تحرر محضرًا.
وبعد مرور 24 ساعة، تعرضت سيدة منتقبة للطعن بمنطقة العوايد بحي فيصل، وتوالت بعد ذلك الحوادث، وكان آخرها طعن المتهم طالبة بالقرب من مبنى محافظة السويس ومديرية الأمن بشارع الشهداء.
وذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية أنه من خلال السير في إجراءات البحث والتحري، أسفرت الجهود إلى أن وراء ارتكاب حوادث الطعن "هبة الله.ا.ح" وشهرتها "شيرين" 30 عاما، مشرفة أتوبيس "بذات مدرسة المجني عليها"، ومقيمة بدائرة قسم شرطة فيصل بالسويس، والمدعو "محمد.غ.ع" وشهرته "محمد التركي" 18 عامًا، طالب، ومقيم بدائرة قسم شرطة الجناين بالسويس، والمدعو "محمود. م. ا" وشهرته "أوشا" 18 عامًا، عامل بإحدى شركات الزيوت، ومقيم بدائرة قسم شرطة الأربعين بالسويس والمدعو "طه.م.م" وشهرته "طه الشاعر" 20 عامًا، حاصل على دبلوم، ومقيم بدائرة قسم شرطة فيصل بالسويس، والمدعو "خالد.خ.م" وشهرته "خالد غاندي" 20 عامًا، عامل، مقيم بدائرة قسم شرطة الأربعين بالسويس.
وأكدت التحريات اتفاق المتهمة الأولى مع المتهم الثاني "تربطهما علاقة" بالتعدي على المجني عليها، انتقاما منها لوجود خلافات بينهما، وذلك مقابل مبلغ مالي 5 آلاف جنيه، وعملت لتزويده بمعلومات خط سيرها وتحديدها له واتفقت معه على تهديدها من خلال الاتصال على هاتفها المحمول عدة مرات من شريحة تليفون "محددة" لصرف انتباهها عن تحديده.
وبتقنين الإجراءات وتكثيف التحريات، انطلقت عدة مأموريات واستهدفت المتهمين، وتمكنت القوات من ضبطهم، وضبطت دراجتين ناريتين، ومشرط طبي، ومطواة "قرن غزال"، وشفرة حلاقة، وعدد من الهواتف المحمولة الخاصة بالمتهمين.
وبمواجهتهم اعترف الثاني تجهيزه "دراجة بخارية" المملوكة للمتهم الثالث، ومشرط طبي تحصل عليه من مخلفات إحدى المستشفيات ووضعه بين إصبعيه وتثبيته بشريط لاصق والتعد على المجني عليها وإحداث إصابتها، مضيفا أنه جرى باتفاق مع المتهمة الأولى معه لتهديد المجني عليها بالاتصال على هاتفها المحمول من "الشريحة" سالفة الذكر.
وأثناء الفحص تبين اتفاق المذكور مع باقي المتهمين الثالث حتى السادس على ارتكاب وقائع أخرى لإثارة الفزع والرعب لدى الفتيات والأهالي بمدينة السويس لصرف الأنظار عنه، حيث نفذ المتهم الثاني والثالث باقي الوقائع مستخدمين في ذلك الدراجتين الناريتين، وراقب باقي المتهمين الطريق لهما حال التنفيذ للحيلولة دون ضبطهما، وأنهم أصابوا الفتيات بمدينة السويس في أماكن وتوقيتات مختلفة لمحاولة صرف الأنظار عنهم.
واعترف باقي المتهمين بالاشتراك في ارتكاب تلك الوقائع وصحة ما قرره المتهم "الثاني"، وعن إبلاغ 4 فتيات وسيدة بأقسام "السويس، والأربعين، وعتاقة" ببلاغات كاذبة بذات المضمون لأسباب مختلفة، واعترفوا بعدم صحتها، وتم عرضهم على النيابة التي قررت إخلاء سبيلهم.
وعقب تسجيل اعترافات المتهمين في محضر الشرطة، وتم إحالتهم للنيابة التي قررت حبسهم على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.انتهى