{دولية:الفرات نيوز} كشفت دراسة واسعة النطاق، أجريت على حوالي 5216 دماغا، ونشرت في مجلة أميركية متخصصة، عن وجود اختلافات بين أدمغة الرجال والنساء، قد تكون مرتبطة بالمهارات الاجتماعية وغيرها.
وأظهرت هذه الدراسة أن النساء لديهم موصلات دماغ أكثر ضمن القشرة المخية من الرجال، والتي تصبح نشطة عندما تكون مناطق أخرى من الدماغ في حالة راحة وتتداخل مع شبكة من المناطق الأخرى التي تساعد على التواصل مع الآخرين
وفهمهم عن طريق التواصل البصري وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت.
وجاء في تقرير بمجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية أنه على الرغم من شكوك المجتمعات حول الدراسات التي تتبنى الصور النمطية لسلوك الإناث والذكور، إلا أن هناك تأكيدا منذ آلاف السنين على أن الإناث متفوقات بشكل خاص في مجال التنشئة والرعاية والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
لكن، هناك اختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بالاضطرابات النفسية، الأمر الذي شجع مؤلفي هذه الدراسة على البحث في تأثيرات جنس الشخص على موصلات الدماغ باستخدام أحدث الأساليب.
وتعرضت الدراسات السابقة التي أجريت حول هذا الموضوع للانتقادات بسبب العدد الصغير للعينات التي خضعت للدراسة والاستعانة بأشخاص أصغر سنا، لهذا شملت الدراسة التي أجراها كل من ستيوارت ريتشي وزملائه عينات أكبر وتضمنت أشخاصا تفوق أعمارهم سن 44.
وأفاد التقرير أنه تم تحليل الموصلات بين مناطق الدماغ من خلال استخدام الطريقة الحديثة التي تعرف باسم "تصوير تشتت اتجاهات وكثافة المحور العصبي"، وهي مقاييس يمكن أن تقدم معلومات جديدة عن تشكل المادة البيضاء في المخ. ويمكن تشبيه العدد الكبير من الموصلات الدماغية التي تعمل على إرسال إشارات عصبية بشكل أسرع، بمجموعة من المصاصات التي تسرع شرب مشروب غازي بسرعة.
ويعتبر ذلك مثالا للاختلافات بين الجنسين، إلا أن مؤلفي الدراسة لا زالوا يتوخون الحذر في تفسيراتهم مشيرين إلى وجود تشابه كبير بين الجنسين يصل أحيانا إلى 50 بالمائة.
ويؤكد مؤلفو الدراسة أنه كان هناك تشابه بين الذكور والإناث في القياسات، والذي يعزوه العلماء إلى تأثيرات التربية والتنشئة والعوامل الاجتماعية.
وتظهر الأدلة الأخيرة أن ممارسات الموسيقيين والمرضى في العلاج الطبيعي يمكن أن تؤثر على الموصلات الدماغية، وقد يستنتج المرء أن الأنواع الأخرى من الممارسات الفكرية المكثفة، على غرار تلك التي تنطوي عليها المهارات الاجتماعية، قد تعزز أيضًا الروابط الموجودة مسبقًا في الجهاز العصبي.
وفي دراسة سابقة حول موصلات الدماغ، أجريت على 949 شابا تراوحت أعمارهم بين سن الثامنة و21 ،قارن الدكتور راجيني فيرما وزملاؤه في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا أيضا الموصلات بين الجنسين. وقد استخدموا طريقة التصوير بالرنين المغناطيسي الموّزن بمعامل الانتشار لتحليل الترابط.
وقد وجدوا في أدمغة النساء الكثير من الموصلات بين نصف الكرة المخية الأيمن {الذي يُعتقد أنه ينتج عنه تفوق في الكشف عن المعلومات الاجتماعية والتعبير عنها} ونصف الكرة المخية الأيسر {الذي يعتبر أكثر أهمية لفهم الكلمات والتحدث بها}.
وقد ظهر لدى العينة الخاصة بأدمغة النساء المزيد من الترابط بين جانبي الكرة المخية، مما يسمح للنصفين بالتواصل بشكل أكثر سهولة.
وقد وجدت دراسة نشرت سنة 2013 في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية"، أن الاختلافات بين الجنسين كانت واضحة لدى المراهقين أكثر من الأطفال الأصغر سنا مما يشير إلى تأثير البلوغ على نمو الدماغ. وفي هذه الدراسة، كان أداء النساء أفضل فيما يتعلق بالتعرف على الوجوه وأداء المهام الاجتماعية.
وبين التقرير أن الموصلات في العينة الخاصة بأدمغة الذكور بدت أكثر وضوحا في الجزء الأمامي والخلفي من نصفي الكرة المخية.
ويتضمن ذلك منطقة القشرة الأمامية عند الجبهة، التي تلعب دورًا في التخطيط لمجموعة من المهام وتنفيذها، والمنطقة الحسية الحركية من منطقة الوسط، والقشرة البصرية الواقعة في الجزء الخلفي من الدماغ.انتهى