ويجري حاليًا تنفيذ مشروع فيسبوك بشكل سري، وتخطط الشركة لربط العملة بسلة من العملات الأجنبية المختلفة وليس الدولار، بحيث يمنح هذا النهج عملة
واتساب مزيدًا من الثبات دون ربطها بأي نظام مالي في أي بلد محدد.
وذكرت الصحيفة أن شركة فيسبوك ليست سوى واحدة من العديد من شركات التراسل التي تعمل على تطوير عملات رقمية، إذ تطور شركتا تيليغرام وسيجنال Signal لتطبيقات الاتصالات المحمولة المشفرة عملات رقمية جديدة من المفترض إطلاقها خلال العام المقبل.
وفي ظل خطة فيسبوك لدمج منصاتها الثلاثة واتساب و
إنستاغرام وماسنجر، فإن العملة الرقمية الجديدة سوف تصل إلى ما يقرب من 2.7 مليار شخص الذين يستخدمون أحد التطبيقات الثلاثة شهريًا.
وقال ديفيد ماركوس David Marcus، المسؤول عن منصة ماسنجر، في العام الماضي عبر أحد مشاركات المدونة إنه يقوم بإعداد مجموعة صغيرة لاستكشاف أفضل الطرق للاستفادة من تقنية البلوك تشين ضمن فيسبوك بدءًا من الصفر.
كما قامت شركة فيسبوك بالترويج لأحد مهندسيها الكبار، إيفان تشنغ Evan Cheng، كمدير للهندسة في قسم البلوك تشين التابع لها، مما يشير إلى أهمية المشروع.
ووفقا لمارك زوكربيرغ، فإن بإمكان المستخدمين قريبًا تسجيل الدخول إلى فيسبوك باستخدام مصادقة البلوك تشين، وأضاف خلال مقابلة أواخر الشهر الماضي أنه من المحتمل أن يكون مهتمًا بتوفير ميزة تسجيل الدخول إلى فيسبوك عبر تقنية البلوك تشين.
وقال زوكربيرغ “أفكر في العودة إلى المصادقة اللامركزية أو البلوك تشين. بالرغم من أنني لم أفهم طريقة إنجاز هذا العمل، إلا أن هذا الأمر يتعلق بالمصادقة ومنح الوصول بشكل أساسي إلى معلوماتك وإلى الخدمات المختلفة”.
وقد تمنح تقنية البلوك تشين المستخدمين صلاحيات أكبر عند منح الوصول إلى البيانات لتطبيقات الطرف الثالث.
وتأمل شركات التراسل أن تنجح فيما فشلت الشركات الناشئة المبتدئة في فعله، والذي يتمثل في إدخال المستهلكين العاديين إلى عالم العملات الرقمية.
لكن هناك عدد من النقاط الإشكالية التي يجب على شركات التراسل حلها، إذ لا تملك شبكات البلوك تشين مثل بيتكوين أي سلطة مركزية، مما يعني أن المستخدمين يتحملون المسؤولية الكاملة عن تأمين عملاتهم الرقمية ضد الفقدان والسرقة.
وفي حال تضرر القرص الصلب الذي يجري تخزين العملات عليه، ولم يكن هناك نسخ احتياطية، فإن ذلك يعني زوال العملة إلى الأبد، إلى جانب إمكانية سرقة العملات إذا حصل أحد المتسللين على المفاتيح السرية، ولن يكون أمام المستخدم على الأرجح أي ملاذ.
كما أنه لا توجد شركة بيتكوين قادرة على عكس المعاملات الاحتيالية واستعادة العملات المفقودة أو إيقاف مزودي الخدمات الاحتيالية، وهذا يعني أن المشاركة في النظام الايكولوجي لبيتكوين يتطلب مستوى أعلى من الثقافة من متوسط مستوى الثقافة لدى مستخدمي فيسبوك أو واتساب.
ومن المفترض أن تحاول فيسبوك معالجة بعض أوجه القصور هذه من خلال دمج برامج دفع آمنة في واتساب، بالإضافة إلى دعم قيمة العملة عبر الموارد المالية الخاصة بها، إلى جانب مراقبة نظام الدفع عبر واتساب فيما يتعلق بالأنشطة الاحتيالية.