• Sunday 1 December 2024
  • 2024/12/01 05:43:58
{دولية: الفرات نيوز} أصبح متوسط العمر المتوقع للبشر على مستوى العالم أطول مقارنة بفترات سابقة.
وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط العمر العالمي عند الولادة عام 1950 وصل إلى 46 عاما. وبحلول عام 2015، قفز هذا المتوسط إلى أكثر من 71 عاما.
ومع ذلك، يبقى خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة واحتمال وقوع حوادث غير متوقعة بمثابة تذكرة بأن العيش لفترة أطول لا يعد أمرا حتميا.
وتمثل الوفيات التي تثير قلقنا، وهي تلك الناتجة بسبب الإرهاب والحروب والكوارث الطبيعية، أقل من 0.5 في المئة من إجمالي حالات الوفاة.
بيد أن الكثير من حالات الوفاة يقع في سن صغيرة جدا ولأسباب يمكن الحد منها.
شهد عام 2017 وفاة نحو 56 مليون شخص على مستوى العالم، ويعد هذا العدد أكثر بنحو 10 ملايين شخص مقارنة بوفيات عام 1990، نظرا لزيادة عدد سكان العام.
ويموت أكثر من 70 في المئة من الأشخاص بسبب أمراض غير معدية ومزمنة، وهي أمراض لا تنتقل من شخص إلى آخر غير أنها تتفاقم ببطء.
وتعد أمراض القلب الأكثر فتكا على مستوى العالم، إذ أنها مسؤولة عن ثلث حالات الوفاة.
وتعادل نسبة الوفاة الناتجة عن أمراض القلب ضعف نسبة الوفاة الناتجة عن أمراض السرطان، وهي ثاني أبرز أسباب الوفاة وتسفر عن سدس حالات الوفاة.
كما تحتوى القائمة على أمراض أخرى غير معدية كمرض السكري وبعض أمراض الجهاز التنفسي والخرف.
ومن أكثر الأشياء الصادمة حتى الآن هو حدوث وفيات لأسباب يمكن الحد منها.
وشهد عام 2017 وفاة نحو 1.6 مليون شخص بسبب أمراض متعلقة بالإسهال، الأمر الذي جعله أحد أبرز عشرة أسباب للوفاة. وفي بعض الدول يتصدر قائمة الأسباب المؤدية للوفاة.
كما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن حدوث اضطرابات بعد الولادة، أي وفاة الطفل خلال أول 28 يوما من ولادته، 1.8 مليون طفل في عام 2017.
ويتفاوت تكرار حدوث هذه الوفيات إلى حد كبير من دولة إلى أخرى. ففي اليابان يموت أقل من طفل واحد من بين نحو ألف خلال أول 28 يوما من الولادة، مقارنة بأقل من واحد لكل 20 طفلا في بعض الدول الأشد فقرا في العالم.

كما تضم قائمة أسباب الوفيات التي يمكن الحد منها حوادث الطرق، وهي تؤدي إلى زيادة عدد الوفيات في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. وشهد عام 2017 وفاة 1.2 مليون شخص نتيجة لها.
وعلى الرغم من أن الكثير من الدول ذات معدلات الدخل المرتفع شهدت تراجعا كبيرا في معدلات الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في العقود الأخيرة، إلا أن معدلات الوفاة العالمية بسبب تلك الحوادث باتت ثابتة تقريبا.
وفي ذات الوقت سجلت معدلات الوفاة الناتجة عن الانتحار ضعف المعدلات الناتجة عن حوادث القتل.
وشهدت معدلات الوفاة بسبب الانتحار في بريطانيا زيادة بواقع 16 مرة وأصبحت سببا رئيسيا لوفاة الرجال في أعمار تتراوح بين 20 إلى 40 عاما.
وتختلف أسباب الوفيات من وقت لآخر، كما تختلف مع تطور الدولة نفسها.
وأسفرت الأمراض المعدية في الماضي عن القدر الأكبر من حالات الوفاة مقارنة بهذه الأيام.
وشهد عام 1990 وفاة شخص من كل ثلاثة أشخاص بسبب أمراض معدية، وتراجع هذا المعدل في عام 2017 إلى حالة من كل خمس حالات.
ويعد الأطفال أكثر عرضة على وجه الخصوص للإصابة بأمراض معدية.
ومع ذلك، فقد تراجعت معدلات وفاة الأطفال كثيرا بفضل الأمصال وتحسن أساليب النظافة والتغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة.
وأصبحت حاليا وفيات الأطفال في الدول الغنية نادرة نسبيا، على الرغم من تشابه معدلات وفيات الأطفال في الدول الأشد فقرا بالمعدلات التي سجلتها بريطانيا والسويد في النصف الأول من القرن العشرين.
ويعد تراجع وفيات الأطفال عالميا قصة نجاح في مجال تحسين الرعاية الصحية، لاسيما بعد أن تراجع عدد الوفيات للأطفال سنويا بواقع يزيد على النصف في العقود الأخيرة، مع تحسن طرق مكافحة الأمراض المعدية.
وفي غضون ذلك، ارتفعت نسبة حالات الوفاةبسبب أمراض غير معدية لدى كبار السن.
ويساور الكثير من الدول المخاوف بشأن زيادة الأعباء على كاهل أنظمة الرعاية الصحية مع ارتفاع متوسط الأعمار ومعدلات الإصابة بأمراض طويلة الأجل.
ويمكن لأحداث غير متوقعة أن تسهم في إبعاد هذا التحسن المطرد عن مساره.
وتعد أزمة الإصابة بفيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز في ثمانينيات القرن الماضي مثالا صارخا على ذلك.
كما حدثت أوبئة في مناطق عديدة في شتى أرجاء العالم، كان أكثرها تأثيرا على متوسط الأعمار تلك التي حدثت في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وأسهمت العلاجات المضادة للفيروسات والتوعية بطرق الوقاية في تراجع الوفيات العالمية الناتجة عن أمراض ذات صلة بمرض الإيدز خلال العقد الماضي، من مليوني حالة وفاة سنويا إلى مليون حالة وفاة فقط.
ومنذ ذلك الوقت بدأ متوسط العمر المتوقع يسجل نموا في هذه الدول، لكنه عاد الآن إلى مستويات ما قبل حدوث الأزمة.
لكن، حتى في الدول الغنية، لا يعد هذا التقدم أمرا محسوما.
فقد تراجع متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة قليلا خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب أزمة المسكنات الأفيونية.
كما لم يسجل متوسط العمر المتوقع للأمهات الجدد ارتفاعا مطردا، إذ تشهد نحو عشر دول اليوم وفاة سيدة شابة على أرجح التقديرات أثناء الولادة أو بعدها بفترة قصيرة مقارنة بأمها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تبدو الصورة الكاملة اليوم إيجابية، فنحن نعيش حياة أطول في الوقت الذي يتوفى فيه القليل، لاسيما الأطفال، لأسباب يمكن الحد منها. وهذا حقيقي لكن لا يزال أمامنا شوط طويل لنقطعه.
ويلزم الاهتمام بإجراء المزيد من التحسينات في الصحة والنظافة والتغذية والتطعيم والرعاية الصحية الأساسية، فضلا عن تعزيز تدابير السلامة وتحسين الصحة العقلية.
وتعد معرفة أسباب الوفيات أمرا مهما، إذا توافرت لدينا الرغبة للحفاظ على هذا التقدم الذي أحرزناه مؤخرا.انتهى

اخبار ذات الصلة