{بغداد: الفرات نيوز}شدَّد السيِّد علي فضل الله، على ضرورة أن تتداعى جميع الأطراف والقوى السياسيّة العراقيّة، لوضع الأسس المتينة لاستقرار العراق، قبل أن يصبح ساحةً مفتوحةً بشكلٍ مستمرّ للصّراعات الدّولية والإقليميّة، محذِّراً من اللّعبة الدّوليَّة الّتي تعمل لاستخدام العراق للمساومة في ظلّ الوضع المتوتّر على مستوى المنطقة، مديناً التّفجيرات الوحشيّة الأخيرة فيه.
وذكر في بيان له تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه ، "لقد مثّلت التّفجيرات الوحشيّة الّتي استهدفت الأبرياء في مواقع متعدّدة من العاصمة العراقيّة، رسالةً دمويّةً جديدة للشّعب العراقيّ في أعقاب الانسحاب الأمريكيّ من العراق، مفادها أنَّ هذا الشّعب الّذي استطاع بكلّ مكوِّناته وفصائل مقاومته أن يطرد المحتلّ من أرضه، لن ينعم بأيّة حالة من حالات الاستقرار، كعقابٍ مباشر على كلّ ما فعله لإخراج المحتلّ وطرده".
واضاف"سواء كانت الجهة الّتي تقف وراء هذه التّفجيرات الوحشيّة مرتبطةً بالاحتلال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فإنّ الهدف منها يبدو واضحاً، ويتمثّل بتقويض أمن العراقيّين واستقرارهم، وخلق أجواء جديدة من التوتّر الدّاخليّ قد تدفع إلى سقوط ثقة النّاس بالسلطة العراقيّة، لتفضي في نهاية المطاف إلى عودة الصّراعات إلى الساحة العراقيّة، والتّهويل بحرب داخليّة قادمة قد تطيح بكلّ إنجازات العراقيّين الذين دفعوا الغالي والنّفيس لتحرير بلدهم".
وتابع السيد فضل الله "إنّنا نخشى أن يكون العمل قد بدأ على أكثر من مستوى لإدخال العراق في لعبة المساومات الدّوليّة والإقليميّة مجدّداً، بالنّظر إلى التوتّرات والتّهديدات والفوضى الّتي تضرب أكثر من موقع في المنطقة، كما نخشى من أن تكون اللّعبة الدّوليّة قد وضعت العراق في سلّم أولويّاتها في المرحلة القادمة، ربّما لأنّ العراق المستقرّ والمستقلّ يمثّل للمشروع الاستكباريّ الغربيّ الّذي يعمل على ملء كلّ فراغ تتركه القوات الأمريكيّة المحتلّة وقوّات حلف "الناتو"، بالفوضى الدّامية والفتن القاتلة".
وذكر "إنَّنا نؤكِّد على الشعب العراقيّ، بكلِّ أطيافه الدينيّة والعرقيّة، وبكلّ جهاته السياسيّة الّتي تتصاعد الخلافات فيما بينها في هذه الأيَّام، أن تدرك حجم الخطورة الّتي قد تصل إليها الأوضاع إن لم تتنبّه إلى ما يُدبّر للعراق، وأن تعرف أنَّ الجهات الّتي تقف وراء هذه الأعمال الوحشيَّة، إنّما تستغلّ حالة التشتّت والتمزيق التي تعيشها الساحة السياسيّة العراقيّة، لتُمعن في مسلسلها الإجراميّ الّذي نخشى أن يمتدّ ويتواصل، لأنّ المؤامرة كبيرة والمرحلة معقّدة".
ودعا السيد فضل الله، "العراقيّين جميعاً، وخصوصاً من هم في مواقع المسؤوليّة، أن يتداعوا سريعاً لدراسة أوضاعهم، ولكي يضعوا الأسس المتينة لاستقرارهم قبل أن يصبح العراق ساحةً مفتوحةً للفوضى الدّامية والصّراعات الإقليميّة والدّوليّة"، مؤكدا "نحن نثق بقدرتهم على تجاوز المرحلة، وتحقيق ما يصبو إليه الشّعب العراقيّ".
وكانت سلسلة تفجيرات وقعت صباح اليوم استهدفت مناطق الكرادة والبياع وباب المعظم والشعب والمنصور والامين والعلاوي والدورة خلفت بحسب وزارة الصحة 57 شهيد و 176 جريح .انتهى.