السيد عمار الحكيم يدعو الى الالتزام الكامل بالدستور والعمل على الخروج من طائلة الفصل السابع وتكريس مفهوم الهوية الوطنية {بغداد:الفرات نيوز} دعا السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى الالتزام الكامل بجميع مواد الدستور وعدم انتهاج اسلوب الانتقاء مع مواده . وقال السيد الحكيم في كلمة له بالاحتفالية التي نظمها المجلس الاعلى اليوم بمناسبة جلاء القوات الاجنبية من العراق " اننا نحتفل بهذا اليوم الذي طال انتظاره من قبل ابناء الشعب العراقي ليروا بلدهم خاليا من الوجود الامريكي ". وأضاف انه يوم انتصار ولابد ان نسجله لجميع الشعب العراقي بكل فئاته وطوائفه وقيادته الدينية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني أذ قدم العراقيون الدماء الطاهرة والارواح في سبيل ان نصل الى مثل هذا اليوم ". وتابع السيد الحكيم انه " ليس صدفة لان يتزامن هذا الانجاز مع ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام الذي كان انموذجا لثورة انسانية لتحقيق العزة والكرامة وهذا اليوم نحقق لانفسنا عزة وشموخا ونثبت للعراق بانه قادرا على ادارة شؤونه". وأكد ان " هذا الانتصار لم يأت عن فراغ انما جاء بعد محنة والام ومرارة تجرعها العراقيون في ظواهر ارهابية منقطعة النظير في التاريخ المعاصر في ظاهرها اعتبرها البعض جيلا جديدا في الحرب إذ ان تلك العمليات الارهابية استهدفت حياة الانسان اي كان انتماؤه"، مشيرا الى ان " العراقيين دفعوا ضريبة يوم الاستقلال بسخاء بالغ". واوضح السيد الحكيم "ونحن نودع حقبة مظلمة مر فيها الكثير من المحن ونستقبل حقبة جديدة ننظر اليها بتفاؤل وامل في ان تكون مرحلة هنية لهذا الشعب علينا ان نبين ان هذا الانجاز تحقق من خلال تضحيات الشعب العراقي بكل طوائفه للوصول الى السيادة الكامل للبلاد". وتابع ان " الدور المحوري والمؤثر للمرجعية الدينية وعلى رأسها السيد علي السيستاني ساهم كثيرا في هذا الانجاز اذ ان المرجعية الدينية كانت الموجه والحريص على مستقبل البلاد". واشار الى ان " تكاتف القوى السياسية ووحدة مواقفها في ضرورة انهاء الوجود الاجنبي بالرغم من كل الكلام عن عدم امكانية خروج الامريكان من البلاد لعب دورا في تحقيق هذا الانجاز". وذكر السيد عمار الحكيم ان " هذا الانجاز تحقق ايضا من خلال الدور الذي لعبته الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان له الدور الاول في ادارة هذا الملف". ونوه الى ان " دور المقاومة السلمية والسياسية والدبلوماسية كان لها الدور الاساس في تحقيق الانجاز ". واوضح ان " الاحتفاء بهذا اليوم يرجعنا الى تذكر ما تعرضت اليه القوى الاسلامية والوطنية من اتهامات باطلة بانها كانت وراء الاحتلال فاذاراجعنا التأريخ بعيدا عن الاجندات سنجد ان شهيد المحراب كان رافضا للتدخل العسكري في البلاد"، مشيرا الى مقولة السيد محمد باقر الحكيم بانه ليس مع امريكا او مع صدام وانما مع الشعب العراقي". وتابع ان " القوى الوطنية كانت تستند الى قراري مجلس الامن الدولي 668 و649 اللذان كانا يؤكدان على حماية الشعب العراقي من الاسلحة الفتاكة التي استخدمها النظام السابق ابان الانتفاضة الشعبانية وليس التدخل العسكري"، مشيرا الى" التجربة الليبية التي تم خلالها اسقاط النظام الليبي من دون دخول جيوش اجنبية وانما توفير الغطاء الجوي الذي منع القذافي من ضرب الشعب الليبي". وبين ان " القوى الاسلامية رفضت رفضا شديدا كل الضغوط في مؤتمرات المعارضة عام 2002 من اجل تفويض الولايات المتحدة الامريكية في التدخل العسكري لذا لجأت الولايات المتحدة الى مجلس الامن الذي اصدر بدوره قرار الاحتلال لتمكين امريكا من التصرف في البلاد ". ونوه الى ان "القوى الوطنية استطاعت بعد سقوط النظام البائد ان تقف وقفة حقيقية للعمل على استعادة السيادة للبلاد واستطاعت من تغيير الخطط الموضوعة لادارة البلاد وقامت باسترداد السيادة ولو بشكل غير كامل عام 2004". واضاف ان "القوى الوطنية استمرت في بذل الجهود لاستعادة البلاد سيادته التي فقدها منذ العام 1990 عند دخوله تحت طائلة الفصل السابع وتمكنت من تحرير البلاد من 67 مادة من هذا الفصل "، مشيرا الى انه "لم يبق من هذا الفصل سوى ثلاث مواد ". وأكد السيد الحكيم ان " الاتفاقية الامنية كانت الاطار القانوني والسلمي التي اوصلتنا الى هذا اليوم بالرغم من ان هذه الاتفاقية واجهت الكثير من الانتقادات ولكنها اثبتت انها كانت الخطوة الصحيحة لتحقيق هذا الانجاز ". واشار الى ان " هذا الانجاز تحقق بتحمل القوى الوطنية التي عانت كثيرا من الانتقادات وقدمت الكثير من الدماء الطاهرة لكنها اليوم تقف فخورة امام شعبها بتحقيق هذا الانجاز". واوضح السيد الحكيم ان " هذا اليوم هو محطة انتقال تربط بين الماضي والمستقبل ومنها نستلخص الواجبات للمرحلة المقبلة والتي يمكن تلخيصها بالحفاظ على المشروع الوطني للعملية السياسية والالتزام بالدستور بكامل مواده والالتزام بالثوابت الوطنية ". وتابع " كما نحتاج الى تعريف واضح للمصالح الوطنية والعمل على استكمال السيادة من خلال السعي للخروج من طائلة الفصل السابع الذي يسمح للمجتمع الدولي التدخل في وقت يشاء". وأضاف انه " يجب العمل على تفعيل الاستراتيجية الوطنية في كافة المجالات لا سيما البناء والاعمار كما يجب التركيز على الهوية الوطنية "، مشيرا الى ان " الشارع يوجد فيه حاليا انقسام واضح وينبغي معالجته من خلال تعزيز الشعور بالهوية الوطنية". وأكد السيد الحكيم ضرورة تعزيز الانسجام والوئام بين العراقيين والالتزام بالشراكة الوطنية والعمل على التهدئة في المواقف واتصريحات السياسية ". ودعا "وسائل الاعلام الى تحمل مسؤوليتها في بناء البلد وعدم تصعيد الامور بين الكتل السياسية ". وشدد السيد الحكيم على "ضرورة جلوس الاطراف السياسية الى طاولة الحوار لحل الخلافات بين الكتل السياسية وتعزيز الثقة فيما بينها والالتزام بالعهود والمواثيق المقطوعة فيما بينها ". واشار الى ضرورة انفتاح العراق على المحيط العربي والاسلامي ليأخذ دوره المهم في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحل المشاكل العالقة مع دول الجوار من خلال وضع سياسة واضحة لحل هذه المشاكل"، داعيا الى ان يكون العراق شريكا في حل المشاكل الاقليمية ". واثنى السيد الحكيم على القوات الامنية ودورها في حفظ الامن الذي لولاه لما تمكن العراق من الاستغناء عن الوجود الاجنبي "، داعيا القادة الامنيين الى اعادة النظر في مواضع الخلل التي تؤدي الى تكرار الخروقات الامنية". ودعا الى "وضع استراتيجية اقتصادية لاقتصادنا المتعثر في جميع المجالات الصناعية والزراعية والنفطية فضلا عن معالجة ازمة السكن من خلال بناء مجمعات واطئة الكلفة ". واكد ضرورة منح مجالس المحافظات صلاحيات واسعة ليتسنى لها خدمة مواطنيها ". واختتم السيد الحكيم كلمته بتوجيه التحية الى مراجع الدين والقوى السياسية الوطنية والقوات الامنية وللحكومة ولجميع ابناء الشعب العراقي". وشهدت الاحتفالية التي اقيمت في مكتب رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم ،مشاركة واسعة من قبل اعضاء مجلس النواب وسياسيين وقادة امنيين ومثقفين واكاديميين وغيرهم . يذكر ان القوات الامريكية انسحبت من العراق بشكل كلي بحسب الاتفاقية التي وقعت بين البلدين نهاية عام 2008 وبدا تطبيقها بداية عام 2009. ويشهد العراق منذ انسحاب القوات الامريكية العديد من الفعاليات والاحتفالات ابتهاجا بخروج هذه القوات من العراق.انتهى