ودعا خلال كلمته التي القاها في الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي عقد اليوم الاربعاء في بغداد الى "رصد ميزانية خاصة لدعم العشائر الاصيلة التي تقاتل الارهاب بكل اسمائه وعناوينه، لتمكينها من الصمود امام هذا الزحف الأسود وتقوية امكانياتها الذاتية المادية والاجتماعية وتعويض ابنائها من الشهداء والجرحى".
وبين السيد عمار الحكيم ان"المبادرة تتضمن ايضا انشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر الانبار الاصيلة وتكون مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الاستراتيجية في المحافظة ودمجها بتشكيلات الجيش العراقي على ان تكون قواتاً خاصة بمحافظة الانبار وبقيادة ابنائها من القادة العسكريين".
واشار الى ان"المبادرة تتضمن الدعوة لتشكيل مجلس أعيان الانبار الذي يمثل القوى العشائرية في المحافظة ومنحه الصفة الرسمية مما يساعد على وضع استراتيجية عمل للمحافظة بعيداً عن التجاذبات السياسية والاقليمية وان تكون الخطوات المتجهة في معالجة واقع المحافظة مدروسة وواضحة للجميع ومستقاة من رؤية شيوخ ونخب أهل الانبار انفسهم".
ودعا السيد عمار الحكيم "القيادات العراقية للتشاور وتدارس التطورات الحساسة التي تشهدها البلاد عموماً ومحافظة الانبار على وجه الخصوص والاتفاق على الصيغة النهائية للحل الشامل"، واصفا"مايقوم به الجيش العراقي بالواجب الوطني وتخليدا لمواقف وطنية، مهنئا ابناء الجيش العراقي بذكرى تأسيسه".
واوضح ان" من الضروري تعويض الجيش والشرطة وابناء العشائر المشاركة في العمليات العسكرية".
وبين ان"المبادرة تتضمن ايضا الحفاظ على التنمية المعنوية والاجتماعية لعشائر الانبار الصامدة التي قاتلت ومازالت تقاتل الارهاب والتي تمثل عمق المحافظة الاجتماعي والعشائري وتشجيع ابنائها الاصلاء على التصدي لمواقع المسؤولية والحفاظ على محافظتهم من دنس الارهاب وبدء حملة البناء والأعمار".
واكد السيد عمار الحكيم على "تقديم الدعم الكامل مادياً ومعنوياً لقواتنا المسلحة الباسلة بكافة صنوفها ولقوات الأمن في حربهم الشرسة مع الارهاب"، داعيا الى"اصدار تعليمات خاصة من مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لتعويض ابنائنا من رجال الجيش والشرطة والعشائر المشاركة معهم في العمليات العسكرية ضد الارهاب في المحافظة وبأسرع وقت ممكن وبعيداً عن التعقيدات الادارية لتكون دفعة معنوية لابنائنا كي يدركوا اننا معهم قلباً وقالباً وان جهودهم وتضحياتهم محل تقدير ابناء شعبنا وحكومتهم".
واضاف ان"المبادرة تتضمن استكمال الجهود المبذولة من الحكومة العراقية في تلبية مطالب ابناء الانبار الاصلاء والمحافظات الاخرى ضمن سياقات الدستور والقانون وتقديم الرعاية الانسانية العاجلة للعوائل النازحة أو المحاصرة جراء العمليات العسكرية".
واوضح السيد عمار الحكيم ان"المباردة تنطلق من رؤية تيار شهيد المحراب في معالجة ملف الارهاب ضمن رؤية اقليمية ودولية شاملة"، داعيا"الحكومة العراقية الموقرة إلى مناشدة القوى الدولية المتصدية لملف الارهاب لتقديم الدعم التسليحي والاستخباري للعراق في هذه المواجهة، فضلا عن مناشدة الدول الاسلامية والعربية المحورية في المنطقة لتقديم الدعم الاستخباري والمعلوماتي والفني واللوجستي في مواجهة الارهاب وتطويقه".
وبشأن الحرب على الارهاب اعتبرها السيد عمار الحكيم"مفتوحة وطويلة مع الارهاب "عازيا ذلك بان"الارهاب ليس مناطقيا وانما ارهاباً اقليمياً يمتد بشبكاته وخلاياه على مساحة الوطن العربي العريضة ونرى بوضوح آثاره المدّمرة في كل مكان يتحرك فيه، وما يخلّفه من تشويه بشع لصورة الإسلام السمحاء من خلال ممارسات تخجل منها مراحل التاريخ الإنساني الطويلة".
واشار الى ان"الارهاب أصبح متداخلاً وقد اختلطت اوراقه بقوة فلم يعد مجرد منظمات وجماعات ارهابية ذات افكار منحرفة وانما أصبح متداخلاً مع اجهزة أمنية ومخابراتية لدول اقليمية وعالمية ".
ووصف الارهاب"ببندقية الارهاب ووسيلة لتجميع اصحاب الفكر المنحرف"محذرا من ان"الارهاب لن يسلم منه احد وان المسالة مسالة وقت ومتى ما اكتملت حدود دولة الارهاب الاقليمي المزعومة {داعش} والممتدة من حلب إلى الفلوجة سيشعر الجميع بحجم الخطر الذي سيصيبهم".
ودعا السيد عمار الحكيم "الجميع الى ان يستعدوا لهذه الحرب المفتوحة والطويلة والممتدة من بلاد الشام إلى دول الخليج العربية مروراً بالعراق"مبينا ان"هذا الكلام ليس تهويلاً وانما قراءة لمحاولات البعض في اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط، لان المتهورين في منطقتنا كثر والتاريخ القريب اثبت ان البعض لا يحسب حساباته ".
واكد ان"الارهاب يستعد لبناء حواضن له في حوض الفرات وضواحي الموصل وان معركة الارهاب القادمة ستكون منظمة بشكل كبير ومدعومة اقليمياً"معربا عن اسفه"لعدم سماع هذه التحذيرات"مذكرا ايضا بدعواته بضرورة دعم الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية وغلق الأبواب التي يتسرب منها الارهاب إلى مجتمعنا ومدننا ودعونا الى عدم التفريط با ابناء العشائر لانهم السند الاقوى لرجال الجيش والشرطة وصمام الامان للعراق".
ولفت السيد عمار الحكيم الى ان"الوقت ليس وقتا للعتب وفتح الحسابات والمكاشفات انما الوقت هو وقت توحيد العراق في معركة العراق المصيرية ضد الارهاب بجناحيه داعش والقاعدة".
وعد اياها "معركة وجود وسيدخلها العراق بعقل واحد وقلب واحد وساعد واحد"مؤكدا ان"المعركة ليست مجرد تدهور أمني أو مواجهة هنا أو هناك وسننتصر في هذه المواجهة بأذن الله مهما طال الزمن وبلغت التضحيات والمديات".
وعاهد السيد عمار الحكيم"اهالي الانبار بان العراقيين معكم بالقلب والعقل والمال والرجال"مشيرا الى ان"العراقيين لم يستخدموا الا الجزء القليل من القوة التي يمتلكونها وهي القوة المستندة على حق شعبنا بالعيش الكريم والحرية والعدالة ولن نترك شبراً واحداً من ارض الانبار العزيزة بيد الارهاب والتكفير وقاطعي الرؤوس".
وشدد على اننا"سنمد العون والمدد اذا ما طلبت عشائر الانبار الغيورة وسنزرعها رجالاً غيارى من الفاو إلى الفلوجة"معربا عن ثقته"من ان الاخوة في كردستان انهم سيزرعوها رجالاً مخلصين من زاخو إلى الفلوجة".
ودعا السيد عمار الحكيم الى "جعل هذا التحدي فرصة لولادة حقيقية للعراق الجديد"مشددا على اننا"لن ندع انبارنا الغالية وفلوجتنا العزيزة رهينة بأيدي قاطعي الرؤوس والارهاب الأسود والغرباء القتلة".
واكد السيد عمار الحكيم للدول الاقليمية المغامرة التي تراهن على الحرب المفتوحة بان"العراق تجاوز الاختبار الاصعب قبلكم جميعاً وخرجنا من حرب أهلية كان مخططاً لها ان تدوم لعقود واننا سنتجاوز هذه المرحلة وسننتصر بأذن الله وسنتعلم منها الدروس وسنعود اكثر وحدة وايماناً بعراقنا وشعبنا ومصيرنا الواحد".
وشدد على ان"المعارك المصيرية تحتاج إلى تخطيط استراتيجي ومتابعة ووضع الخطط الكاملة وان الانبار نزفت ولازالت تنزف الكثير واخوتنا ابناء عشائرها الغيارى من العراقيين الاصلاء الذين عضوا على الجراح ووقفوا مع الجيش والدولة في مواجهة هذا الزحف الارهابي الأسود قد تحملوا ومازالوا يتحملّون الكثير".
وبين السيد عمار الحكيم انهم"قدّموا التضحيات الكبيرة في المال والرجال ولكنهم ابناء هذا الوطن وهم السند الحقيقي للدولة والقادرون على طرد الفكر الظلامي من كل بيت وشارع وحي وقرية وناحية وقضاء من انبارنا العزيزة".
واوضح ان"هناك خطة بعيدة المدى تشمل كل جوانب الدعم لهذه المحافظة وليس الجانب الأمني والعسكري فحسب وتضع تصوراً واضحاً لمستقبل المحافظة ودعم عشائرها واهلها وتجعلها قلعة صامدة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً بوجه كل التحديات الآنية والمستقبلية".
واشار السيد عمار الحكيم الى ان"الارهاب سيرتد على الداعمين له عاجلاً أم اجلاً" حاثا على "الاستفادة من دروس التاريخ القريب لنبني عليها ونطورها ولا ننساها فالدول تحتاج إلى خبرات تراكمية وليس عشوائية حتى تبنى بصورة صحيحة".
واوضح ان"تيار شهيد المحراب يضع خطة استراتيجية بعيدة المدى تاخذ بعين الاعتبار وضع المحافظة الخاص وموقعها الحرج ضمن مساحة الحواضن الارهابية عبر الحدود، وقربها من مساحة المعركة المفتوحة الطويلة الامد".
واكد السيد عمار الحكيم ان"خلاصة رؤيتنا للحل الشامل تستند إلى حلٍ جذري يتم باسناد كامل من عشائر الانبار الاصيلة وبمشاركة ودعم كافة القوى السياسية الوطنية وبدعم اقليمي ودولي هذه هي خارطة الطريق لنطوق الارهاب ونقض عليه".
ووصف السيد عمار الحكيم الاتفاق النفطي المبرم بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة الاقليم" بنموذج عملي لسياسة التفاهمات بديلاً عن سياسة التقاطعات".
واكد دعمه لمثل"هذه الاتفاقيات التي ترسخ الحقوق للجميع دون غبنٍ أو تجاوز على حقوق الآخرين كما انها ترسخ مفهم العراق الموحد بحكومة قوية في المركز مع الحفاظ على حقوق وصلاحيات الاقليم والمحافظات".
واوضح السيد عمار الحكيم ان"هناك وقت كثير هدر واستهلك الكثير في الحملات الاعلامية غير الضرورية أو المجدية في عاصفة الاختلاف على حقوق الانتاج والتصدير بين المركز والاقليم وكان هذا الموضوع سبباً في خلق تشنجات وعصبيات لا داعي لها وفي النهاية تم تسوية الأمر وحدثت التفاهمات الاولية المطلوبة وهذا ما دعونا له سابقاً وسندعو اليه دائماً".
وعد "طاولة المفاوضات نهاية تعقيدات الامور وتشابكها"محذرا من"عدم اقرار الموازنة في هذه الظروف الحرجة لان الموازنة تعني ادارة الدولة ومتى تأخرت فهو يعني ان ادارة مرافق الدولة ستتأخر أو تتعطل وسيتم العمل باساليب ترقيعية لحين اقرار الموازنة".
واعتبر السيد عمار الحكيم "موضوع البترودولار موضوعاً محسوماً ونهائياً بالنسبة للمحافظة المنتجة للنفط وأي تقصير أو تهاون بهذا الموضوع يعتبر تحدياً وتجاوزاً لابناء هذه المحافظة"مشددا على"اعتماد ما شُرّع في تعديل قانون المحافظات في البترو 5 دولار".
ودعا الحكومة الى "التحلي بنفس الروحية والاريحية التي تحلت بها عند تفاهماتها النفطية مع اقليم كردستان وان تتماشى مع سياقات القانون النافذ وتدرج 5 دولار للمحافظات المنتجة للنفط في اقرار الموازنة كي يعم الارتياح محافظات الجنوب كما عم الارتياح في محافظات كردستان في الشمال ولتثبت الحكومة انها راعية للجميع".
ووصف السيد عمار الحكيم الانتخابات النيابية القادمة بانها"اساس الديمقراطية وأي عملية سياسية بدون انتخابات لا يمكن ان نطلق عليها سياسة ديمقراطية".
ودعا "الجميع وبدون استثناء لتمسك بمبدأ اجراء الانتخابات في موعدها المحدد بدون تأجيل أو تغيير تحت أي ظرف أو حالة".
وحذر السيد عمار الحكيم"من التاجيل لانه سينقل البلد من الحالة الديمقراطية إلى الحالة الفوضوية ومتى ما وصل أي مجتمع إلى الحالة الفوضوية فهو يعني انه اصبح على ابواب الدكتاتورية وهكذا يخبرنا التاريخ وهكذا تخبرنا الوقائع التي عاشتها البلدان الاخرى".
واوضح ان"أهمية الانتخابات ليست بمن يفوز أو يخسر انما اهميتها في انها العلامة الحقيقية التي تؤكد ان الدولة مازالت تعيش حياة الديمقراطية ومتى ما توقفت أو تأجلت هذه العلامة فانه يعني ان الدولة ماتت ديمقراطيا".انتهى