• Thursday 23 January 2025
  • 2025/01/23 06:18:22
{بغداد : الفرات نيوز} دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم القيادات العراقية الوطنية والحريصة الى الاجتماع لتحديد اطر التحشيد الوطني لتدعيم مبادرات وخطط الحل في محافظة الانبار ، مشددا على ضرورة ان يكون التنافس الانتخابي على اساس المشروع والرؤية .
جاء ذلك في كلمة للسيد عمار الحكيم بالملتقى الثقافي الاسبوعي والتي كانت من عدة محاور بداها سماحته بمحور استمرار استهداف الانسان في البلاد والدولة العربية حين قال " تابعنا بأسف شديد مسلسل التفجيرات الدامية في بغداد وبابل والمحافظات الأخرى وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى من المواطنين الأبرياء ، ما يؤكد ان قوى الظلام والتكفير مصرة على الاستمرار في قتل الانسان والحياة في هذا البلد الجريح ، .. ماذا نتوقع من التكفيريين وهم يكفرون ويقتلون من كان معهم وعلى فكرهم ونهجهم الى الامس القريب واختلف معهم على تفاصيل محدودة ترتبط باولويات المعركة وتوزيع الغنائم وإجراءات العمل ؟!".
واضاف ان الحرب معهم مفتوحة وطويلة وبلا هوادة وسنقدم الارواح رخيصة من اجل حماية ابناء شعبنا والذود عنهم والوقوف بوجه الإرهاب القاعدي والداعشي وكل من يتورط بقتل المواطنين تحت أي عنوان ومسمى ، كما ان قواتنا الأمنية تتحمل مسؤوليات وطنية كبرى في ملاحقة هذه المجموعات الظلامية والوقوف بوجهها ضمن خطط ناجعة وأدوات نظيفة وتقنيات حديثة ، ولابد لنزيف الدم ان يتوقف ، وللحرمات ان تحفظ ، وللحياة ان تستمر ، وسيأتي الغد القريب الذي ينقلب فيه السحر على الساحر وكل من تورط بدماء العراقيين وساند هذه القوى التكفيرية سيجد نفسه هدفا لها وسيندم هؤلاء حين لا ينفع الندم , والعزة والكرامة والأمن والسلام هو ما سيجنيه العراقيون الشرفاء مهما طال الزمن ، وهكذا الحال في التفجيرات الارهابية والاجرامية التي تحصل في لبنان ومصر والتي يسقط فيها الابرياء وتتبناها هذه المجاميع التكفيرية بكل صلافة ، الخزي والعار لهم والرفعة والسمو لامتنا الاسلامية والعربية ، اننا نستنكر وبشدة كل هذه الممارسات الارهابية ونتضامن مع اسر الشهداء والجرحى وسائر ضحايا الارهاب الاعمى وعلينا ان نقف صفا واحدا كشعوب ودول لمواجهتها " .
وفي محور اخر قال السيد عمار الحكيم " لقد تفاجئنا كما تفاجئ الجميع بقرار سماحة الاخ السيد مقتدى الصدر باعتزال العمل السياسي ونحن على المستوى الشخصي وعلى مستوى تيار شهيد المحراب لنا رأي اخوي في هذا القرار ، ورأينا يستند الى قناعتنا بأن المرحلة تستدعي تظافر جهود الجميع من اجل اكمال مشروع بناء العراق ، وجميعنا قد طور من ادائه والياته في سبيل الوصول الى الهدف المنشود ، وجميعنا عانينا التعقيدات التي رافقت هذه العملية الصعبة ، وفي الحاضر السياسي العراقي اليوم فان للسيد مقتدى الصدر مساحة مهمة ، وتمثيلا مؤثرا على المستوى الجماهيري والتشريعي والتنفيذي ، وعليه فان هذه المساحة اليوم ستعاني الفراغ ، وموقفنا هو {ان مساحة ال الصدر الكرام سياسيا ومعنويا لا يشغلها الا الصدر نفسه} ، وستبقى هذه المساحة تعاني الفراغ مادام ممثلها الشرعي سماحة السيد مقتدى الصدر بعيدا عنها " .
واضاف السيد عمار الحكيم " ان التنوع في المجتمع العراقي ميزة اساسية ومؤسسة له ، وهذا التنوع الاجتماعي والفكري هو الذي ينتج التنوع السياسي الذي بات سمة العراق الجديد والذي نحاول جميعا وبقوة ان نصل به الى بر الامان ، اننا نحترم خصوصية قرارات الرجال المصيرية والصعبة ، ولكن نطلب باخوية ومسؤولية من سماحة السيد مقتدى الصدر ان يراجع هذا القرار اذا كان فيه مساحة للمراجعة ، لان الساحة العراقية تحتاج هذا التنوع وتتكامل وتقوى به ، والصدر والصدريون جزء مهم من هذا التنوع السياسي في الماضي والحاضر والمستقبل ، وندرك تماما ان سماحته قد اتخذ قرارا صعبا وهو يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه تياره ووطنه وامته ، ولكن القرارات الصعبة ومهما كانت الخلفيات التي دعت اليها تبقى دائما قيد المراجعة واعادة التقييم ، خصوصا عندما يكون لها تاثير على مساحة مهمة من الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمع وما يخلفه من اثر على حجم مساحتها في رسم مستقبل الدولة والوطن " .
وتابع السيد عمار الحكيم " وفي محور الانتخابات وتداعياتها ويفصلنا عنها 70 يوما فقط ، فاننا نؤكد حقيقتين الاولى هي ان الانتخابات روح الديمقراطية في العراق الجديد واي عبث بها هو عبث بهذه الروح وما سينتج عن هذا العبث من تداعيات ، فلنحرص جميعا على الحفاظ على روح الديمقراطية في البلاد وتدعيمها وتقويتها وترسيخها في الذهنية العراقية السياسية والمجتمعية ، والحقيقة الثانية هي ان الممارسات التي ترافق عادة الحملات الانتخابية يجب ان تكون وتبقى منضبطة واخلاقية ، لانها ستعبر عن طبيعة من يمارسها ، والتسقيط السياسي والاجتماعي والشخصي لا يعد اسلوبا رخيصا فحسب ، انما هو منحرف ، .. فكيف يأتمن الناس على مصيرهم بتيار او حزب او جهة تستخدم اساليب منحرفة للوصول الى السلطة التشريعية التي تمثل الدرع الاول للدفاع عن الوطن والمواطن وحماية الحقوق وتثبيت الواجبات ، على الجميع ان يدرك ان الذين يستخدمون الاساليب المنحرفة ويعتمدون التسقيط والتجريح لا يمتلكون مشروعا ولا يمثلون رؤية ولا يعبرون عن فكر " .
واردف السيد عمار الحكيم " نحن نتمسك بمشروعنا ونوضح ونشرح مواقفنا ونتقدم الى الامام ونسير بعزم وثبات ولا يثنينا تجريح هنا او تسقيط هناك ، ولن تنطلي مثل هذه المحاولات البائسة على الشعب ، وسيتعامل بوعي متزايد تجاه خلط الاوراق ، كما اننا نمتلك من الادوات ما يكفي لرد الاساءات وردع التجاوزات وحماية مشروعنا ووطننا من المرجفين والادعياء ضمن اطار القانون ومعاييرنا الشرعية والاخلاقية والوطنية " .
واسترسل السيد عمار الحكيم " هذا الوطن باق منذ الاف السنين ولا يحفظ في ذاكرته الا من يستحقون الذكرى من الذين تركوا بصماتهم الواضحة واثارهم الناصعة على ارضه وبنوا الانسان وصانوا الكرامات وعمروا المشاريع ، فلا تاخذنا الانتخابات الى ما هو ابعد منها ، ولا تدخلنا في انفاق مظلمة قد يصعب الخروج منها ، فليتنافس المتنافسون على اساس المشروع والرؤية والطريق نحو المستقبل ، وليس على اساس التجريح والتسقيط والابتزاز السياسي وارتهان مقدرات الدولة والوطن والمواطن " .
وفي محور بناء المؤسسات اوضح السيد عمار الحكيم ان " مؤسسة الجيش هي السور المنيع للدول المتحضرة والحصن القوي للدول الحرة ، وجيش العراق ليس استثناء عن هذا التعريف ، وعلينا ان نتمسك بوطنية هذا الجيش وان يكون ملكا للعراق كله وليس لطائفة او حزب او جهة او شخص ، فاذا ما ضاعت هوية الجيش ستضيع معها هوية الدولة والوطن ، ان الماضي القريب يخبرنا عن قصة اختزال الدكتاتور للجيش بشخصه وكيف كان لهذا الاختزال نتائج كارثية على الجيش والدولة والوطن والمواطن ، لذا يجب تحصين الجيش وحمايته من التدخلات السياسية وان تكون هويته الواضحة هي هوية الوطن ككل حتى يبقى بعيدا عن التسييس والاستغلال الفئوي ، ان التهاون في بناء مؤسسة الجيش يعد خطيئة لا تغتفر في بناء الدولة وحماية الوطن " .
ومضى السيد عمار الحكيم قائلا في هذا السياق " اناشد الحكومة الموقرة السعي وبقوة الى اعادة رسم السياسة التسليحية والتدريبية للجيش وان تحرص على ان يكون مواكبا للتطور الذي تشهده جيوش المنطقة والعالم ، خصوصا واننا في حرب مفتوحة مع الارهاب ، وان تصاغ عقيدة الجيش بشكل واضح وتحدد بالدفاع عن الوطن وحماية كافة العراقيين والابتعاد عن التدخلات السياسية ، اننا نعتز ونتمسك بجيشنا وقواتنا المسلحة ونطمح بان ترتقي من حيث التسليح والتدريب ، والاهم هو ان ترتقي بفكرها العقيدي الوطني وتكون مؤسسة قوية قادرة على العمل والحركة تحت سقف الدستور وغطاء الشرعية ، وان تكون مسؤولة عن ادائها وقراراتها وتبتعد عن التدخلات السياسية والاستغلال السياسي ، فالسياسة رمال متحركة والجيش مؤسسة ثابتة بثبات الوطن وقوة الدولة ، ويجب ان لا ينجر الثابت الى قوانين المتحرك " .
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " انبارنا الصامدة ستبقى صامدة بوجه الارهاب والتكفير والانحراف ، .. وفي محور انبارنا الصامدة فاننا اليوم ومن هذا المنبر نقول لقد انتصرت انبارنا الصامدة على الارهاب والتكفير والانحراف والتشويه والتحريف ، وعندما قلنا {انبارنا الصامدة} كنا نعي ما نقول ، لان للصمود عناوين متعددة وستبقى الانبار صامدة بكل هذه العناوين ، لقد ارادت داعش ان تختطف الانبار ، واراد الارهاب ان يحولها الى قاعدة له ، واراد الانتهازيون ان يتاجروا بها ، ولكنها صمدت واثبتت عراقيتها وعراقتها وانتصرت لنفسها ولعراقيتها ، فانتصرت انبارنا الصامدة على كل المزايدات والتشويه والتحريف واللعب على المتناقضات ، وعلينا ان نكون حريصين وحذرين في التعامل مع الوضع الهش بالانبار من خلال تدعيم الحلول عن طريق تحشيد الجهد الوطني بصورة استثنائية ، نعم {تحشيد الجهد الوطني وبصورة استثنائية} ، ومن هذا المنبر ادعو القيادات العراقية الوطنية والحريصة الى الاجتماع لتحديد اطر التحشيد الوطني لتدعيم مبادرات وخطط الحل في الانبار ، فلا احادية في المواجهة او الحل ، لقد اثبتت تجارب الماضي وستبقى تثبت لنا الوقائع ان القرارات الفردية ليست الا وسيلة للتراجع الى الوراء وان القرارات المشتركة والجماعية هي الوسيلة الوحيدة لضمان التقدم الى الامام ، ان حربنا مع الارهاب مفتوحة وشاملة وعليه يجب ان تكون خطواتنا ومواجهتنا وحلولنا شاملة ايضا وعقولنا وقلوبنا مفتوحة لجميع ممثلي هذا الوطن كي نتشارك في رسم خارطة الطريق الى المستقبل " .
وختم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي كلامه في الملتقى الثقافي الاسبوعي بالقول " فلندعوا الله ان تبقى انبارنا صامدة بوجه الارهاب والتكفير والفكر المنحرف وعراقية خالصة وفية لهذا الوطن " . انتهى

اخبار ذات الصلة