{بغداد : الفرات نيوز} اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان مهمة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي ليست سهلة ولا مستحيلة اذا ما التزم الجميع العمل بروحية الوطن والمصير والمستقبل الواحد .
واشار السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي الى " حاجة البلاد لسياسات استراتيجة منها ما تضمّنه البرنامج الحكومي التي ستختصر الكثير من الوقت ، مشيرا الى اهمية ترسيخ مبدأ اللامركزية الادارية بين المركز والمحافظات ، مؤكدا ان اللامركزية ستفك الكثير من الاختناقات الحكومية والادارية وتسهم بشكل فعّال في تسريع مسار الاصلاحات والاعمار والتنمية ، مطالبا الحكومة والوزراء بالتعامل بروحية مبدأ اللامركزية ، معللا سماحته حاجة البلاد لها بسبب المعاناة من المشكلات ، وان ضرورة النهوض والتعافي تتطلب التخلص من القوانين المركزية المكبلة والمعطلة ، داعيا مجلس النواب الى العمل بروح عالية من اجل تشريع القوانين ، مؤكدا وجود اكثر من 340 مشروع قانون يمثل البنية التحتية للحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والخدمية والامنية للعراقيين ومازال مركونا على رفوف البرلمان " .
ووصف السيد عمار الحكيم " ولادة الحكومة الجديدة بالصعبة ، لكن ارادة القيادات السياسية الخيرة ودعم الاشقاء والاصدقاء ساعد الجميع على تشكيلها ضمن المدة الدستورية ، لافتا الى ان حكومة العبادي هي انطلاقة جديدة وبداية تصحيحية كبيرة ، مذكرا بأن جوهر السياسة هو فن الحلول الممكنة والمسارات الوسطية التي يتوافق عليها ويطمئن لها الجميع ويطمئن ، لا فن العزف على التناقضات ، مؤكدا ان المهمة ليست سهلة امام الحكومة الجديدة في ظل سيطرة الارهاب على ثلث البلاد والارباك الاداري الذي يعمها والفساد وضعف الخدمات ، مبينا ان هذه المهمة ليست مستحيلة ، معربا عن ثقته بإمكانية كبيرة للنجاح اذا ما التزم الجميع بالعمل بروح الفريق القوي المنسجم والجماعة وروحية الوطن والمصير والمستقبل الواحد ، داعيا العبادي الى حسم الوزارات الامنية ، كما وعد امام مجلس النواب وتخليص الدولة من مواقع الوكالة ، واصفا اياها بالسياسة الادارية الفاشلة التي اوصلت البلاد الى الشلل " .
وتمنى السيد عمار الحكيم للعبادي النجاح ، موصيا اياه بالعراق والعراقيين ، وواعدا بالدعم والمساندة والمراقبة والتقويم ، حاثا الجميع على العمل بروح جديدة وان تكون النظرة الايجابية هي السائدة وعقلية الحل هي الحاكمة والابتعاد عن عقلية التأزيم والتخوين ، مخاطبا المجتمع الدولي بضرورة ان تكون الحرب على داعش مفتوحة لا تحددها مساحة جغرافية او سياسة مرحلية " .
وشدد السيد عمار الحكيم على حاجة البلاد وبصورة فورية الى وضع استراتيجية شاملة لمحاربة الارهاب عموما وداعش على وجه الخصوص واشراك عدد ممكن من الاشقاء والاصدقاء والحلفاء فيها ، عادا الارهاب اكبر تحدٍ يواجه البلاد عموما والاجرام الداعشي خاصة ، محذرا من مواجهة الارهاب بطريقة ارتجالية عشوائية مبنية على ردات الفعل وتعيين بعض المسؤولين الامنيين الفاشلين في مواقع حساسة ، معربا عن اسفه لافتقار البلاد للعمل بتخطيط واستراتيجية ، عادا غياب التخطيط الاستراتيجي سببا في عدم القضاء على الارهاب على الرغم من مئات الالاف من المقاتلين وصرف مليارات الدولارات ، مشددا على تحديد نوعية التحدي الذي يواجه البلاد قبل البدء بوضع استراتيجية للتعامل معه ، عادا داعش سرطانا في جسد الامة ويجب بناء استراتيجية استئصاله والا فإنه يستهدف الامة كلها لا محالة ، محذرا دول المنطقة من ان داعش الورم السرطاني لا يمكنه ان يضبط حركته وبالتالي ليس هناك من هو في مأمن منه ، لافتا الى ضرورة محاربة السرطان في كل الجسد ، مجددا تأكيده على اساسيات محاربة داعش بالعمل بصدق على استعادة الحواضن التي ينمو فيها هذا الارهاب السرطاني فمن دون مشاركة هذه الحواضن في الحرب سيكون النصر صعبا ومكلفا للجميع ، مؤكدا ان الامر يتطلب مد اليد للعشائر الاصيلة والشخصيات الوطنية والاجتماعية المحترمة والمخلصة والمعتدلة وعزل المتطرفين عن بقية المجتمع " .
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " وجود ممثلين للبصرة في الحكومة كوزراء وتحديدا وزارتي النقل والنفط من حيث المبدأ صحيح ومعه تماما في المضمون حتى وان عجزنا من تحقيقه في الشكل بأن يكون الوزير المعين من اهل البصرة ، مبينا ان هناك مواقع مفصلية في هاتين الوزارتين سيكون لاهل البصرة القول الفصل فيها وسنعمل على ان يكون لهم وجود في كل مستوى من مستويات الدولة وفي كافة الوزارات ، فإن هناك وكلاء ومساعدي وكلاء ومديرين عامين وسفراء وقناصل وملحقين تجاريين وثقافيين وعسكريين وكافة هذه المستويات والمواقع يجب ان يكون هناك تمثيل لأهل البصرة وكفاءاتها مثلما يجب ان يكون لكل المحافظات حسب تواجدها وحضورها في المشهد السياسي والاكاديمي ، لافتا الى ان مسألة التوزير تتطلب منا ان نكون واثقين من التزام من نستوزرهم كي نضمن تنفيذ البرنامج الذي قدمناه لشعبنا والمتسق مع البرنامج الحكومي العام ، فالوزير موقع سياسي قبل ان يكون موقعا فنيا ، والوزارة تدار وتعمل بطواقمها من الوكلاء والمديرين العامين والمستويات الادارية الاخرى ، قائلا سماحته ان عدم وجود فرصة لنا او لغيرنا في اختيار وزير من اهل البصرة تتوفر فيه الشروط السياسية التي نضعها لا يعني اننا تخلينا عن البصرة او تجاوزنا على حقوقها ، مذكرا بأن ائتلاف المواطن هو من رفع شعار {البصرة اولا} وطالب بالبترو خمسة دولار واطلق مشروع {البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق} وطالب بانشاء سلطة للموانئ العراقية يكون مقرها البصرة وهو من اطلق مشروع {البصرة 2040} والذي يتضمن وضع خطة عمرانية وتنموية للبصرة للسنوات الخمس والعشرين المقبلة ، مطالبا وزيري النفط والنقل بأن يكونوا على تواصل مستمر مع البصرة وقريبين من مواقع العمل ومن المواطن البصري ومن التحديات التي تواجهها المحافظة عموما والقطاعات التي يديرونها خصوصا ، مخاطبا البصرة وابناءها بانها ستشهد انطلاقة كبيرة بالعمل بشكل تكاملي بين المحافظة والوزارة ، كي تبدأ البصرة تتلمس خطوات النجاح وتغادر مرحلة النسيان والاهمال " .
ووصف رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " الجلسة العلنية لمناقشة ضحايا سبايكر بالخطوة الجيدة كونها تعطي القضية بُعدا اعلاميا وجماهيريا ولانها قضية فيها بعد مذهبي فإن مناقشتها على حجم مساحة الوطن تؤسس لثقافة المكاشفة والمصارحة وجعل الشعب بكافة طوائفه مطلعا على الاحداث من دون تدليس او تضليل ، مؤكدا ان ما يلحظ في الجلسة تخبط وارتباك المؤسسة الامنية التي لم تستطع ان تقدم معلومات منطقية ومترابطة عما حدث فليس هناك مؤسسة امنية محترمة تجهل مصير 11 الفا من ابنائها ، واصفا الحالة بوصمة عار في جبين كل من تصدى لمواقع المسؤولية في هذا الملف ، مؤكدا ان لا امن واستقرار ما دامت ارواح المغدورين في سبايكر هائمة تبحث عن تحقيق العدالة والانصاف ، مشيرا الى ان هناك 11 الفا اما تدعو على الذين تسببوا بتقصيرهم وفشلهم وفسادهم من الغدر بهذه الارواح الشابة الطاهرة ، متسائلا سماحته ؟ كيف يمكن لمسؤول امني رفيع المستوى ان يقول اننا نجهل مصير 11 الفا من ابناء القوات المسلحة ، مبينا ان الجميع كان يظن ان المغدورين 1700 والان يظهر لنا مسؤول كي يصدمنا بهذه الفاجعة " . انتهى