{كربلاء المقدسة:الفرات نيوز} حذرت المرجعية الدينية العليا، من اتخاذ التعاون مع الجهد الدولي لمواجهة العصابات الإرهابية ذريعة للمساس بسيادة البلاد واستقلالية القرار السياسي والعسكري فيها، مشيرة إلى إن الجيش والمتطوعين هم الأساس لحماية البلد من الإرهابيين واي جهد أخر لا يكون إلا عاملا مساعدا ليعجل في نصرهم .
وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة حضرها مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم، " في هذا الوقت الذي يجري فيه حشد جهود دولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي نجد من الضروري الإشارة إلى إن تمدد رقعة هذا التنظيم إلى أكثر من دولة وبشاعة جرائمه ووحشيتها وانتهاكاته لجميع القيم الإنسانية والدينية وعدم استثنائه لأي احد من أعماله المخزية ولاسيما الأقليات الدينية، وإمكانية امتداده إلى دول ومناطق أخرى وان كان ذلك يستدعي تضافر ومشاركة جهود دول عديدة لإيقاف مخاطره وانتهاكاته ولكن هناك عدة أمور لابد من ملاحظتها، الأول يتعين على القيادات السياسية في البلد أن يكون على مستو من اليقظة والحذر والوعي لئلا تجعل المساعدة الخارجية لمحاربة داعش مدخلا للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري للقادة العراقيين وان لا يتخذ التنسيق والتعاون مع الجهد الدولي في هذا المجال ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي على مجريات الأحداث في العراق خصوصا المجريات العسكرية الميداينة ".
وأضاف ان " العراق وان كان بحاجة الى مساعدة الأشقاء والاصدقاء في محاربة ما يواجهه من الإرهاب الأسود إلا أن الحفاظ على سيادته واستقلالية قراره يحظى بأهمية بالغة فلا بد من رعاية ذلك بكل الأحوال ".
وأكد ان " الحاجة إلى التعاون الدولي لمحاربة داعش لا يعني عدم قدرة أبناء الشعب العراقي وقواته المسلحة على المقابلة مع هذا التنظيم الإرهابي فقد أثبتت الشهور الماضية بعد صدور نداء المرجعية الدينية العليا بوجوب الدفاع عن العراق ومقدساته وما أعقبه من الاستجابة الواسعة للمواطنين وما حصل من تقدم ميداني على الأرض، إن متى ما توفرت الإرادة الوطنية الخالصة وكانت مبادئ التضحية والدفاع عن الوطن هي الباعث والمحرك للمقاتلين وقادتهم الميدانيين فان أبناء هذا البلد قادرون على الوقوف بوجه هذا التنظيم ودحره وان طالت المعركة بعض الوقت ".
وشدد الشيخ الكربلائي على ضرورة " تعزيز معنويات أعزائنا وأبنائنا في الجيش ومن التحق بهم من المتطوعين والتأكيد على أنهم هم الأساس في حماية البلد من شر الإرهابيين وان أي جهد أخر لا يكون إلا عاملا مساعدا لهم يعجل في نصرهم ".
وأوضح إن " الجهد العسكري وان كان مؤثرا في الحد من ظاهرة الإرهاب إلا انه لوحده ليس كافيا بالقضاء عليها بل لابد من معالجة الجذور الأساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في عدة دول مع إمكانية امتدادها إلى دول أخرى حتى المتقدمة في إمكاناتها العسكرية والأمنية "، مبينا إن " الفكر المتطرف الذي يقصي الأخر أي كان ولا يقبل بالتعايش السلمي معه بل يحل دمه وعرضه وماله هذا الفكر المتطرف الذي جرى الترويج له ودعمه عن طريق ألاف المؤسسات والدعاة خلال عقود من الزمن هو العامل الأساس لما ابتليت به المنطقة والعالم من الإرهاب التكفيري، من الضروري الاهتمام بمعالجة المناشئ الفكرية والثقافية لهذه الظاهرة الخطيرة، بالاضافة إلى ضرورة قصر يد المتطرفين عما يمتلكونها من وسائل إعلامية عالمية وتجفيف منابع الأموال الطائلة التي تدعم أنشطتهم ان هذه الأمور تمثل اسبابا مهمة يجب معالجتها حتى يمكن إيقاف هذه الظاهرة وتأثيراتها الخطيرة على دول المنطقة والعالم ".
وأشار الشيخ الكربلائي إلى إن " وفدا من عشائر ووجهاء مدينة الضلوعية زار العتبة الحسينية المقدسة خلال الأسبوع المنصرم، هذه المدينة الصامدة التي مازالت تقاتل عصابات داعش منذ {90} يوما وقدمت المئات من الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والأطفال على الرغم من قلة إمكاناتها وسلاحها وعتادها ها هي اليوم تتعرض للقصف من قبل عصابات داعش بغاز الكلور والهجمات المستمرة بمختلف الأسلحة ها هم أهلها يستغيثون وهم اخواننا وأبناء بلدينا لنصرتهم الوقوف إلى جانبهم في محاربة هذه العصابات التكفيرية فالمطلوب من قواتنا الباسلة وطيران الجيش الإسراع بدعم ونصرة هؤلاء المقاتلين في هذه المدينة الصامدة وفك الحصار عنهم لئلا تستباح هذه المدينة كما استبيحت مدن اخرى ".
وفيما يتعلق بالتفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد ومنطقة الكاظمية أمس، قال الشيخ الكربلائي " نوصي الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية المناطق السكنية داخل المدن وخصوصا المدن المقدسة باليقظة والتنبؤ ووضع الخطط المناسبة للعمليات الإرهابية من التفجيرات وغيرها حيث أخذت هذه المجاميع تتبع خططا الغرض منها إرباك القوات الأمنية وذلك باستخدامها صنوفا مختلفة من الهجمات كالسيارات المفخخة وقذائف الهاون وفي وقت واحد كما حصل في مدينة الكاظمية ".
وتابع أن " المطلوب هو ان لا يقتصر اهتمام القوات الأمنية بالمناطق الساخنة فقط وان تقتدي الأجهزة الأمنية بقواتنا المسلحة والحشد الشعبي في اليقظة والشجاعة والبسالة والسهر الدائم ليلا ونهارا لحماية المواطنين ووضع الخطط الفاعلة والتي تتناسب مع خطط الإرهاب التي تتغير بتغير الظروف خصوصا وأننا مقبلين على زيارة مليونية في نهاية هذا الشهر وهي زيارة الإمام الجواد {عليه السلام} وزيارة مليونية في عرفة في الشهر القادم ".
ولفت الشيخ الكربلائي ، إن " مع بدء الوزراء الجدد بأعمالهم فان المأمول، الالتفات إلى الإخفاقات التي حصلت في العديد من الوزارات ودراسة أسبابها ومعالجتها وتقويم النجاحات التي حصلت في بعضها الأخر والاستفادة منها وتطويرها، و الجدية في مكافحة الفساد وبكل أشكاله ومحاسبة المقصرين وعدم المجاملة في ذلك لمجرد انتماء هذا او ذاك للكتلة الفلانية او الحزب الفلاني، وفي نفس الوقت مكافأة وتشجيع المتميزين والمبدعين والمخلصين في عمله ".
وأكد على اهمية " الاستعانة بأهل الاختصاص والخبرة والكفاءة ومن يحملُ هَمَّ وحُبَّ الخدمة للمواطن ومنحهم الصلاحيات وتكليفهم بإدارة المواقع المهمة وتشجيعهم ومكافأتهم على انجازاتهم "، مشددا على ضرورة " أن لا يكون المعيار في اختيار الأشخاص لمواقع المسؤولية المهمة هو مجرد انتماء هذا الشخص للكتلة او الحزب الذي ينتمي إليه الوزير أو كونه من عشيرته أو منطقته أو قرابته، بل يكون المعيار هو الكفاءة والخبرة وحسن الإدارة والشجاعة في اتخاذ القرار فان من الأخطاء السابقة هو قيام بعض الوزراء باستبدال أصحاب الكفاءة ممن يشغلون مواقع أدارية مهمة بأشخاص آخرين لمجرد انتمائهم للحزب أو الكتلة أو المنطقة أو العشيرة التي ينتمي اليها الوزير ".
ونوه الشيخ الكربلائي إلى اهمية " التواجد الميداني المستمر والإطلاع على معوقات العمل ومعايشة الموظفين في مهامهم وعملهم والانفتاح على المواطنين للإطلاع عن كثب على احتياجاتهم ومشاكلهم ".انتهى