{بغداد:الفرات نيوز} أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم إن" رسالة الغدير هي إن الحاكم هو تكليف ومسؤولية وليس تشريفا وامتيازات ، وهي رسالة تضامنية تجاه المجتمع تبين بأن الحاكم هو المربي والمرشد لشعبه".
وقال السيد الحكيم خلال احتفالية عيد الغدير الأغر التي عقدت في مكتب السيد الحكيم ببغداد وحضره مراسل وكالة{الفرات نيوز} اليوم السبت أن" عيد الغدير من محطات المشروع الإلهي والذي يضمن مشروع الرسالة الإسلامية ، ونقف اليوم لنستذكر ماحدث ونقف عند معطيات هذا الحدث وليس من شك وترديد في واقعة الغدير والتي بلغت في حد التواتر والبعض حاول أن يفسر تفسيره الخاص لهذا الحدث ، ولكنه لايختلف في أصل الحدث حول ماذا جرى وماهي مداليله ".
وأشار إلى أنه" خلال ذهاب الرسول محمد {ص} جاءت رسالة إلهية وهي{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فـما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إنّ اللهَ لايهدي القومَ الكافرين} ومن خلالها قام النبي الأكرم{ص} بتبليغ الرسالة للحجاج الذي يقدر عددهم عندئذ {120} ألف حاج ".
وأضاف أنه" ثم أخذ الرسول الأكرم محمد{ص} بيد وَصيّه وباب مدينة علمه الإمام علي {عليه السلام} ؛ لِيَفرض ولايته على الناس جميعاً حتى بان بياض إِبطَيْهِما فنظر إليهما القوم ثم رفع {ص} صوته قائلاً: {يَا أَيُّهَا النَّاس مَنْ أولَى النَّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم ؟} فأجابوه جميعاً: اللهُ ورسولُه أعلم فقال {ص}:{إنَّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولَى بهم من أنفسِهِم ، فـمن كنتُ مَولاه فَعَلِيٌّ مَولاهُ} قال ذلك ثلاث مرات أو أربع ، ثم قال {ص}: {اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ وَعَادِ مَن عَادَاهُ ، وَأَحِبَّ مَن أَحبَّهُ وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ ، وانصُرْ مَن نَصَرَه واخْذُل مَن خَذَلَهُ ، وَأَدِرِ الحَقَّ مَعَهُ حَيثُما دَار ، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ} وبذلك أنهى {ص} خطابه الشريف الذي أَدَّى فِيه رسالة الله ، فَنَصَّبَ أمير المؤمنين عليا {عليه السلام} خليفة للمؤمنين وقَلَّدَهُ مَنصب الإمامة".
وبين أن"الرسالة تبلغ حينما تستكمل الخطوة الأخيرة ، وهذا الأمر مقوم للرسالة وليس مكملاً ، والمحبة التي تكون مقومة للرسالة إنما هو التزام بالمشروع الإلهي".
ولفت إلى إن" الأجواء وفرت لانتشار هذا الحدث حتى لايكون موضعاً للتشكيك" ، مبينا إن" العملية شاملة تخرجهم من الظلمات إلى النور والدين منهج وقراءة وطقوس وعادات وسلوك والتزامات وتغيير جذري وإخراج من عالم إلى آخر".
وبين أن" الدين مسار وقراءة للحياة والمجتمع ونمطية في العلاقات والدين مشروع متكامل ، ويحول الإنسان من حال إلى حال وتغيير جذري ، والولاية هو تعبير عن هذا الانقلاب "، موضحا إن"الولاية عبارة عن تحديد ملامح الشخصية الإنسانية وعلي عليه السلام امتداد ويجب إن ننظر إلى هذا المعنى جيدا ".
واستطرد بالقول انه" علينا أن نضع عليا عليه السلام قدوة حتى نصلح مجتمعنا ، وهذا يدلل أن يكون الإيمان بالولاية يجب أن يتحول من شعار إلى شعور أو هوية نكتبه إلى واقع نستشعره في سلوكنا".
ومضى قائلا انه" رسالة الغدير هي رسالة تضامنية تجاه المجتمع وهي التمييز بين النهج السلطوي والتربوي الذي يبني الشعب ، وهي بيان أن الحاكم هو مربي ومرشد وحريص على شعبه ووطنه والرسالة هي إن الحاكم تكليف ومسؤولية تجاه الأمة ، وليس تشريفا وامتيازات للأمة لذلك نجد أن عليا عليه السلام جسد هذا المنهج السيادي في عمله .انتهى م ح