{بغداد : الفرات نيوز} دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، إلى كتابة مناهج العلوم الاسلامية وفقاً لمبادئ التسامح والسلام ونبذ العنف والتطرف، مشددا على ضرورة العمل على عودة الكفاءات العراقية المهاجرة، واهمية تشخيص الامراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع نتيجة الحروب والصراعات خلال العقود الماضية. وقال الاديب، في كلمة ألقاها خلال الندوة العلمية التي عقدت اليوم تحت شعار {نحو منهج علمي يوحد ويحقق النهوض والتقدم} بمشاركة عدد من اعضاء مجلس النواب وعلماء الدين والباحثين، بحسب بيان للوزارة تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه ان "ندوة اليوم هدفها الاساس تحديث مناهج العلوم الاسلامية بما يلبي متطلبات المرحلة المقبلة لبناء الانسان العراقي، وبما ينسجم ومبادئ ديننا الحنيف"، مشيرا الى ان "جميع شعوب العالم تصيغ مناهجها وفقا للمبادئ والمثل الانسانية". واضاف ان "دورنا كوزارة يحتم علينا التعاون مع مؤسسات الدولة الاخرى لاعادة النظر في المناهج بما يخدم المجتمع ويشيع ثقافة التسامح والسلام ونبذ العنف، مشدد على ان اعادة النظر في المناهج اصبح ضروريا وواجبا شرعيا يحتم علينا التوحد والتكاتف لان الله امرنا بالتوحد والالفة ونبذ التفرق والابتعاد عما يثير الفتن كما تقول الاية الكريمة {تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان}". واكد الأديب ان "اقامة هذا المحفل العلمي اليوم، يأتي تزامنا مع ذكرى المولد النبوي الكريم وعلينا ان نستلهم منه المفاهيم الانسانية الكبيرة في توحيد ابناء شعبنا فالخطاب القراني كان واضحا ولم يميز بين جنس واخر وقومية واخرى فكان متساويا مرتكزا على المبادئ السامية". وتابع ان "المصالح الشخصية تدفع الى صراعات ونزاعات بين الافراد، كما ان النوازع النفسية هي التي تدفع لتحقيق المصالح الشخصية لطائفة معينة ودين معين مما يترتب عليه ظهور الصراعات والتنازع بين طائفة واخرى ودين واخر"، مؤكدا ان "جميع الرسالات السماوية كان هدفها إحلال السلام ووضع أحكام ومبادئ لاصلاح البشرية وبالتالي لابد من قانون واتفاق مشترك بين جميع الطوائف والاديان للنهوض ورقي الامم". وبين الأديب أن "الرسول الاعظم صل الله عليه واله وسلم عندما بعث، وجد الجزيرة العربية عبارة عن شعوب وقبائل متصارعة ولم يجد هناك دولة لكنه فرض مبدأ العقد الاجتماعي وفق مبادئ الدين الحنيف لبناء الدولة بالرغم من وجود اعداء لتلك الدعوة ". واكد ان "التاريخ كتب في مراحله المتعدد وفقا لارادة السلاطين والسلطات الحاكمة آنذاك لخدمة المصالح السياسية السائدة، لذا يجب اعادة النظر بجميع المناهج الاسلامية والتاريخية والاجتماعية بما تحقق من تغيير لروح المجتمع"، مشيرا الى ان "هذه المهمة تقع على عاتق الجامعات للارتقاء بالمستوى الاجتماعي والعلمي والتطور العمراني" . وأضاف الأديب أن "المتتبع لأغلب مناهج الدول الناهضة في مدة السبعينيات، يجد انها صيغت بجهود وكفاءات عراقية"، داعيا الى "العمل لعودة الخبرات والكفاءات من الخارج لان اصلاح المجتمع هو المساحة المشتركة بين الطوائف". واوضح وزير التعليم العالي "اننا كمسؤولين ونخب، امام مسؤولية تاريخية لان المجتمع يتطلع الينا لصياغة الاسلوب الحضاري الذي يحافظ على كرامة العراق وعزته"، مؤكدا ان "هذا مهم لتطوير سلوكيات المواطن ونشر الوعي الثقافي والتاريخي والديني وتشخيص الامراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع بسبب الازمات التي تعرض لها نتيجة الحروب والصراعات خلال العقود الماضية لذا علينا ان نوظف العلوم الاجتماعية والانسانية والدينية لدراسة تلك المشاكل لايجاد الحلول الجذرية لها". وقال الأديب انه "يجب مراجعة جميع الفصول التاريخية والمناهج الاسلامية لتعزيز روح التعايش والتسامح مع الاخر وفق القواعد والمبادئ الاسلامية ، معربا عن أمله بان تستثمر هذه الورشة والورش المقبلة التي ستعقدها اللجنة المركزية المشرفة على كتابة المناهج لتحقيق الاهداف السامية وترسيخ وارشاد المجتمع الى طريق السلم والصواب". وناقشت الندوة التي عقدت في فندق الرشيد محاور عدة اهمها مشروعية الاختلاف، وبناء العقل الاسلامي ،وموارد الاتفاق في البحث الفقهي والاسس الايمانية للتعايش ،وادب المناظرة والحوار ، وموارد الانفاق في البحث العقائدي.انتهى.