• Sunday 22 December 2024
  • 2024/12/22 23:55:04
{بغداد: الفرات نيوز}شدد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي على ضرورة وضع استراتيجية واضحة لمحاربة الفقر بعد ان اكدت التقارير ان عدد العراقيين دون خط الفقر بلغ 7 ملايين عراقيا في بلد يعد من اغنى بلدان المنطقة مشيرا الى ان زيارته الى محافظة نينوى انطلقت من مرتكزات وطنية مناشدا القوى السياسية بايقاف التصريحات الاعلامية المتشنجة. وذكر في كلمته التي القاها في الملتقى  الثقافي الاسبوعي اليوم الاربعاء "ان المشكلة السياسية في العراق ليست بالرؤية وايجاد الحلول وانما في انعدام الارادة الجدية للعمل بتطبيق الحلول، لافتا الى كثرة المبادرات التي اطُلقت ولم يؤخذ بها في وقتها وانما اُخذ بها بعد حين. ففي شان زيارته الى محافظة نينوى ذكر السيد الحكيم ان" زيارته الى الموصل دليل فخر بابناء العراق ايا كانت انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية لافتا الى ان الزيارة هي حلقة من سلسلة زيارات سبقتها الى المحافظات العراقية في الجنوب والفرات الاوسط والغربية واقليم كردستان". واضاف ان" الرسالة التي حملها الى ابناء الموصل نصها (اننا نحمل اليكم رسالة المحبة والوئام والتعايش من بغداد العاصمة ومن البصرة والنجف وكربلاء وباقي محافظات العراق)، مشددا على ان مبدأ المجلس الاعلى الاسلامي العراقي واحد وواضح بان قوة السني من قوة الشيعي والعكس صحيح وان قوة الكردي والتركماني من قوة العربي والعكس صحيح كذلك وان قوة المسلمين من قوة المسيحيين". واوضح السيد الحكيم انه لا آمان لابناء البصرة الا بآمان ابناء الموصل ولا شبع لابناء الموصل الا عندما يشبع ابناء البصرة، فالكل في جسد واحد وابناء بلد وشعب واحد. واكد ان" مبدأ المجلس الاعلى ليس شعارا يطلق او كلمة جوفاء تعبر عن موقف سياسي وانما هو منهج يعتمد  ويلتزم به بالوقوف مع ابناء الشعب جميعا، مشيرا الى الضريبة الكبيرة التي تدفع نتيجة التواصل مع ابناء الشعب العراقي، معبرا عن اسفه من ان الوقت اليوم هو وقت الاصطفافات والمزايدات باعتبارها الطريق الاسهل لاستقطاب الرأي العام. واستدرك السيد الحكيم ان مبدأ  المجلس الاعلى هو الانفتاح على ابناء الشعب وسيقتنع الجميع بان هذا المبدأ يمثل الحل الامثل لمعالجة الاشكاليات، مشددا على ان المجلس الاعلى لا يعمل في السياسة من اجل السياسة بل من اجل خدمة المواطنين والتقليل من معاناتهم وتعزيز الامن والرفاه والازدهار للوحدة العراقية والمواطنين العراقيين. واعرب عن ثقته بوعي الشعب العراقي وقدرته على تمييز وتشخيص الصادقين من غيرهم وبين من يريد البناء من غيره، لافتا الى ان البناء اصعب من الهدم وان المجلس الاعلى اختار الطريق الاصعب خدمة للمواطنين. وبشان سياسة التواصل المحلي والانفتاح الاقليمي بين السيد الحكيم ان سياسة الانفتاح في الداخل هي ذاتها سياسة الانفتاح في العلاقات الدولية والاقليمية ومع دول الجوار ن خلال التواصل وايضاح رؤية العراقيين بان تكون دول الجوار والدول الاقليمية لكل العراقيين كي يحصلوا على دور اكبر في العراق وان اي دولة ستفقد الكثير في تعاملها مع الشعب العراقي اذا ما تخندقت لشريحة على اخرى او جناح عراقي على حساب الاخر، مشيرا الى ضرورة بناء علاقات مستقرة مع دول الجوار والمنطقة، منطلقا من مبدأ الاحترام والسيادة والمصالح  المشتركة، مشيرا الى ضرورة ادراك التعقيدات في هذه البلدان، رافضا ان يكون العراق طرفا في هذه التعقيدات. واوضح السيد عمار الحكيم ان" الانطباع الذي تركز من الزيارة الى نينوى وعدد من نواحيها واقضيتها في سنجار وتلعفر وبرطلة وسهل نينوى والحمدانية والنمرود هو ذاته الانطباع الذي وجد في باقي مجافظات العراق مبينا ان الجماهير لها رسالة واحدة هي الاعتزاز بالتنوع العراقي والحرص الشديد على توحيد الموقف. وعبر عن التعددية بانها قدر العراقيين وهم فخورون بها وتواقون لتعزيز العلاقة فيما بينهم. مشخصا المشكلة بالصراع بين السياسيين وليس بين الناس. ودعا  السياسيين الى التعلم من ابناء الشعب العراقي ومن ثقافتهم التعايشية وتماسكهم، لافتا ان اهالي نينوى كباقي ابناء المحافظات لهم عتب شديد في كيفية توزيع الثروات وتبديد الكثير منها ومن التدافع بين السياسيين والتدافع على المناصب ومن نزيف الدم العراقي المتواصل، املين ان يجدوا مزيدا من الاحترام للمواطن العراقيين والاهتمام اكثر بهمومه وقضاياه مشددا على ان هموم الموطنيين هي مسؤولية المتصدين . وبين ان" من يتلاعب في قدر العراقيين بالتعايش السلمي انما يتنكر للتاريخ ويتلاعب بحاضره ومستقبله وسيزيد من معاناة العراقيين، متسائلا سماحته ان كان الاساس هو التعايش والتوحيد والعمل باطار الفريق الواحد فلماذا لا نتعايش ونندفع في الخيار؟ . شاكرا ابناء نينوى على مشاعرهم الجياشة التي ابتعدت عن المجاملات وحسن الضيافة والاستقبال الحاشد لسماحته اثناء تجواله في انحاء واقضية نينوى. وفي شأن الازمة السياسية مشكلتها انعدام الارادة في تطبيق الحلول اوضح السيد عمار الحكيم ان" اوراق العمل والمبادرات والمبادئ  التي قدمت الى اللجنة التحضيرية للقاء الوطني هي ذاتها التي طرحها في عيد الفطر المبارك قبل ستة اشهر، مشددا على ان المشكلة ليست بالرؤية وانما بالارادة الجدية للعمل بالحلول. واشار الى كثرة المبادرات التي اطلقت ولم يؤخذ بها في وقتها وانما اُخذ بها بعد حين، متسائلا ان كانت حلولا واقعية لماذا لا يؤخذ بها من اليوم الاول قبل الخوض في المحنة، مشيرا الى ان المبادرات التي اطلقت لم يوضع عليها اسم المجلس الاعلى وكانت مفتوحة امام من يريد ان يتبناها. واكد السيد عمار الحكيم ان المهم هو ان تعالج مشاكل البلد وتمضي المبادارات الى وضع الحلول، محذرا من ارهاق الكتل السياسية من جراء استمرار الازمات ويبقيهم مستفزين بشكل دائم ويشعر المواطن بالاحراج والضجر. وبين ان الجميع معني بانجاح اللقاء الوطني وضرورة ان يخرج بحصيلة مطمئنة ويحقق المناخات العامة لمزيد من خدمة الناس، داعيا الاطراف السياسية للتخفيف من مطالبها الفئوية لصالح شركائهم، محذرا من ان التمترس يعني خروج المؤتمر او اللقاء بنتائج غير ملائمة وستبقى الازمات ومعاناة المواطن قائمة. كما دعا السيد عمار الحكيم الى تكثيف الاجتماعات للجنة التحضيرية بان يكون لها اسبوعا يسمى اسبوع التفاهم الوطني على ان تكون الاجتماعات مكثفة لتنتهي الازمة باسرع وقت، مناشدا الاطراف السياسية الى ايقاف التصريحات الاعلامية المتشنجة لتعزيز الثقة وخلق مناخات التفاهم. وبين ان النجاح يتطلب ان يكون الجميع مخلصين للوطن ومرتقين لمستوى مواجهة التحديات، مشددا سماحته على ان الوطنية تعني المسؤولية وان الجميع سيعبر عن مسؤوليته بالتزامه تجاه الوطن ووقوفه مع الشعب في مشاكله. وفي موضوع الجلسة الوزارية الشهرية لكل محافظة اشاد السيد عمار الحكيم بالخطوة التي تبنتها الحكومة مؤخرا بانعقاد جلسة مجلس الوزراء في محافظة البصرة وحلها لـ (80%) من مشاكل هذه المحافظة ومنحها صلاحات واسعة للمحافظات ومساهمتها في خدمة المواطن. وشدد على ضرورة نزول المسؤولين الى الشارع وقربهم من المواطنين والاستماع الى معاناتهم، عادا انعقاد جلسات مجلس الوزراء في المحافظات خطوة تقلل الفجوة بين المسؤول والمواطن وتعيد الثقة لابناء الشعب، داعيا الحكومة العراقية الى الاستمرار في هذه السياسة بان تكون هناك جلسة واحدة لكل شهر في محافظة من محافظات العراق لمناقشة مشاكل الناس وحلها. كما دعا الى تفعيل قانون 21 لمجالس  المحافظات الذي يمنح صلاحيات واسعة للحكومات المحلية ومساعدتها للوزارات العراقية في حل المشاكل الخدمية. وبشأن استراتيجية مكافحة الفقر شدد السيد عمار على ضرورة وضع ستراتيجية واضحة لمحاربة الفقر بعد ان اكدت التقارير ان عدد العراقيين دون خط الفقر بلغ 7 ملايين عراقيا في بلد يعد من اغنى بلدان المنطقة، مبينا ان الاستراتيجية المطلوبة يراد منها وضع حلول ومعالجات وخطط علمية ومراقبة لتلك الخطط واسقف زمنية تبين تناقص اعداد الفقراء. واشاد بافتتاح العراق لاول منصة عائمة لتصدير النفط الخام معتبرا اياها خطوة اساسية لتدعيم البنى التحتية للقطاع النفطي العراقي، كما اشاد ببعض الحملات التي اطلقتها وسائل الاعلام العراقي منها دعوة (معا لعراق اجمل ) متمنيا اطلاق مبادرات اخرى تعبر عن رسالة الحياة التي يحملها الشعب العراقي. وفي موضوع البحرين استذكر السيد الحكيم ذكرى اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مملكة البحرين، مشددا على ضرورة ان يكون الحل للمشكلة البحرينية حلا بحرينا. وجدد دعوته بان الحلول الامنية لا تعالج الاشكاليات، مؤكدا ضرورة ان تستمع القيادة البحرينية الى شعبها، مبينا ان الفرصة لا زالت متاحة للخروج بحلول عملية بما يضمن الوئام والاستقرار، كما شدد سماحته على ضرورة ان يكون الحل في سوريا حلا سوريا محذرا من الحلول التي تأتي من الخارج مستشهدا بتجربة العراق والويلات التي عاناها الشعب العراقي، داعيا الاطراف السورية الى الجلوس على طاولة الحوار.انتهى

اخبار ذات الصلة