• Sunday 19 January 2025
  • 2025/01/19 12:20:19
{بغداد:الفرات نيوز} دعا عضو هيئة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الذي أقامته منظمة اليونسكو، بشأن التراث والتنوع الثقافي المعرضين للخطر في العراق وسوريا، دول العالم للوقوف مع العراق وحكومته الوطنية من اجل إنقاذ شعب وادي الرافدين وإنقاذ حضارته وميراثه الثقافي .
وقال الشيخ حمودي في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، " ابدأ شكري وامتناني للمديرة العامة لليونسكو على تفضلها بالمشاركة معنا في العمل على حماية وحفظ التراث الثقافي العراقي وإقامة هذا المؤتمر الذي يتزامن مع اجتماع دول العالم، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي الذي أحس بخطر هذا التنظيم الإرهابي الذي يهدد المجتمع الدولي بأسره للوقوف بجانب العراق ودعمه في محاربته لهذا التنظيم "، مضيفا " ونشكر أيضا دول العالم التي حضرت الاجتماع المذكور والدول التي تساندنا في حربنا ضد الإرهاب والتي نطلب منها اليوم أن تقف معنا أيضا في حماية تراثنا وارثنا الحضاري والثقافي ".
وبين إن " العراق، بلاد وادي الرافدين الذي اقترن اسمه بمهد الحضارات وثراءه الاستثنائي الذي عرف اعرق الحضارات الإنسانية كالسومرية والاكدية والبابلية والأشورية والعباسية، والتي خدمت الإنسانية في اختراع الكتابة وتشريع القوانين ، هذه الحضارات التي نشأت في بلدنا قد تجاوز الستة ألاف سنة، وما زالت أثار هذه الحضارات شاخصة في المواقع الأثرية المعروفة والمسجل منها على قائمة التراث العالمي لليونسكو كسامراء والحضر وأشور ومؤخرا قلعة اربيل ".
وأوضح الشيخ حمودي إن " هذا الإرث الحضاري المعروف بتنوعه الثقافي واللغوي والاثني والديني أعطى للعراق خاصية فريدة من نوعها وهي تعايش هذه الأجناس فيما بينها بالمحبة والسلام، لكن العراق تعرض على مر العصور إلى هجمات كثيرة من قوى مختلفة ومتخلفة تريد تدمير كل ما هو حضاري وفكري ونعلم جميعا ما تعرضت له بغداد عاصمة الثقافة والأدب والعلوم والفنون والفلسفة من خراب على أيدي جيوش هولاكو وقوى الظلام وغيرهم، واليوم يتصورون بان التأريخ يريد أن يعيد نفسه ولكن هيهات لن تستطيع هذه الفئة المتخلفة والضالة من ذلك بفضل الدعم الدولي ووعي الجميع بأهداف ومقاصد هذه القوى الشريرة ".

وأشار الى ان " هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق اليوم من قبل المجموعات الإرهابية المتطرفة تريد أن تدمر كل ما هو ثقافي وحضاري وعلمي، والخطر الذي تشكله على تراثنا الثقافي والديني من خلال تدمير الأضرحة والكنائس والمساجد وتهريب الآثار، هو خطر يهدد أيضا الإنسانية جمعاء لان هذا التراث هو ملك للإنسان والبشرية جمعاء ".

ولفت " إننا ندق ناقوس الخطر وندعو دول العالم اجمع للوقوف مع العراق وحكومته الوطنية الشاملة والتي تمثل كافة القوى الوطنية في العراق من اجل إنقاذ شعب وادي الرافدين بكافة طوائفه ودياناته وإنقاذ حضارته وميراثه الثقافي وروحه أيضا ".

واضاف " نحن اليوم في اشد الحاجة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لحماية هذا التراث الإنساني العريق، ومكافحة تهريب أثاره ومخطوطاته وممتلكاته الثقافية ومتاحفه ودور العبادة فيه من كنائس وأديرة وجوامع وحسينيات وحماية تنوعه الثقافي والاثني والديني ".

ودعا الدول التي وقعت على اتفاقيات اليونسكو الخاصة بالآثار كاتفاقية لاهاي في حماية الآثار في زمن النزاع المسلح واتفاقية 1970 الخاصة بإعادة الممتلكات الثقافية إلى بلدانها الأصيلة التي هربت بطريق غير مشروعة واتفاقية 1972 الخاصة بالتراث الثقافي والطبيعي والقرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته الأخيرة 195 في شهر تشرين الأول، إلى " دعم التراث العراقي تنفيذ بنود هذه الاتفاقيات ومساعدتنا في دحر الإرهاب ومشاركتنا في حماية وإعادة ترميم تراثنا الثقافي ".

وتوجه الشيخ حمودي بالشكر للحضور ودعمهم لحماية الإرث الثقافي والحضاري العراقي ، مشيدا بـ " جهود جميع المشاركين في المؤتمر من خبراء وأكاديميين وباحثين "، معربا عن أمله في " التوصل إلى نتائج ايجابية ومثمرة للحفاظ على التراث والآثار من أخطار التهريب وتقديم التدابير الواجبة للحفاظ عليها وكذلك على مقتنيات المتاحف والمخطوطات ".

كما وتوجه بالشكر إلى منظمة اليونسكو على كل ما قدمته وستقدمه من دعم مساندة رغم المخاطر والصعوبات ، وشكر المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا ، على جهودها ودعمها وعلى قرارها بزيارتها الأخيرة إلى العراق وقولها : إن " الاعتداءات على الثقافة إنما هي اعتداءات على الشعوب، وعلى هوياتها وعلى قيمتها وتاريخها، بل وأيضا على مستقبلها "، كما إن حماية التراث العراقي يجب أن تمثل جزءا لا يتجرأ من جميع الجهود الرامية إلى بناء السلام ".

وأكد الشيخ حمودي " إننا سنعمل سويا وسننهض جميعا بالعراق وبحماية تراثه رغم كل التحديات ورغم كل قوى الشر والإرهاب الذي نحن على يقين انها ستندحر في نهاية المطاف والسلام "، منوها إلى إن " العراقيين لن ينسوا من وقف معهم ".

وكان عضو هيئة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي قد وصل الى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن التراث والتنوع الثقافي المعرضين للخطر في العراق وسوريا ، والذي انطلقت اعماله امس الاربعاء .

وعقد المؤتمر بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف ، فضلاً عن خبراء في مجال التراث الثقافي ، وخبراء رفيعي المستوى من العاملين في المتاحف العالمية ، فضلا عن المحللين الاستراتيجيين الذين لاتخاذ تدابير محددة لوقف النزف الثقافي .انتهى

اخبار ذات الصلة