• Sunday 9 February 2025
  • 2025/02/09 05:19:23
{بغداد : الفرات نيوز} قال وزير الخارجيّة إبراهيم الجعفريّ أنَّ العالم اليوم يخوض حرباً واحدة ضدَّ الإرهاب على جبهات مُتعدِّدة، داعياً إلى ضرورة تنسيق الجهود للقضاء على هذا الخطر الذي يفتك بأرواح الأبرياء، ويستنزف خيرات الأمم.
واضاف الجعفريّ في تصريح صحفيّ في ختام ملتقى دافوس اطلعت وكالة {الفرات نيوز} عليه" ما لم نـُقاتِل، وتـُقاتِلوا معنا داعش على الأرض العراقيّة سيُقاتِلونكم على أرضكم، مُشدِّداً على ضرورة أن تفي الدول بالتزاماتها تجاه العراق بتقديم الدعم والإسناد على المستوى الأمنيِّ، والعسكريِّ، والإنسانيِّ، والخدميّ بما لا يُخِلِّ بالسيادة العراقيّة، علاوة على المُساهَمة في إعمار البُنى التحتيّة التي خرَّبتها عناصر داعش الإرهابيّة.
وقدَّم وزير خارجية العراق التعزية إلى المملكة العربيّة السعوديّة، والعالم الإسلاميِّ، والعالم العربيِّ برحيل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، مهنئاً خادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز، مُتمنـّياً له المُوفقيّة في مُواصَلة التصدِّي لخدمة المملكة، وخدمة المنطقة، والعالم العربيِّ، والإسلاميّ.
وحول ملتقى دافوس قال الجعفري "دافوس ليس مُلتقى حكوميّاً بالمعنى الدقيق إنـَّما هو مُلتقى فكريّ اختصاصيّ أكاديميّ رُبَّما تتمخـَّض عنه قرارات سياسيّة تنعكس على مُختلِف مناطق العالم؛ لأنـَّه يُمثـِّل تظاهرة تمتدُّ إلى الكثير من السياسيِّين على أعلى المُستويات، ولا تستثني بلداً من البلدان، ونحن استثمرنا هذه اللقاءات من خلال الحوارات المُباشِرة التي أجريناها مع الكثير من السياسيِّين من أصحاب القرار، أو ممَّن لديهم خلفيّة سياسيّة سابقة من المُتقاعِدين، أو أصحاب الشركات، أو أصحاب رُؤُوس الأموال أيضاً.
واشاد الوزير الجعفري بكلمة رئيس الوزراء حيدر العبادي في مُلتقى دافوس قائلا انها كانت شاملة، وتعرَّضت للوضع العراقيِّ بشكل تفصيليٍّ، وتناولت عدّة محاور، وقدَّمت صورة لما كان عليه الوضع الأمنيَّ، وما هو عليه الآن.
واضاف ان العبادي قدَّم الكثير من النُقـُود لبعض الظواهر التي تعرَّض لها العراق، وتكلـّم على الوضع الاقتصاديِّ، والوضع السياسيِّ، وذكـَّر المُجتمَع الدوليَّ بالتزاماته تجاه العراق، ودعا العالم لأن يقف إلى جانب العراق.
واستطرد قائلا "الكلمة كانت ضافية، ومُحيطة بكلِّ المحاور المُهـِمّة، وانعكست على رُدُود أفعال أكثر من شخصيّة مُشارِكة في هذا اللقاء، وفي الوقت نفسه صارت لنا مُشارَكات من خلال لقاءات جانبيّة سواءً الملفّ السوريّ، أم الملفات الأخرى، واستثمرنا هذه اللقاءات لتوضيح الكثير من الأمور التي قد لا تكون واضحة لدى المُشاركين، وكانوا يسألون عمَّا يحصل في العراق، وإلى أين يتجه العراق، والتقينا بعدد لابأس به من الوزراء، وكانت لديهم أسئلة، واستفسارات أجبنا عنها.
وقال "بدأوا يُحِسُّون من قرب بما يحصل في العراق، وكانت اهتماماتهم واضحة، وجرى استعراض للوضع الاقتصاديِّ الحرج والاستثنائيِّ الذي يمرُّ به العراق بعد أن انخفضت أسعار النفط بشكل حادّ، وهو يـُشكـِّل 94% من مُوازَنة العراق.
واشار الى ان قضيّة انخفاض اسعارالنفط فبين انها لم تكن بسبب خطأ من الحكومة، أو الوضع الحاليّ إنـّما هو بسبب ظروف دوليّة، وان العبادي بين في كلمته الإجراءات الحكوميّة لمُواجَهة هذا الخلل المُفاجئ، والحادِّ، واستنهض المُجتمِعين لأن يتحمَّلوا مسوؤليّتهم في إسناد العراق بخاصّةٍ أنَّ العراق يُواجـِه معركة حادّة، وهي الحرب ضدّ داعش، ومن العوامل الإضافيّة التي أثـَّرت في إنتاج تصدير النفط العراقيّ هو مسألة التصدير عبر الموصل والمناطق الأخرى المُحتلة من قبل داعش، فكانت رُدُود الفعل جيِّدة، وطيِّبة.
وحول قضيَّة سورية قال الجعفري "أخبرناهم في إحدى الندوات التي اشتركنا فيها بأنـَّه مضى على القضيّة السوريّة أربع سنوات، والإصرار على الحلِّ العسكريِّ لم يُفضِ إلا إلى مزيد من القتل، واستفادت منها داعش؛ إذن لابدَّ من اعتماد الحلِّ السياسيِّ، وهو يحمل سِرَّ حلِّ كلِّ هذه المشاكل، والملفات، وربطنا بين المُشكِلة الموجودة في سورية وبين المُشكِلة الموجودة في العراق، وأنـّه كان مُتوقــَّعاً أن تعبر هذه الحالة من سورية إلى العراق؛ لذا ليس لنا إلا أن نـُعجِّل بالحُلـُول السياسيّة.
وفي رد على سؤال عن تعاطى المُجتمَع الدوليُّ مع مطالب العراق بالمزيد من الدعم لقواته المسلحة، ولاقتصاده قال الوزير الجعفريّ: تلقـّوها بإيجابيّة سواءً كان في مُؤتمَر لندن أم في دافوس. مضيفا "المطالب العراقيّة مطالب مشروعة، ولا تحتاج إلى مزيد من التحليل، وليس سِرَّاً على أحد أنَّ العراق اليوم يُواجـِه تحدِّياً حقيقيّاً على الأرض، واستنزافا من قبل داعش، وذكـّرناهم بالوعود التي قطعوها في نادي جدّة، ونادي باريس، ونادي نيويورك، وقلنا لهم في ذلك الوقت: إنَّ مطالب العراق تتلخـَّص بالشكل التالي:
أولاً: لدينا قرابة المليونين من النازحين في هذا البرد القارص، يحتاجون مُساعَدات إنسانيّة وخدميّة.
ثانياً: الدعم العسكريّ والأمنيّ على مُستوى التجهيز، والمعلومات، والتدريب، ومُساعَدات أخرى؛ حتى تجعل الجانب العراقيَّ يتفوَّق -وهو قد حقـَّق تفوُّقاً حقيقيّاً على الأرض-.
ثالثاً: لابدَّ من رفع سقف المُساعَدة إلى الجانب العراقيِّ، وذكـَّرناهم بأنَّ العراق هو الطرف الأصعب في المُعادَلة -واستبسال المُقاتِل العراقيّ، واستعداده للتضحية، وتقديمه عدداً كبيراً من الشهداء هو أصعب شيء في المُعادَلة العراقيّة-؛ حتى يستطيع الطرف العراقيّ أن يملك ناصية التحكـَّم بمُعادَلة المُواجَهة بينه وبين داعش.
وسئل الجعفري عن رد الدول في مؤتمر لندن على شكوى العراق من بعض التلكـُّؤ من قوات التحالف، والدول الغربيّة في تقديم الدعم إلى العراق فقال: "في مُؤتمَر لندن كان هناك تفاعُل، والكلمات التي سمعتها كانت جيِّدة، وتحمل بعض الوعود. أتمنـَّى أن يلتزموا بها.
وسئل الجعفري هل تمَّ تقديم وعود ثابتة لتمويل شيء يُسمَّى صندوق دعم العراق؟ فقال : نحن نـُواصِل جهودنا، وكلَّ إمكاناتنا في سبيل تحقيقه، وهذا الأمر طـُرِحَ قبل أكثر من شهر، وحاورنا كلَّ الأطراف بقدر ما لديه من إمكانات سواء كانت أمنيّة أم غير ذلك من أنواع الدعم.
وحول العلاقات مع فرنسا والدعم المُقدَّم إلى العراق قبل أحداث فرنسا وبعدها قال الجعفريّ: ذكـَّرناهم بالإصابات الإرهابيّة التي أصابتهم، وأنَّ هذه لم تكن أول ضربة -نتمنـَّى أن تكون آخر ضربة- وذكـَّرناهم بهذه المأساة، وقلنا لهم: ما لم نـُقاتِل، وتـُقاتِلوا معنا داعش على الأرض العراقيّة سيُقاتِلونكم على أرضكم، وقد تحقـَّق ذلك - للأسف-، وقلناه في نيويورك وأصيبت كندا، والسويد، وقد تـُصاب بلدان أخرى -لا سمح الله-؛ إذن الحرب واحدة، وجبهاتها مُتعدِّدة.
وخلص الى القول "نحن في حرب ضدَّ داعش، أمّا الجبهات اليوم فرُبّما تكون غداً أو بعد غد جبهات أخرى؛ لذا يجب أن يتعاملوا بمنطق الاستباق، والمناعة الأمنيّة قبل أن يفتك بهم داعش، ويُصيبهم في عُقر دارهم.انتهى



اخبار ذات الصلة