{بغداد : الفرات نيوز} اكد نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس على ضرورة دعم العراق فنيا وماليا في حربه ضد عصابات داعش الارهابية .
وذكر شاويس خلال مشاركته في اجتماع مجلس النواب البريطاني بفرعيه العموم واللوردات ، والذي يعقد في العاصمة البريطانية لندن امس الاربعاء ؛ لمناقشة الحرب ضد داعش ان " وقتكم ثمين ولذلك سأدخل في صلب موضوع اجتماعنا بشكل مباشر ، ولكن قبل ذلك دعوني أقدم خالص الشكر والتقدير للمجتمع الدولي ومؤسساته لما يقدمانه من عمل بغاية الأهمية في العراق يتمثل في تقديم المساعدة والدعم الإنساني الذي تشتد الحاجة له للملايين من النازحين " .
وتابع ان " عصابات داعش الارهابية استطاعت العام الماضي من إحتلال مناطق واسعة في العراق والتسبب في أضرار خطيرة ، وارتكبت هذه الجماعة الإرهابية أفظع الجرائم الوحشية بحق السكان المدنيين ، وأنا متأكد أنكم جميعاً تابعتموها على وسائل الإعلام ، لم يسلم من هذا الكيان أحد أو طائفة ، بما فيهم المسلمون ، والمسيحيون ، والأيزيديون ، والأكراد ، والعرب ، وجميع الأقليات العرقية والدينية ، وجراء ذلك قُتل الآلاف وشُرد الملايين من ديارهم إلى أماكن أكثر أمناً " .
وتابع " عندما بدأت عصابات داعش الإرهابية بمهاجمة كردستان زاحفاً باتجاه أربيل في منتصف عام 2014 ، أنيطت لي مهمة قيادة قوات البيشمركة في جبهة منطقة الخازر ، وهذه الجبهة تمثل خط الدفاع الرئيسي لمدينة أربيل ، وفي ذلك الوقت ولكوني قائداً عسكرياً أدركت مدى أهمية الدعم العسكري المباشر الذي تلقيناه من التحالف الدولي لوقف تقدمت العصابات الإرهابية وقلب المعادلة ، حيث أنه إلى جانب أهمية هذا الدعم العسكري من الناحية الفنية ، فقد ساعد أيضاً في رفع معنويات قواتنا وإدراكهم بأن العالم أجمع يقدم الدعم لهم " .
واضاف " اعتدنا على تلقي المئات وأحيانا الآلاف من الفارين من عصابات داعش الإرهابية يومياً في الفترة الممتدة من تموز إلى أيلول 2014 ، ومرة أخرى كان الدعم الذي يقدمه العالم غاية في الكرم وقد عنى ذلك الكثير ليس فقط بالنسبة لنا نحن القادة والسياسيين ، بل أيضاً للنازحين أنفسهم والشعب الكردي " .
وتابع " وهنا أود الإعراب عن تقديري للأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين لجهودهما في تقديم وتنسيق المساعدات الإنسانية للفئات المحتاجة إليها ، وقد زارنا العديد من الشخصيات الأجنبية على جبهة القتال للتعبير عن التضامن ، وقد كانت البارونة إيما نيكلسون واحدة من بين أول القادمين ، حيث لاقت صورتها الفوتغرافية وهي جالسة على الأرض تعزي أيزيدية كانت قد فقدت زوجها أثناء فرارهم من عصابات داعش الإرهابية استقبالاً حسناً من قبل وسائل الاعلام المحلية ".
واكمل بالقول " أردت فقط إحاطتكم علماً بالوضع الحالي ومدى أهمية دعم العالم سابقاً ولاحقاً ، والآن سأوضح لكم رؤيتنا لجذور المشكلة وكيفية معالجتها على المدى الطويل " .
واوضح شاويس ان " المشكلة بدأت بصراع طائفي ازداد في نهاية المطاف ، لكن عصابات داعش الأرهابية استغلته وجعلت منه حربا مقدسة ضد جميع الأديان والأقليات ، والمشكلة الحالية وكما أراها ويراها الكثيرون تشبه مثلثا متساوي الزوايا ، زاوية تمثل كلمة " الجانب العسكري والأمني " والزاوية الثانية تمثل كلمة "المصالحة الوطنية" في حين الزاوية الثالثة هي كلمة " الجانب الإنساني" ، وعليه لا يمكن التوصل إلى حل سريع نسبياً لهذه المشكلة من خلال تجاوز أي من الزوايا المذكورة أعلاه " .
واشار الى انه " في حال عدم تحقيقنا نصراً عسكرياً نهائياً عن طريق كسر شوكة عصابات داعش الإرهابية وإرادتها للقتال ، وقيامنا فقط بالعمل على الزاويتين الأخريين من زوايا المثلث ، فإن هذا الكيان سيستمر في النمو والتوسع والتهديد ليس فقط للمنطقة ولكن للعالم بأسره ، وإذا لم نعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وفقاً للدستور العراقي وبرنامج الحكومة المُعلن في أيلول 2014 ، فلن يكون لدينا أساس متين للاستقرار السياسي في البلاد ، وبالتالي إستمرار وجود بيئة خصبة لتغذية الإرهاب والتطرف ، وإذا لم نقدم الدعم للنازحين ونوفر الاحتياجات الإنسانية الأساسية لهم سيكون لدينا في نهاية المطاف شعب ساخط غير راضٍ يمكن أن ينتهي بحمل السلاح ضدنا ، وبناءً على ما تقدم لابد من تقسيم العمل والجهد بشكل متناسب على جميع الجبهات الثلاث ، الأ أن العراق ليس لديه القدرات الكافية لعمل كل ذلك لوحده ؛ وذلك كون المشكلة كبيرة ومعقدة ، وبالإضافة إلى ذلك ثقل الأعباء المالية ، خصوصاً بعد التراجع غير المتوقع في أسعار النفط في السوق الدولية ، مما أدى إلى انخفاض كبير في إيراداتنا التي تعتمد بشكل رئيسي على صادرات النفط ".
وازاد بالقول " نحن نحتاج إلى العالم لمواصلة دعمنا فنياً ومالياً في هذه الحرب ضد عدونا المشترك عصابات داعش الإرهابية ، كما نحث العالم لتوسيع الجهود الجارية لوقف تدفق الأموال والمقاتلين الأجانب إلى هذا الكيان المجرم ، مبينا " اعتقد أنه من المهم أن نذكر ان الجهود المذكورة أعلاه يجب أن تليها إصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية شاملة من أجل معالجة جذور التطرف والإرهاب " .
وقال " أود أن أعرب عن تقديرنا وتثميننا لنتائج اجتماع التحالف الدولي الأخير المنعقد في باريس بتأريخ 2 حزيران 2014 ، وإدانته لهمجية عصابات داعش الإرهابية التي تقوم على القتل والتدمير وجرائم الحرب ، ونحن سعداء بوقوف العالم معنا وتأكيده على وحدته وتصميمه في التصدي لهذه العصابات الاجرامية ".
وختم شاويس ان " التهديد الذي أمامنا ليس موجهاً إلى العراق أو المنطقة فقط ، ففي حال عدم تمكننا ودول أخرى في المنطقة من هزيمة هذه العصابات لا سمح الله ، ستجدون داعش الإرهابية وأمثالها على عتبات أبوابكم ، لذلك رسالتي إليكم ومن خلالكم هي دعونا نواصل جهودنا المشتركة لإخراج ودحر هذا العدو المجرم ، وتوفير الإغاثة لضحاياه ومساعدتنا على بناء ديمقراطيتنا ؛ لتمكننا من الإسهام في جعل العالم مكاناً أفضل وأكثر سعادة وأكثر أمناً للعيش فيه " . انتهى ح