{بغداد : الفرات نيوز} اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم اليوم الاثنين ان عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم {قدس} استطاع تحييد الصراع الدولي على العراق وسعى الى بناء الدولة وفق اللامركزية الادارية وسعى الى تشكيل اللجان الشعبية التي هي الحشد الشعبي الان، مبينا ان " قادتنا هم امواج متواصلة تدفع مياه سفينتنا الى الامام ".
وذكر السيد عمار الحكيم خلال كلمه له في الحفل التأبيني الخاص بذكرى رحيل عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم {قدس} حضره مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم "ان عزيز العراق عاش بصمت وكان يفضل المهام البعيدة عن الاضواء ، وعقود من حياته الرسالية والنضالية التي قدم فيها الكثير لم تكن شخصيته معروفة لدى عامة الناس كان يعرفه النخبة ومن يحتك به ومن يعرف مهامه ودواره وكان يعرف المسؤوليات والمهام البعيدة عن الاضواء ".
واضاف " وبعد التغيير كان شخصية متصدية وما سواها كان بعيدا عن الاضواء ، وتصدى الى مهام كبيرة حينما كان الصراع على اشده وتقاطع المصالح قد بلغ ذروته في تلك الظروف كلف بملفات حساسة وشائكة ومعقدة وكان يجيدها ويحسنها واغلب مهامه كانت جهادية وامنية في مواجهة الدكتاتور وتصدى مع عدد من اخوانه لتأسيس حركة المجاهديين العراقيين وهي الاولى من نوعها في العراق في طبيعة العمليات النوعية التي كانت تنفذها ، ومن ثم تراس جبهة عمل الداخل المعنية بشؤون مواجهة النظام في داخل العراق ثم تراس المكتب الجهادي في المجلس الاعلى وثم اصبح نائبا لرئيس المجلس الاعلى" .
وتابع السيد عمار الحكيم "كان لعزيز العراق {قدس} ادوارا مهمة في جماعة علماء العراق وكان عضوا مؤسسا في المجلس الاعلى منذ بداية تاسيسه ومثل المجلس الاعلى في مؤتمرات المعارضة في بيروت ولندن والعديد من البلدان التي عقدت فيها هذه المؤتمرات واسس المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق وهو من المراكز المهمة الرصينة التي احرجت النظام الصدامي لكونه جمع مئات الاف الوثائق التي تدين النظام الصدامي ويعرضها بشكل منهجي على الرأي العام من ناحية وفي الاروقة الدولية والاممية من ناحية اخرى" .
واكمل السيد عمار الحكيم بالقول ان " عزيز العراق {قدس} استطاع ان يبني منظومة من العلاقات السياسية الواسعة ليكرسها للخدمة والدفاع عن المشروع و كان يتسم بالشجاعة والصراحة وكان صريحا الى حد الكسر اذا ماتطلب وشجاعا في اروقة الحوار مع بريمر وغيرها من القيادات الامريكية التي تشهد له بذلك ، كما يشهد له القادة العراقيون الكبار الذين كانوا يشاركونه في تلك الاجتماعات ويتذكرون جيدا المواقف الحاسمة والحازمة والصريحة والنقاش الحاد الذي يصل الى مستوى الصراخ احيانا في الدفاع عن الحق وحقوق الناس ولم يكن يجامل ، ويتعرض الى التهديد احيانا ولم يكن يكترث او يضعف امام هذا التهديد ، وكان مرنا عندما يتطلب الموقف لمرونة وصلبا وصلدا حينما يتطلب الموقف تثبيت الحق ".
وقال "حينما امتدت يد الاثم لتخطف شهيد المحراب {قدس} الى جوار جده امير المؤمنين علي عليه السلام ، كان تحولا دراماتيكيا لكون شخصية بحجم شهيد المحراب وعمقه وبتأثيره وبالتحول الكبير الذي اوجده والتفاف الملايين حوله حينما استشهد اصبحت الامور امام تحول جديد وعزيز العراق كان يمزج بين الالم والحزن العميق الذي ولده غياب شهيد المحراب وبين الاصرار والعزيمة والصلابة التي ابداها في ذلك الموقف الحرج ، وكان اول من خرج على الشاشات وابن شهيد المحراب ومنذ ذلك الوقت وهو يتصدى مع اخوانه بكل قوة وحزم لمواجهة التحديات" .
واكد ان " عزيز العراق{قدس}استطاع ان يملئ الفراغ السياسي وبسرعة رغم بقاء الفراغ المعنوي حيث كان من الصعب لاحد ان يعوض رمزية شهيد المحراب ،في ظرف كانت الساحة ملتهبة مليئة بالتقاطعات والتدخلات من هنا وهناك وفي مثل تلك الظروف وفي خضم التحديات واعادة بناء الدولة العراقية ومع توجه انظار العالم الى العراق ،هذه الصورة المعقدة والتواجد الاحتلال المشرعن بقرارات دولية وانطلاق العصابات الارهابية وانهيار لمؤسسات الدولة وغياب الدستور مع كل هذه التعقيدات تصدى عزيز العراق ليتحمل رئاسة المجلس الاعلى في وقت كانت قوة اساسية في المعادلة العراقية وعندما نذكر بكل هذه التفاصيل حتى نعطي عزيز العراق حقه بالدور الكبير الذي اداه في المجلس الاعلى والائتلاف الوطني الموحد ".
وبين ان " السيد عبد العزيز الحكيم {قدس} تمكن من زراعة نواة حركة تيار شهيد المحراب ومد الجسور مع كل شرائح المجتمع والقوى السياسية واهتم بالمرأة والشباب ورعايتهم وسن السنة الحسنة بالزفاف الجماعي ، وجمع مرتباته لدعم فئات المجتمع وتواصل مع العشائر ،واهتم بمنظمات المجتمع المدني وبعوائل الشهداء والمضحين والمجاهدين وكان يتفقد ويستضيف مجموعات من هؤلاء ويقدم لهم الرعاية المادية والمعنوية الممكنة" .
وزاد السيد عمار الحكيم بالقول" ان عزيز العراق تواصل مع المؤسسة الدينية وكانت له علاقة متينة مع المرجعيات الدينية وكان يضعهم بالاجواء ويستنير بملاحظاتهم في لحظات حرجة كان يبنى فيها العراق الجديد ، وحاول ان يمد الجسور مع الواقع الاقليمي رغم تقاطع المصالح مع البلدان ، وتوجه للجوار الاقليمي بخطاب واضح وصريح وهو مدرك تماما للتقاطعات وتداخل المساحات، وبعدها بلغ في رؤيته السياسية وخطواته الى اقصى مدى عندما استطاع تحييد الصراع الدولي على الاراضي العراقية ، وذهب يجوب عواصم العالم يشرح ويوضح مناشئ الاختلاف والتقاطع ويحدد ملامح الخصوصية العراقية، في وقت كان العالم كله يتساءل عن مصير ومستقبل العراق" .
واشار الى ان" عزيز العراق تحدث مع الحكومة العراقية آنذاك لتشكيل اللجان الشعبية من اجل ارساء الامن لتكون قوة شعبية ساندة للجيش والشرطة لكن الكثير لم يتفهم ذلك ، وقالوا ان عزيز العراق يريد ان يؤسس لمليشا لنفسه.، مشيرا الى ان " اللجان الشعبية التي دعا اليها عزيز العراق {قدس} هي الحشد الشعبي الآن " .
وبين "اليوم لا زالت مساحة مهمة من العراق بيد الارهاب، وهو من اسوء انواع الارهاب الذي عرفه العالم ، فداعش هي اسوء من القاعدة على الرغم من ان كلاهما نمى في رحم واحد ..فيا ترى ماذا ستكون مواقف عزيز العراق لو كان بيننا اليوم ؟ ، بدون شك ستكون نفس المواقف التي اتخذها قبل سنوات، فهو كان يستشرف المستقبل بخطوطه العريضة وليس بتفاصيله ، ولكانت اللجان الشعبية هي النواة للحشد الشعبي، ولكانت اللامركزية هي الحل لإعادة تركيب هيكل الدولة العراقية بعيدا عن المركزية الخانقة والمقيتة ، ولكانت تحركاته الاقليمية والدولية هي صمام الامان للعراق لتقليل حساسية التدخلات الخارجية ".
وتابع " اننا في تيار شهيد المحراب نتعلم من قادتنا كيف نعمل من اجل المستقبل ونحن نستوعب الحاضر ونستقي تجارب الماضي ، وان قادتنا هم امواج متواصلة تدفع مياه سفينتنا الى الامام وسط كل هذه العواصف ومن بين كل هذه الصخور "، مضيفا "لقد تعلمنا من عزيز العراق ان لا نخشى الخطوات الكبيرة لأننا تيار كبير ومسؤوليتنا امام الله والامة والوطن كبيرة ،وتعلمنا من عزيز العراق ان نتواضع ونحن في قمة القوة وان نمد يدنا للآخرين حتى وان انكروا علينا حقوقنا واستحقاقاتنا ، فنحن اصحاب مشروع وقضية ، وتعلمنا من عزيز العراق ان نكون واضحين وصريحين لان الايام تمر ولكن المواقف تبقى تشهد على اصحابها" .
واكد " تعلمنا من عزيز العراق ان نكون جامعين لا مفرقين وان نكون من يتحمل العبء الاكبر في المسؤولية لأن قدرنا ذلك وتأريخنا وعطاؤنا وهمتنا تجعل مسؤوليتنا اعظم ".
وفي الختام اشار السيد عمار احكيم الى ان " الله سيثأر لكل من تراق دمائه على ارض الوطن ، ومن ساند وساعد وغض الطرف عن عصابات داعش سيعم البلاء عليهم ، مشيدا بفتوى المرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي وتلبيتها من قبل ابناء الحشد الشعبي " .انتهى