{بغداد : الفرات نيوز}قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم اليوم ان اللقاءات المتواصلة مع القيادة الكويتية تكشف دوما عن متابعة وحرص والمام بمجمل الاوضاع السياسية في العراق مؤكدا وجود رؤية وحرص وتفهم لطبيعة ما يجري في العراق ، مشيرا الى ان "مبادرة السلم الاهلي حصيلة كل الجهود الخيرة ".
وأوضح السيد عمار الحكيم في مؤتمر صحفي عقده اليوم في جمعية الصحفيين الكويتية ان" هناك رصدا ومتابعة حثيثة من امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسائر المسؤولين الكرام للوضع في العراق ، مضيفا ان "اللقاء به اليوم تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين اضافة الى الوضعين العراقي والاقليمي مقدما الشكر لمبادرة امير الكويت المتمثلة بمساعدة النازحين العراقيين في الظروف الصعبة التي يمرون بها".
وتطرق الى لقاءات "مثمرة ومعمقة" ايضا مع ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وعدد من المسؤولين في البلاد مؤكدا ان مداولاتها اتسمت "بالشفافية والصراحة".
واوضح ان وجود هذه الرؤية والحرص والتفهم لطبيعة ما يجري في العراق "اسعدنا ولم نتعجب من ذلك" مضيفا بالقول "نحن دوما عندما نلتقي بالقيادة الكويتية نجدها ملمة ومتابعة وحريصة" على مجمل الاوضاع السياسية في العراق.
وحول مبادرة {السلم الاهلي وبناء الدولة} التي اطلقها اخيرا اوضح السيد عمار الحكيم انها تمثل حصيلة كل الجهود والمبادرات الخيرة التي اطلقها القادة العراقيون على مدار العقد المنصرم "ولكن بفارق واضح اننا لم نتحدث بهذه المبادرة بلغة الطوائف والقوميات وانما ادرجنا كل الاوراق ضمن مشروع ورؤية" لبناء الدولة العراقية.
واضاف ان" المبادرة تستند على حقوق المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين "وهي اليوم تأخذ حيز الاهتمام الكبير بين القوى السياسية العراقية دراسة واثراء" معربا عن تمنياته بان ينتج عن مثل هذه الملاحظات والدراسات وثيقة عراقية ومطالب وطنية عراقية تخص جميع العراقيين "ولا تتحدث بلغة الطوائف والقوميات".
من جهة اخرى بين رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان "الاوضاع في العراق ليست استثناء عن اوضاع المنطقة الملتهبة اذ يعد العراق جزءا من هذا الواقع لافتا الى التحول الديموقراطي الذي حصل في العراق منذ عقد من الزمان وطبيعة الممارسات الارهابية ما جعل بلاده على المحك وفي ظروف استثنائية".
وتطرق الى التطورات السلبية من القاعدة الى عصابات {داعش}مؤكدا في الوقت ذاته ان "الفرص بحجم التحديات فاذا كانت التحديات كبيرة فهذا يعني ان الفرصة واعدة وكبيرة ايضا".
وعن الوضع الامني بالعراق اشار الى" مرور عام على سقوط الموصل بيد الارهاب مؤكدا ان المبادرة اصبحت الان بيد العراقيين ممثلة بالجيش والشرطة وابناء العشائر والحشد الشعبي والبيشمركة".
وقال السيد عمار الحكيم ان" كل هذه العناوين التي تحمل السلاح تحت يافطة الدولة "تتعاون وتتكامل مع بعضها وتطرد الارهاب الداعشي وتحرر المناطق التي اغتصبت من قبلهم".
وافاد بأن هذا التطور الكبير الذي جعل فيه المبادرة بيد الحكومة العراقية واجهزتها الامنية وابناء الشعب العراقي "لم نجد له استثناء الا في مدينة الرمادي والتي لم تسقط بقتال وانما كان هناك ملابسات نتمنى ان تنتهي لجنة التحقيق والتي كما بلغني بلغت مراحلها النهائية للاعلان عن رأيها في طبيعة الملابسات التي ادت الى سقوط المدينة".
واكد ان" العجز العسكري لم يكن السبب في سقوط الرمادي "فلم يحدث قتال وكانت القوات العراقية تمتلك من العدة والسلاح والامكانات ما يكفي لمواجهة {داعش} في هذه المدينة" مبينا انه "ما سوى هذا الاستثناء ففي كل الساحات الاخرى نحن نحرز تقدما ملموسا وواضحا على الارهاب الداعشي".
وعلى المستوى الاقتصادي افاد السيد عمار الحكيم بأن انخفاض اسعار النفط بشكل كبير وملحوظ واعتماد العراق على النفط بالدرجة الاساس مثل "كبوة" في مجمل الموازنة والامكانات المطلوبة لاسيما "اننا مع مواجهة الدولة لحرب ضروس امام الارهاب".
واضاف ان العراق يواجه صعوبات اقتصادية "ولكننا ننظر لهذا التحدي على انه فرصة لنفتح مجال الاستثمارات بشكل واسع" والاهتمام بالقطاعات الزراعية والصناعية والتجارية بشكل اكبر والخروج من الاعتماد على الاقتصاد الاحادي والاعتماد على كل الفرص والافاق الرحبة في المجال الاقتصادي.
ولفت السيد عمار الحكيم الى " وجود ثلاثة ملايين نازح يعيشون ظروفا صعبة بعيدا عن مدنهم يمثل عنصرا ضاغطا في النطاق المجتمعي معربا عن الامل في تحرير الاراضي العراقية ومن ثم تطهيرها من العبوات والالغام التي يزرعها الارهابيون وتوفير المناخ المناسب لعودة النازحين لمدنهم في اسرع وقت مكن".
وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي اكد ان العراق يخطو خطوات مهمة في مد جسور المحبة والمودة الى دول الجوار ودول المنطقة والى دول العالم اجمع اذ "اصبح اليوم حاضرا وبقوة للدفاع عن قضية تمس الامن القومي للكثير من دول العالم".
وذكر ان التحالف الدولي الذي يقف اليوم ليساعد الحكومة والشعب العراقي في مواجهة {داعش} المكون من 64 دولة يعني ان "عدو العراقيين هو عدو العالم" مشيرا الى ان الجانب العراقي يقوم باتصالات واسعة مع مختلف دول المنطقة والعالم من اجل تعبئة الراي العام الاقليمي والدولي لمواجهة هذا الارهاب ومساندة الشعب العراقي في هذه المعركة.انتهى