{بغداد : الفرات نيوز} ربط رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم واقع العراق اليوم ومايتعرض له من مؤامرات وتحديات وصراعات بالايام التي عاشها الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، وذلك بوجود المنافقين والخوارج الذين كانو يحملون العقيدة المنحرفة وتهديدات جيش الشام في تلك الحقبة ، مبينا ان " داعش تمثل في وقتنا الراهن جيش الشام الذي اوجد في ذلك الوقت حالة من الرعب والذعر كما واجه الامام المجتبى {ع} ست جبهات فتحت بوجهه دفعة واحدة واستطاع رغم ذلك ان يعبئ الامة ويحقق الانجازات في فترة عشرة سنوات وبضعة اشهر.
وذكر السيد عمار الحكيم خلال احتفالية اقيمت بمكتبه في بغداد بمناسبة ذكرى ولادة الامام الحسن عليه السلام " ان الامام الحسن عليه السلام يمثل نهجا اسلاميا اصيلا كما ان الامام الحسين عليه السلام ايضا يمثل نهجا انسانيا اصيلا ، مبينا ان " الامامين الحسن والحسين عليهما السلام امامان قاما او قعدا وهما سيدي شباب اهل الجنة ولهما منزلة عالية ورفيعة لدى الله سبحانه وتعالى لكن اختلفت المواقف ففي ظرف الهدنة وان على الامام ان يهادن وان يحارب اذا تطلب الظرف لذلك ، فالموقف الشرعي والمصلحة العليا هي التي تحدد ان يتعامل الامام مع الوضع , فالادوار تعددت مع وحدة الهدف ، وكل امام بحسب الظروف يجسد الواقع ".
وتابع ان " الامام ولد في سنة 3 للهجرة وفي ايام من المحن والشدائد جاءت البشارة الكبرى بولادته وكانت تمثل تطبيقا للاية الكريمة { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }، ، يارسول الله اعطيناك الخير الكثير وان كان العرب تمتد ذريتهم من خلال ابنائهم ، واذا كانت سنة العرب ان تستمر الذرية من خلال الابناء جعلنا لك منقبة واستمرار ذريتك من خلال بنتك الزهراء عليها السلام ، فاين ال بني سفيان راحوا ونقرضوا هم وذريتهم ،ولكن اين ذرية ال بيت رسول الله امتدوا وانتشروا في جميع دول العالم" .
وتابع ان " ولادة الامام الحسن {ع}اول تجسيد للوعد الالهي وتعد بشارة كبيرة وتدخلت السماء في ادق التفاصيل ، وعندما ولدت السيدة فاطمة{ع} قالت سميه ياعلي فقال ماكنت لاسبق رسول الله {ص} بتسميته ، وجاء رسول الله مهنئ وقال لعلي هل سميته فقال علي لماكنت لاسبقك باسمه ، انت سمه ، فقال {ص} ماكنت لاسبق به ربي عز وجل ، فاوحى الله تعالى الى جبرائيل انه قد ولد لمحمد ابن فهبط وقرأه السلام وهنئه بمولوده وابنه وقل له ان عليا فيك بمنزلة هارون من موسى ، وكان هارون عضد لموسى وعلي اخوك ونفسك فسمه باسم ابن هارون ، لان علي من رسول الله كهارون من موسى ، فقال جبرائيل للرسول ان الله عز وجل يامرك بان تسمه باسم ابن هارون فقال الرسول وما اسم ابن هارون ، فقال جبرائيل شبر ، فقال الرسول لساني عربي فما معناه لان الاسم كان بالعبرية ، فقال يعني الحسن ، وابناء هارون هم شبر وشبير يعني الحسن والحسين ، وكان اسم الحسن غير معروف من قبل لدى الجاهلية ".
واضاف ان " الرسول صلى الله عليه وسلم عق العقيقة للحسن عليه السلام ومع الاسف يكاد يختفي هذا التقليد لدينا في وقتنا الراهن ، فحينما يعق الانسان لوليد يطعم بها الناس يبعد الشر عنه، وقال الرسول {ص} اللهم عضمها بعظمه ولحمها بلحمه ودمها بدمه ، مبينا ان " اشهر الالقاب للامام الحسن هي الامام المجتبى والسبط والسيد ولولي ، ويلقب بسيد اهل شباب اهل الجنة وعدة القاب اخرى ، وكان يتعامل الرسول مع الحسن والحسين تعامل خاص ، حيث كانت الناس بالجاهلية يتباهون بالجفاء وعدم تقبيل الاطفال ، واذا رسول الله يقبل ويحمل الامامين الحسن والحسين عليهما السلام ".
واكمل السيد عمار الحكيم بالقول " ان طبيعة الظروف التي مر بها الامام المجتبى تشعر بالدهشة فكيف استطاع ان يعبئ الامة ويحقق الانجازات في فترة عشرة سنوات وبضعة اشهر ، والحالة التي كانت في ذلك الوقت ، تعاني من انكسار معنوي كما عشناه في وقتنا الراهن في سقوط الموصل وامتداد حالة الرعب ، ففي تلك الحقبة كان الرعب سائد من جيش الشام ، وسبحان الله داعش تاتي اليوم من الشام ايضا , ".
وقال ان " الحقبة كانت تشهد ايضا حالة من التامرات والتواطئ والشبهات والصراعات والاتهامات ومنشورات صفراء ومالشيتات كاذبة والمجتمع مهيء للتعاطي مع تلك الاشاعة والارتشاء المالي والفساد في المؤسسة العسكرية وتواطئ قادة الجيش وبعض رجال الدين مع معاوية الذي استطاع الوصول الى بيت الامام واغراء زوجته ودفعها الى سم الامام وقتله ".
وازاد السيد عمار الحكيم " ان الامام الحسن شرط على معاوية عدم الاعتراف بشرعيته ، وفرض عليه الشروط ظاهر وفيها مغزى ومضمون تدين معاوية لكن الاخير نقض الاتفاق والهدنة وقال شروط الحسن كلها تحت قدمي ، فنكشفت صورة معنية باذهان المسلمين فكيف توقع وتلتزم ومن ثم تقول تحت قدمي ؟!، مؤكدا ان الامام المجتبى استطاع ان يجابه الامور بسعة صدر وحلم وتخطيط دقيق واستثمر الفرص بالامكانات البشرية المتاحة ويهيء الارضية للامام الحسين عليه السلام ليقوم بالخطوة الاحقة ، منوها الى ان " الامام الحسين {ع}تسلم الامامة في سنة 50 للهجرة وفي سنة 61 للهجرة قام بالثورة يعني انه سار على نهج الامام الحسن لمدة 11 عاما ، وقام بالثورة بعد تغيير الظروف وذهاب معاوية وقدوم يزيد ". انتهى