{بغداد:الفرات نيوز} اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ،اليوم السبت، على ان العيد يمر على الشعب العراقي ونحن في تحدٍ وجودي كبير ليس على مستوى العراق فحسب ، وانما على مستوى المنطقة والعالم ، مبينا " اننا تيار رسالي يمتلك مشروعاً واعداً " ، مشيرا الى ان " البعض لديه حساسية مفرطة منا لكننا لانجد في انفسنا ذلك ؛ لأننا واثقون ومدركون لحجمنا " ، مؤكدا على ان " تيار شهيد المحراب يصوب علاقاته وخطابه مع الشركاء في الوطن ومن كافة المكونات " ، منتقدا " المطالب بنظام رئاسي للعراق ويقول" كأننا لم نتعظ من الدكتاتورية " ، لافتا الى ان " الاداء الحكومي مازال دون المستوى ويعاني التلكؤ " ، داعيا الى " اعادة بناء هياكل الدولة والتخلص من البيروقراطية ومكافحة الفساد الاداري والمالي " .
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة له خلال عيد الفطر المبارك القاها في مكتبه الخاص ببغداد اليوم السبت ، انه " يمر علينا هذا العيد ونحن في تحدٍ وجودي كبير ليس على مستوى العراق فحسب ، وانما على مستوى المنطقة والعالم ، فاسمحوا لي ان اقف عند بعض المحاور المهمة في هذه المرحلة الحساسة والتأريخية " ، مخاطبا ابناء تيار شهيد المحراب " كنا ومازلنا وسنبقى نرفع شعار {نراجع ولا نتراجع} ، " ونحن تيار رسالي يمتلك مشروعا واعدا " ، مشيرا الى ان " تجربتنا في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية فيها نتائج ايجابية واخرى سلبية ولم تكتمل بعد " .
واضاف " وقد كانت ومازالت الظروف التي نواجهها استثنائية على مستوى الوطن وامامنا الكثير من النواقص والأزمات التي نتحمل تبعاتها ، وانجزنا مع اخواننا وحلفائنا الكثير من المنجزات التي نفتخر بها ونسعى للمزيد ، وفي الوقت ذاته نجد البعض ممن يستخدم وسائل بعيدة عن الاخلاق والوطنية من اجل الحصول على مكاسب سياسية وقتية ، بينما نجد كثيرين ممن يرفضون هذه الاساليب ، واننا نقيم تجربتنا الحكومية واداء رجالنا ونحدد نقاط القوة والضعف فيهم ، ونعمل على تطوير ادواتنا ونتقبل الانتقاد البنّاء ولكن نرفض وبشدة التهديد والابتزاز " .
وتابع قائلا " لقد قدمنا مبادرات كبيرة وفعالة وقاتلنا دفاعا عن الوطن والعقيدة بصمت وبعيداً عن الشعارات ، وشكلنا سرايا عاشوراء ، وسرايا الجهاد ، وسرايا العقيدة ، وسرايا التركمان ، وسرايا الاهوار منذ الايام الاولى لانطلاق الحشد الشعبي وتواجدنا في اغلب الجبهات بشجاعة وبسالة وانضباط ورفعنا علم العراق وعنوان الحشد الشعبي حتى تصور الكثيرون ان لا حضور لنا في ساحات الجهاد والشرف " ، متسائلا " وكيف لنا ان نغيب ونحن بتأريخنا الجهادي الحافل ، وتيارنا يعرف جيدا تكليفه الشرعي وواجبه الوطني ؟ ، فلا نزايد مع المزايدين ، ولا نتأزم مع المأزومين ولا نستغل مشاعر الناس مذهبياً لتحقيق مساحات جماهيرية زائفة " .
واكد على " اننا نجد ان البعض لديه حساسية مفرطة من تيار شهيد المحراب والمجلس الأعلى ، فيما لا نجد في انفسنا حساسية تجاه احد ؛ لأننا واثقون من انفسنا ، ومدركون لحجمنا ، ومستوعبون لمشروعنا ، ومستشرفون المستقبل بوضوح وواقعية ، ومؤمنون بأن ما كان لله ينمو " ، موصيا ابناء تيار شهيد المحراب ان " لا ينجروا الى الصراعات الجانبية والمواضيع الهامشية غير ذات القيمة ، وان لا يسمحوا للذين يعلو صراخهم ان يكونوا سبباً في تشويش علاقاتهم مع اخوتهم في العقيدة ، فقضيتنا كبيرة وعلينا ان نكون كباراً بحجم قضيتنا ونتحمل اكثر من الاخرين ، كما اوصي بالصبر على الذين يتطاولون عليهم دون وجه حق ، وعليكم ان تعرفوا انهم يحاولون ان يلفتوا الانتباه لانفسهم بتطاولهم عليكم ، وعليكم ان تكونوا القدوة الصالحة وطليعة المشروع وأبناء العقيدة والوطن الغيارى " ، داعيا اياهم الى " تجنب الاصطدام بأصحاب المشاريع المأزومة والجلجلة والصراخ والفوضى " ، قائلا " فأكملوا عملكم بهدوء وراجعوا أنفسكم باستمرار واستمعوا لمحبيكم وحلفائكم واصدقائكم باحترام ، فهؤلاء يصدقون معكم النصيحة وهم الاغلبية الساحقة والحمد لله " .
واستطرد قائلا " اننا في المجلس الأعلى وفي تيار شهيد المحراب نؤكد على ايماننا بالعراق الواحد الموحد والوطن المشترك ، وعلى هذا الأساس نصوب علاقاتنا وخطابنا مع شركائنا في الوطن في الساحة الوطنية ومن كافة المكونات ، ولكن هذا لا يمنع من تسجيل تحفظنا وملاحظاتنا على بعض التجاوزات غير المقبولة ، خصوصا التجاوزات التي تستهدف ثوابتنا العقيدية والوطنية " ، مبينا " ونرى ان بعض السياسيين يهربون من مشاكلهم الداخلية في نطاق الحزب او الطائفة او القومية ، من خلال تصدير هذه المشاكل للساحة الوطنية " ، مؤكدا ان " هذا السلوك يمثل خطراً كبيراً على العراق واستقراره ، والاجدر ان يواجهوا مشاكلهم الداخلية بشجاعة ووضوح بدل الاختباء خلف شعارات طائفية او قومية او مناطقية " .
وزاد كما " اننا بدأنا نسمع عن مطالبات بالنظام الرئاسي للعراق ، وهي مطالب مثيرة للاستغراب وكأننا لم نتعظ من الدكتاتورية وسلطة الرجل الواحد الخارق الذي يهيمن على شعبه ويحكم سطوته عليهم ، ونصيحتي للأخوة الذين يروجون لهذه الاطروحات مع تقديرنا لهم وحسن ظننا بنواياهم ان ينظروا حولهم في منطقتنا المنكوبة ، ويروا حجم الدمار والتخلف الذي سببه النظام الرئاسي الدكتاتوري في دول المنطقة ، وان لا يقارنوا واقعنا بالأنظمة الرئاسية في الدول المستقرة وذات البناءات المؤسسية الرصينة والتجربة الديمقراطية العريقة " .
وافاد " وفي الأداء الحكومي فإننا ندرك حجم التحديات والظروف الصعبة التي تواجه الاخوة المتصدين والتركة الثقيلة التي ورثوها ، الاراضي المحتلة من الارهاب الداعشي والخزانة شبه الفارغة وغياب المأسسة الامنية والعسكرية ، وبالرغم من ذلك تحققت بعض الانجازات المهمة التي يجب ان تحظى باعتراف وتقدير الجميع " ، مشيرا الى " اننا في المقابل نجد ان الأداء الحكومي مازال دون المستوى المطلوب ويعاني التلكؤ بصورة عامة ، وان هذا التلكؤ قد تفرضه الظروف الصعبة التي نمر بها احياناً ، ولكنه قد يكون احياناً اخرى بسبب غياب القرارات الواضحة والحاسمة وضعف الإرادة في الإصلاح والتغيير " .
وذكر انه " مثلما نواجه الإرهاب بقوة وصلابة علينا إعادة بناء هياكل الدولة بحزم وارادة والتخلص من الممارسات البيروقراطية والاقصائية ، ومكافحة الفساد الاداري والمالي في الدولة ، والعمل على انهاء ظاهرة التعيينات بالوكالة ؛ لأنها أساس الفشل الحكومي والاقصاء السياسي ، وكلما مر الوقت دون حسم ملف الإصلاح الإداري والحكومي كلما تأكدنا بأننا لم نخرج بقوة واصرار من مواقع الخلل والعطل ، ولم نصوّب المسيرة بثقة وثبات وبشكل حاسم بالاتجاه الصحيح ، ويحسب ذلك من ايجابيات وسلبيات للحكومة او على الحكومة وطاقمها ، ونحن جزء منها ونتحمل المسؤولية التضامنية بحجم تمثيلنا فيها وتأثيرنا على قرارها ، وعليه فإننا نراقب بدقة وحذر تعاطي الحكومة مع الملفات الادارية والبرنامج الحكومي المقر وجدية الارادة في الادارة الجماعية فنرمي بكل ثقلنا وبكل ما نملك من وسائل وعلاقات لترسيخ الايجابيات والممارسات الاصولية ، ونضغط للابتعاد عن الممارسات الخاطئة في إدارة الدولة ، ونقيم مشاركتنا في الحكومة على اساس هذه المعايير " .
واكد على ان " التحالف الوطني هو البيت السياسي الرصين في الساحة الوطنية ، ولكن للأسف فإن سلوك البعض يجعل منه مؤسسة متلكئة وعاجزة " ، داعيا قوى التحالف الى " ان يجعلوا من تحالفهم الوطني مؤسسة راشدة تنظم اداءهم السياسي ؛ كي يمنعوا من تحولهم الى قبائل سياسية متنافسة ومتقاطعة وضعيفة ، واذا لم نلمس الجدية الكافية لحسم مسارات التحالف الوطني ومأسسته وتنظيم عمله فإننا قد نضطر للجوء الى خيارات بديلة لتقويته ؛ لأننا لانقبل ان يبقى قرار قوى التحالف مجمداً ومعطلاً ورهينة مزاجيات سياسية غير مدركة لطبيعة التحديات التي نواجهها وتعتاش على التعطيل والتأزيم " .
واشار الى ان " ملايين النازحين والظروف القاهرة التي يمرون بها تدعونا لوقفة جادة في معالجة مشاكلهم ، وتسهيل اوضاعهم المعيشية والتسريع في اعادتهم الى مناطقهم حال تحررها من بطش داعش ، وتوفير الخدمات الضرورية لهم في مناطق النزوح وفي مدنهم المحررة ، ووضع آليات مناطقية سريعة للتقييم الامني للمواطنين عبر الاعتماد علي الشخصيات الوطنية الموثوق بها ، والتي اثبتت حرصها ووطنيتها في مواجهة داعش ودعم الحكومة والعملية السياسية من ابناء المناطق وهي فرصة ندعو فيها لتأسيس صندوق دولي لإعادة بناء واعمار المدن المحررة التي دمّرها الارهاب الداعشي " .
واوضح ان " العراق بخير مادامت المرجعية بخير رغم كل التحديات الصعبة والمصيرية التي نواجهها ، وان فتوى المرجعية المباركة هي النعمة الكبرى التي حمت العراق والعراقيين ... وان توجيهات المرجعية ونصائحها وارشاداتها هي البوصلة التي تحدد الاتجاه وتضمن لنا الصمود والانتصار " ، مبينا ان " التصريحات المتشائمة واللامسؤولة التي تصدر من بعض المسؤولين الغربيين انما هي تصريحات لأهداف سياسية ، وليست مبنية على واقع او معطيات على الأرض ، واننا ندعوهم ان يدرسوا تأريخ العراق جيدا ؛ كي يفهموا كيف يفكر العراقيون وكيف عاش العراق في تأريخه الطويل " .
ولفت قائلا " اما تخرصات بعض مرشحي الرئاسة الامريكية الذين انكروا وجود العراق والعراقيين ودعوا الى قصف ابار النفط ، فإننا نشعر بالأسف للشعب الأمريكي ان يكون مثل هؤلاء الاشخاص عديمي الحكمة والعاجزين عن ادراك الوقائع والحقائق هم المرشحون لرئاستهم وقيادة امة كبيرة كالولايات المتحدة الامريكية ، ونقول لهؤلاء ان العراق سيبقى كما كان منذ الاف السنين ، وهؤلاء سيذهبون في طيات التأريخ المنسي ؛ لأنهم يجهلون حقيقة الاوطان والشعوب " ، مؤكدا على ان " معركتنا الوجودية مع الإرهاب التكفيري وصنيعته "داعش" انما نواجه البنية التحتية الفكرية للإرهاب في المنطقة والعالم ، وهذه البنية التحتية التكفيرية موجودة في بعض دول المنطقة ، وعلى هذه الدول ان تدرك ان العالم لن يصمت اكثر امام هذا الإرهاب والفكر المنحرف " .
وبين ان " داعش ليس كائناً غريبا ، وانما هو نتاج فكر تكفيري ظالم ومعوج له جذوره في التأريخ الدموي لأدعياء الإسلام ، فهناك الكثير من الفتاوى التي تحلل قتل المسلمين الشيعة ، وقتل أصحاب الديانات الأخرى وتكفّر الناس من دون تحفظ وهو ما يحدث في دول معروفة ، وبعد كل هذا يقولون ان داعش فكر إرهابي غريب ، انه ليس غريباً وانما هو اكثر وحشية ودموية وتجسيد لتلك الفتاوى المنحرفة " ، مؤكدا على " وجود دول تستفيد من داعش وارهابها ، وتحاول ان تستغل الارهاب الدموي الداعشي ؛ كي تحسم ملفات هي عاجزة عن حسمها بالطرق السياسية المعتادة فلجأت للإرهاب والى التحالف العملي مع داعش لتحقيق اهدافها السياسية ، فالتبرعات والمقاتلون يتدفقون من دول معروفة والحدود مفتوحة مع دول معروفة ، اذن داعش ليست اسطورة ، انما هي مشروع خبيث ومشؤوم وهناك الكثير من الايادي المتورطة فيه " .
وتابع قائلا " ونحن في العراق ندافع عن العالم بالنيابة ؛ لأننا نقف بوجه هذا المشروع الاجرامي الكبير وبإمكانياتنا المحدودة " ، مبينا ان " الذين يفجرون المسلمين الشيعة في المساجد انما يقدمون لنا سبباً وبرهاناً تأريخياً بأننا على طريق الحق ، واننا قدمنا وسنقدّم القرابين والشهداء ؛ لانتصار مشروعنا الانساني لانتصار الحرية والعدالة ، وبالامس شهدنا مجزرة كبيرة في خان بني سعد في محافظة ديالى فأي خسة واي جبن هذا الذي يستهدف المواطنين في الاسواق عشية العيد ، ولهذا نحن حسينيون ما بقينا ، ولهذا يقتلنا التكفيريون بفتاوى وغطاءات شرعية منحرفة ، اننا الضد النوعي للإرهاب والتكفير والظلامية وثقافة سبي النساء وقطع الرؤوس " .
واكد على ان " الحشد الشعبي هو وليد الفتوى المقدسة للمرجعية العليا المتمثلة بالإمام السيستاني {دام ظله} ، وهو صمام الأمان امام الإرهاب والتكفير وهو سلاحنا الأقوى والامضى في حرب الوجود وهو لكل العراق والعراقيين ، ولا توجد تجربة من دون أخطاء او نواقص ، والحشد اليوم ينمو وينضج اكثر ويطور من امكانياته العسكرية والإدارية ، وعلينا ان نصبر عليه ونحميه ونوفر له الغطاء القانوني والسياسي وندعمه في تحقيق مسؤولياته الوطنية النبيلة تدريباً وتسليحاً وتجهيزاً وتمويلاً ، ونهتم بشؤون مجاهديه وعوائلهم واحتياجاتهم ، وفي الوقت نفسه فإن اكبر اساءة نرتكبها بحق الحشد الشعبي حينما نحوله الى أداة في الصراع والتنافس السياسي ، وفرض ارادات وكسر ارادات اخرى ، وعلينا ان نبقي الحشد الشعبي مرتكزاً لقوة العراقيين جميعاً في ضرب الارهاب وتجنيبه الدخول في اي قضية سياسية خلافية تثير الحساسيات منه والقلق من قياداته ورموزه ، وجعله طرفاً بين اطراف فيما انه مشكل من الجميع ويعمل لخدمة الجميع وحماية الوطن والمواطن " .
واستطرد قائلا " اسمحوا لي ان اهنئ الشعب الكويتي الشقيق بأميرهم ، فقد كان انسانا وأبا قبل ان يكون اميرا ، وكان اكبر من التحدي واثبت الكويتيون قيادة وشعباً انهم حكماء واقوياء وأصحاب رؤية ، فقد حولوا مأساتهم الى انتصار وتلاحم ، وهذا كله بفضل قيادتهم المخلصة لهم ولوطنهم " ، مؤكدا على ان " الجمهورية الاسلامية في ايران قدمت نموذجاً راقياً وحضارياً في الحوار والثبات على المبادئ والمرونة في المواقف والقدرة العالية على تبديد الهواجس ، وتفكيك الخصومات وازالة الشبهات واستطاعت ان تقنع العالم بسلمية مشروعها النووي ، وتتجنب الخيارات السيئة عبر الحوار والتفاهم العقلاني ، وتغليب مصلحة شعبها بمفاوضات ماراثونية طويلة وشاقة وبثبات واصرار مدهش ؛ لتكون من الدول القلائل في العالم التي تخرج من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة من دون حروب وقتال " .
وقال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي " اننا نبارك لايران قيادة وحكومة وشعباً هذا الانجاز التأريخي ، وندعو لعلاقات طيبة وبنّاءة معها عربياً واقليمياً ودولياً ، كما وندعو القيادة الايرانية لتفهم الهواجس الاقليمية وتطمين دول المنطقة عبر حوار هادف وبنّاء يتلمس مساحات الالتقاء والمشتركات الكبيرة التي تجمع دول المنطقة مع بعضها ، واسمحوا لي ان أقول كلمة للتأريخ ، واوجهها الى جميع المتوجسين في المنطقة ان إيران بلد حليف للعراق وجار منذ الاف السنين ، وقد حان الوقت كي ينتهي التشويش وخلط الأوراق والاتهامات الموجهة للعراق ازاء هذه العلاقة التي تخدم المصلحة الوطنية العراقية بوضوح ، ونقول للجميع اننا عرب ونفتخر بعروبتنا ، ورسولنا الكريم {ص} كان عربياً ، وقرآننا عربي ، ونحن مسلمون ونفتخر بإسلامنا ، ونحن موالون لأهل البيت ونفتخر ونتشرف بموالاتنا وتشيعنا لأئمتنا ونضحي من اجلهم ، ونحن عراقيون ونفتخر بعراقيتنا ، وسوف نتذكر للأبد كل من وقف معنا في هذه المحنة والتحديات المصيرية ، وايران وقفت وما زالت تقف معنا ولسنا ممن ينكر الجميل لاهله " .
ودعا قائلا " ادعو الاشقاء العرب المخلصين الى النظر الى ايران بعقولهم وبنظرة مستقبلية وليس عبر التاريخ المشحون عاطفيا ؛ لأن المشتركات اكثر من التقاطعات وانتماءنا الى الإسلام والى منطقة واحدة يستحق منا الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة كافة الملفات ، فاذا كان الغرب يجلس ويفاوض ويحاور ويتخذ القرارات الصعبة ويثق ويمضي في بناء المصالح .. فلماذا يبتعد المسلمون عن لغة الحوار والتفاوض وحل الاشكاليات فيما بينهم ، وهم الأقرب لبعضهم البعض مهما تعددت الاختلافات وتقاطعت المصالح " ، مبينا " فمن اليمن الى سوريا الى لبنان والعراق والبحرين ، وصولاً الى العلاقات الإقليمية المشتركة والمصالح الاقتصادية وتنمية دول المنطقة ، كلها ملفات ساخنة وحساسة تحتاج الى الحوار والتفاهم والحل المشترك " .
وبين ان " سوريا اليوم تموت ببطأ ونحن معنيون بالدفاع عن سوريا الدولة والوطن ، فنحن مع الحق الطبيعي للإنسان بالاختيار والحرية ، وكنا ومازلنا متعاطفين مع الشعب السوري ، ومتحفظين على الممارسات الخاطئة ، ولكن المعركة اليوم تعدت حدود الشعب والنظام وأصبحت معركة الدولة ضد اللادولة ، ومعركة الوطن ضد من يمزق ويضيع الوطن ، ومعركة الإنسانية ضد إلارهاب والجريمة المنظمة ، وفي اليمن وبعد 100 يوم من القصف والحرب ، اين الشعب اليمني وأين الوطن اليمني من كل هذا ، وهل سيستمر القصف الى الابد ، وبصالح من هذه العداوات التي تستحكم بين الشعوب العربية والإسلامية ، وستبقى السعودية جارة لليمن كما كانت في تأريخها الطويل فمن الذي سيعالج كل هذه الجروح " .
واختتم كلمته قائلا " اننا في مرحلة تأريخية مصيرية وحساسة ، ولابد ان تنتصر لغة العقل والحكمة والتسامح والتعايش بين الشعوب والبلدان " . انتهى و ح