حيث قال السيد الحكيم في كلمته في الذكرى الثالثة لتأسيس التيار ان "العقد الاجتماعي لعام ٢٠٠٣ لم يعد قادرا على ادارة الدولة ونحتاج الى عقد جديد يتناسب مع المتغيرات وطبيعة المرحلة".
واوضح ابو رغيف في حديث لوكالة {الفرات نيوز} إن "اشارة السيد عمار الحكيم في ختام اعمال الذكرى السنوية الثالثة لانطلاق تيار الحكمة سلطت الضوء على مفاصل عديدة ومحاور أساسية وعندما يتحدث التيار بان العقد الاجتماع لعم 2003 لم يعد قادراً على ادارة الدولة فهذا تحديد واضح ووضع اصبع على الجرح فالمجتمع العراقي تغير بعد 2003 بكبر الاجيال وحركات سياسية توفيت وتلاشت واضمحلت وتراجعت في قبالة حركات سياسية بعضها نما واصبح ظاهرة وبعضها تجدد واستحق التأمل والمراجعة وكل هذه الارهاصات التي شهدها العراق على مدى 17 عاماً كفيلة بان تجعل الحديث عن عقد اجتماعي جديد بات ضرورة سياية وطنية ملحة".
واضاف ان "الحديث عن هذا العقد يبقى في اطار الديمقراطية والتعددية والقبول بالآخر
لم يعد العراق يحتمل رؤية احادية وانتقادات العقود الماضية من حكم البعث فقط بل بحاجة الى تجديد الخطاب الوطني والسياسي وفسح المجال ام طرق التفكير الجديدة في التعامل مع المشهد السياسي والاجتماعي والمشاهد المتعددة".
وبين ان "الحديث عن تغيير في العقد الاجتماعي يجدر به ان يبقى بحدود الديمقراطية والحياة الديمقراطية والتعدد والاختلاف وقبول الاخر ولم يعد العراق يحتمل رؤية احادية، وان يتوكأ فقط على انتقادات العقود الماضية، بحاجة الى تجديد دماء الخطاب الوطني والسياسي وبحاجة الى فسح المجال امام طرق التفكير الجديدة في التعامل مع المشهد السياسي والاجتماعي والمشاهد المتعددة في الحياة العراقية".
وتابع ابو رغيف: "عندما يكون هناك حديث عن ضرورة تغيير العقد الاجتماعي بين الناس وبين الدولة باطرافها واركانها بحسب تعريفات الدولة انه لاتوجد ثوابت وان الحياة يجب ان تخضع للتحولات والتغيرات وهي من سنن التاريخ ومن سنن التطور والتحولات التي تشهدها البلدان"مبيناً أن "تجربة العراق بعد 17 عاماً يمكننا ان نقول انها تجربة غزيرة فيما انطوت عليها".
واكد ابو رغيف ان "تيار الحكمة وهو يحتفل بالذكرى الثالثة لانطلاقه وتأسيسه فهو قدم صورة مغايرة في عن طريقة الاحتفاءات التقليدية بحدث سياسي مهم حيث كانت طريقة الاحتفاء بعقد ورش حوار ولجان تفاعلية رفعت شعار نراجع لنتقدم وفي السنوات الماضية كان الشعار نراجع ولا نتراجع وهذا الطور الدلالي والنحتي في صياغة الشعار هي علامة عافية تضاف الى رصيد هذا التيار الحيوي الذي يمتلك القدرة على المراجعة والنقد الداخلي ومراقبة المسارات بشكل يكاد يكون نادراً في مجتمع سياسي غالباً ما يكون غير مهتم بمراجعة ادواره وانساقه واداءه السياسي السابق".
واشار ابو رغيف للحاجة الى "عقد جديد يتناسب مع المتغيرات طالما ان طبيعة الخطاب وطبيعة المشهد تشكل حضوراً وملمحاً واضحا في تحولات الدولة وكما هو معلوم السيد عمار الحكيم بعد نهاية الورش التفاعلية والحوار الداخلي وبعد هذا الحضور النوعي المميز وباداء وترتيب واعداد مسبق نادر لطريقة اعداد المؤتمر وبالرغم من ظروف الجائحة كان هناك حضور لافت للانظار وناقشت مخرجات وتوصيات الحاضرين في هذه اللجان الحوارية ومن بين ما تناولته كلمة رئيس التيار هي مسألة الانتخابات المقبلة".
واوضح ان "في كل انتخابات عراقية نكون بازاء مرحلة تختلف عن سابقاتها وتكون مؤسسة بشكل اساسي لمراحل لاحقة بها لا يمكن ان تكون اية انتخابات مشابهة للتي سبقتها حيث في الانتخابات القادمة والتي نرجو ان تحصل في موعد مسبق وان تكون مبكرة فعلاً سيكون الامر له نحو اعلى من الاختلاف والمحورية والقيمة الاستراتيجية التي ستحققها هذه الانتخابات لاسباب عديدة من بينها ما شهده العراق بعدا انتحابات 2018".
ولفت الى ان "الحكومة التي تشكلت بعد 2018 لم تستطع ان تكمل اكثر من سنة والحكومة التي جاءت في اعقابها لم تكن مشكلة على طريقة النسق التقليدي الذي اعتيد العمل به طيلة السنوات السابقة حيث جيء برئيس وزراء وفريق عمل حكومي من خارج المعادلة السياسية والانتخابات القادمة سوف تكتسب اهميتها من جوانب اخرى وهي ما سينتج عن هذه الانتخابات بعد فسح المجال لطبقات جديدة وبرامج مغايرة".
واكمل ابو رغيف: "يعتقد تيار الحكمة بانه لم يكن جزءاً من السياق المهيمن على طريقة اداء المشهد قبل 2019، نعم كان حاضراً ولكن التيار انطلق في الرابع والعشرين من تموز 2017 وهذه السنة الثالثة له ولم يكن جزءاً من القوى السياسية التقليدية المعروفة وان كان بعض شخوصه وزعامته في المدة السابقة قد عملت تحت عناوين اخرى".
مضيفا: "لكن اليوم نحن نتكلم عن تيار الحكمة الوطني نحن نناقش فكرة تيار الحكمة منذ انطلاقه وانبثاقه وتاسيسه، نناقش ادبياتنا ومخرجاتنا وليس امراً ملزماً لهذا التيار ان يناقش مخرجات المشهد السياسي قبل انبثاقه".
واوضح ان "هناك مسألة اخرى وهي مسألة حرص الجهات الاساسية وعلى رأسها المرجعية الدينية التي تمتلك سلطة النصح الاعلى والامم المتحدة والمراقبة والمتابعة والمشهد الاقليمي ودول الجوار والمشهد الدولي والعالمي والمجسات الداخلية والشباب والوعي الجديد كل هذه ستسهم في نسق جديد في تحديد معالم جديدة للساحة السياسية العراقية ولطريقة ادارة الدولة".
وزاد: "لا يستطيع احد ان ينكر ان هناك اخفاقاً وان هناك مشهداً مهلهلاً انتجته العملية السياية بعد 17 عاماً بكل ما لها وما عليها من ملابسات بدءاً من دخول القوات الامريكية وخروها ودخول داعش وخروجه، والكثير من يتحمل هذه الاخفاقات".
وعن الانتخابات قال ابو رغيف ان "هناك حديث عن نسبة مشاركة العراقيين في الانتخابات الاخيرة وكان هناك نسبة تتراوح من 42 الى 49 بينما ان التقارير الواقعية التي نتفق معها تشير الى مشاركة 22 الى 25 بالمئة وهي نسبة ضئيلة وكانت هناك ضغوط وكانت هناك ممارسات قسرية والتزوير لا يقتصر فقط على الصناديق والاصوات والماكنة ولا التدخلات المعروفة فهناك تزوير ارادات ونشير الى الطريقة القسرية باقتياد بعض المواطنين والضغط عليهم لاجبارهم على انتخاب شخصيات معينة وهي امور دفعت الناس والشباب الذين خروجوا للتضامن مع الاصوات المعرتضة على الواقع السياسي في العراق وعلى النظام القائم".
محمد المرسومي