• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 23:06:40
{بغداد: الفرات نيوز} بدأ خيط الجريمة والإرهاب بالانكشاف حين القت القوات الأمنية القبض على سائق (التريلة) ‏‏(أحمد) بعد أن شكت بأمره، وحال نزوله منها اتضح حمله لعناصر مشبوهة في سيارة الحمل ‏التي يقودها. لم يكن الأمر صعباً على السلطات الأمنية بانتزاع الاعتراف من (أحمد)، فحال ‏وقوعه في قبضة العدالة انسابت كلماته أمام قاضي تحقيق صلاح الدين.

وقال: "أنني أحد الزمر المنتمية الى تنظيم داعش الارهابي حيث رددت البيعة لزعيمه الذي أسند لي ‏العمل كناقل لصالحهم.‏
وفي إجابته على سؤال القاضي عن تحديد عمله أجاب: "كنت أنقل ملابس العصابة وأجهزة ‏الاتصال الخاصة بهم اضافة الى بطاريات الشحن، أما مسار طريقي فكان محدداً من محافظة ‏أربيل حتى قضاء سامراء".‏
وفي حديثه عن آخر مهامه قبل القاء القبض عليه، أجاب قائلا:‏
كنت أحمل بالعجلة التي أقودها عنصرين من عناصر التنظيم كلفت بنقلهم من اربيل الى ‏قضاء الدور في محافظة صلاح الدين. لم أتحدث معهما لكنني ظننتهما من القومية الكردية ‏حيث كانا يحملان حقائب سفر بشكل يوحي أنهما سيبقيان لفترة طويلة في صلاح الدين. قمت ‏بإنزالهما الى المنطقة الصحراوية الواقعة بين قضائي سامراء والدور ليلتحقا بفلول التنظيم ‏القاطنين هناك.‏
خدعني صديقي ليوقعني بفخ الدواعش!‏
بنظرات حائرة انسابت كلمات (أ.ع.ك) أمام قاضي التحقيق ليقول:‏
كنت طالباً في كلية الآداب التابعة لجامعة سلجوق في تركيا حيث أنني مواطن تركي من ‏القومية الكردية، تعرفت بالجامعة على صديق عراقي من كردستان يدعى (هـ) كان يدرس ‏بذات الكلية التي أدرس فيها. ومع تطور المعرفة بيننا دعاني ذات يوم الى زيارة مدينته ‏‏(أربيل)، وبالفعل رافقته اليها بحكم الصداقة والمعرفة، لكن حال وصولنا هناك وجدت أنه لا ‏يرغب باصطحابي الى منزله لنقضي يوم وصولنا بالتجول في الاسواق ومن ثم المبيت في ‏غرفة خلف كراج اربيل.‏
في اليوم الثاني طلب مني (هـ) مرافقته الى بغداد حيث استقللت وإياه سيارة حمل من نوع ‏‏(تريلة) عرفت أن (هـ) يعرف سائقها المدعو (أحمد) ليتم وضعنا بالحوض الخلفي للسيارة، ‏قطعنا كل تلك المسافة معه وبعد عبورنا سيطرة جسر تكريت وصلنا الى منطقة تدعى ‏بـ(الزلاية) لينزلنا السائق (احمد) فيها على الشارع العام.‏
كان الوقت حينها يشير الى الساعة الواحدة والنصف فجراً حيث قمنا بالمشي على الأقدام لمدة ‏ثلاث ساعات ونصف ليحضر ملثمان يرتديان الملابس العسكرية اقتادانا بزورق عبرنا به نهر ‏دجلة لنصل الى منطقة الزلاية حيث وجدنا تسعة أشخاص وخيمتين تعلوهما راية داعش لنلتقي ‏بأفراد المجموعة وهناك فوجئت أن لصديقي (هـ) لقباً داعشياً هو (صلاح الدين).‏

الانخراط بالتنظيم والهروب منه
يقول المتهم "منحوني كنية داعشية لقبت خلالها بـ (خالد) وبقيت معهم مدة (32) يوما قررت ‏بعدها الهروب منهم. حصل ذلك أثناء ذهابي مع ثلاثة من عناصر التنظيم لجلب المواد ‏الغذائية، فقد أخبرتهم حينها بحاجتي للابتعاد عنهم قليلا لقضاء حاجة، وحال ذهابي سارعت ‏بالركض لمدة ساعة ونصف لألوذ بأحد الدور الذي أخبرت قاطنيه بأمري طالبا منهم الاتصال ‏بالشرطة لتسليمي إليهم. لم يمض وقت طويل على الاتصال حتى وصلت مفرزة أمنية سلمت ‏لها نفسي".‏
المواجهة
في الموقف واجه (أ.ع) السائق (احمد) الذي عرفه من صوته وقد حاول مراراً أمام قاضي ‏التحقيق إنكار انتمائه لعصابات داعش الارهابية ليصل به الأمر الى تملصه من دينه بقوله ‏‏(أنني ملحد) الفكر. ثم أنكر ارتكابه أية جريمة أثناء تواجده مع زمر التنظيم الارهابي (رغم ‏قضائه 32 يوماً معهم) نافياً إن يكون قد بايع او تسلم سلاح بشكل يخالف عقائد التنظيم ‏الارهابي!.‏
اثناء فترة احتجازه أخبر (أ.ع.ك) القوات الأمنية عن مكان مقرات العصابات الإرهابية ‏ومضافاتهم التي تواجد فيها وفعلا تم العثور عليها من قبلهم.‏

حكم القضاء
من خلال وقائع الدعوى وأدلتها المبسوطة على النحو المتقدم اتضح للمحكمة أن المتهم ‏‏(أ.ع.ك) تركي الجنسية قد اعترف اعترافاً مسؤولا تحقيقياً ومحاكمة بالانتماء للتنظيمات ‏الارهابية والعمل معهم من خلال حضوره من تركيا وتواجده مع افراد المجموعة لمدة (32 ‏يوما) وهم يحملون مختلف الاسلحة ومعروفين بحملهم الافكار الارهابية الداعشية المتطرفة، ‏حيث أقر المتهم باعترافهم مضافا الى اقوال الشاهد (احمد) الذي أكد قيامه بنقله مع رفيق له ‏الى ذات المكان الوارد في أقوال المتهم بناءً على اوامر التنظيم وتعزز اعتراف المتهم بقرينة ‏استهداف تلك المجموعة وقتلهم من قبل القوات الأمنية بناءً على المعلومات الواردة في ‏اعترافه لتكون الادلة كافية ومقنعة لتجريمه مما تقدم.‏
القصاص
تم الحكم على المجرم (أ.ع.ك) تركي الجنسية بالسجن لمدة خمسة عشر سنة استناداً لأحكام ‏المادة الرابعة/1 وبدلالة المادة الثانية/1و3 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 ‏واستدلالا بالمادة 132/1 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل عن جريمة ‏الانتماء الى تنظيم داعش الارهابي والتواجد في المضافات مع عصابات داعش والعمل ‏لمصلحتهم.‏

اخبار ذات الصلة