المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وبحسب تقرير نشرته شبكة الإذاعة العامة الوطنية الأمريكية، ساهمت جاذبية السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة وأساليب التسويق واسعة النطاق التي تستخدمها شركات السجائر الإلكترونية في الانتشار المستمر لعادات التدخين الإلكتروني بين هذه الفئة السكانية، حتى مع انتقالهم إلى مرحلة البلوغ.
وسلطت دراسة حديثة أجريت في كولورادو الضوء على اتجاه مثير للقلق، حيث يستمر جزء كبير من المراهقين السابقين في استخدام السجائر الإلكترونية في الانغماس في هذا الفعل كشباب بالغين، مما يؤدي إلى إدامة ما أطلق عليه الخبراء ظاهرة "جيل السجائر الإلكترونية“.
ويروي احد الطلاب السابقين في جامعة كولورادو بوضوح ذروة إدمانه على السجائر الإلكترونية خلال سنوات دراسته الجامعية، قائلا إنه بدأ باستخدام السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، بمعدل 1200 نفخة في الأسبوع، ثم ازداد الأمر تعقيدا. وعلى الرغم من الاعتراف بالآثار الصحية الضارة والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالتدخين الإلكتروني، أكد أنه يكافح للتحرر من هذه العادة بسبب الطبيعة المتأصلة لإدمانه عليها.
وبين الخبراء أن سبب الطبيعة الراسخة لهذه العادة هو أنه بالنسبة للعديد من الشباب، أصبح التدخين الإلكتروني بمثابة رد فعل لا إرادي متأصل على مدار سنوات من الاستخدام المستمر.
وفي حين حققت الجهود المبذولة للحد من تدخين السجائر الإلكترونية في سن المراهقة بعض النجاح، تشير البيانات الحديثة إلى ارتفاع مثير للقلق في معدلات تدخين السجائر الإلكترونية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاما، في الفترة من 2020 إلى 2022.
واكد ديلاني روستون، طبيب الرعاية الأولية ومخرج الأفلام الوثائقية، على الطبيعة الإدمانية للنيكوتين، وخاصة فيما يتعلق بتطور العقول، إذ تم تسهيل الانتقال من تجربة المراهقين إلى الإدمان الراسخ من خلال إمكانية الوصول والتطبيع الاجتماعي للسجائر الإلكترونية؛ مما أدى إلى إدامة دورة التبعية في مرحلة الشباب.
كما أن تفاقم عادات التدخين الإلكتروني خلال جائحة كوفيد-19 أكد بشكل أكبر على الطبيعة المتعددة الأوجه لأزمة الإدمان. وقد سلط الخبراء الضوء على تأثير العزلة الاجتماعية والقلق المتزايد على سلوكيات تعاطي المخدرات بين الشباب، والتي قد تزيد من انتشار عادات التدخين الإلكتروني.
مع استمرار الجدل حول دور السجائر الإلكترونية في الإقلاع عن التدخين، تشير البيانات إلى أن غالبية مستخدمي السجائر الإلكترونية من الشباب البالغين لم يشرعوا في استخدام السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن التدخين. ويتحدى ستانتون جلانتز، الباحث في مجال التبغ، التأكيدات التي تقول إن التدخين الإلكتروني يساعد على الإقلاع عن التدخين، ويسلط الضوء على الانتشار غير المتناسب لتدخين السجائر الإلكترونية بين الشباب مقارنة بالفئات العمرية الأكبر سنًّا.
وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي يفرضها إدمان النيكوتين، فإن الدعم من برامج الإقلاع عن التدخين والتصميم المطلق يمكن أن يساعد الشباب في التغلب على الرغبة الشديدة النفسية المرتبطة بإدمان السجائر الإلكترونية، مما يوفر منارة للإقلاع وسط أزمة الصحة العامة المنتشرة.