وقال في كلمة متلفزة: "باعتزازٍ كبير وشعورٍ أكبر بالمسؤوليةِ الأخلاقية والوطنية أتشرفُ بقبولِ تكليفي بمهمةِ تشكيلِ الحكومةِ الانتقالية للمرحلةِ المقبلة".
واضاف: "أودُّ هنا أن أتقدمَ بوافرِ الشكر والتقديرِ لسيادةِ رئيسِ الجمهورية برهم صالح على هذا التكليف ، كما أعبّر عن الامتنان للسادة قادة الكتل السياسية وأعضاء مجلس النواب الذين منحونا ثقتهم للقيام بمهام المرحلة المقبلة".
وتابع: "شكرا للمرجعية التي اثبتت انها مع تطلعات الشعب العراقي بكافة فئاته منذ سقوط النظام البائد و الى الان و في احرج الظروف كانت سندا للشعب و الدولة العراقية سواء في دعمها او نقدها و تصحيحها للمسيرة".
وزاد: "كما أتوجهُ بالثناءِ والتقديرِ العظيمين لبطولاتِ وتضحياتِ اخواتي واخواني المرابطين منذ شهور في سوح الاعتصام و التظاهر بحراكِهم السلمي من أجلِ التغيير والمطالبةِ بالحقوقِ المشروعةِ لبناء دولة المؤسسات. وأنحني إجلالاً لأرواحِ الشهداءِ وإكراماً لدماء الجرحى من المتظاهرين السلميين وقواتِنا المسلحة، ممن استرخصوا أرواحَهم ودماءَهم لبلوغِ الحياةِ الحرة والكريمة التي يستحقُّها منا العراقُ العزيز وتليقُ بالعراقيين الغيارى".
وبين الزرفي إنه "حرصاً منا على إداءِ المسؤوليةِ المنوطةِ بنا وتأكيداً لشرفِ الواجبِ الذي حُمِّلنا به فأننا سنحرصُ ونبذلُ كلَّ ما يجبُ بذلُه من أجلِ تحقيقِ ما يلي:
١- التحضيرُ لإجراءِ انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة وشفافة، بالتعاون مع ممثلية هيئة الأممِ المتحدة العاملة في العراق وخلال مدةٍ أقصاها سنةٌ واحدة من تشكيل الحكومة القادمة. وتقديمُ كافة متطلباتِ الدعمِ اللوجستي للمفوضيةِ العليا للانتخابات، وبما يضمن توفيرَ المُناخاتِ الملائمة لإجراءِ الانتخاباتِ المرتقبة.
٢- إيلاءُ الجهدِ الأكبر لمواجهةِ خطرِ تفشي وباء كورونا وتقوية ودعم خلية الأزمة بكل مفاصلها، واتباع السياقات العلمية المعمول بها حالياً في دول العالم المتقدمة، وعلى نحو طارئ لحماية شعبنا من هذا الخطر الذي يهدد اليوم العالم بأسره. دعاؤنا أن يحفظَ اللهُ شعبَنا وعمومَ المجتمعِ الإنساني من هذا الوباء.
٣- التعجيلُ بإرسال موازنةِ سنة ٢٠٢٠ الى مجلس النواب للمصادقةِ عليها. وذلك بعد إعادة النظرِ في إمكانيةِ زيادةِ الإيرادات وخاصة غير النفطية منها والحدِّ من الإنفاقِ غير الضروري لمعالجةِ العجزِ المالي، وإتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة تداعياتِ الهبوطِ الحاد في أسعارِ النفط.
٤- العملُ على حصرِ السلاح بيدِ الدولةِ والقضاءِ على كلِّ المظاهر المسلحة، وبسطِ سلطةِ الدولة، وتعزيزِ استعادةِ السلمِ الأهلي التام والتعايشِ المشترك بين الجميع على اختلافِهم وتنوعِهم، الجميعِ على حدٍّ سواء ومن دون تمييز.
٥- حماية امن المتظاهرين والناشطين والتأكيد على حرمة التعرض لهم والاستجابةُ لمطالبِهم المشروعة في تحقيق العدالةِ الاجتماعية وتوفيرِ فرص العمل وتحسينِ مستوى الخدمات الأساسية، والعملُ بجدٍّ على ملاحقةِ القتلة والكشفِ عن هويةِ مَن كان وراء سقوطِ آلاف الجرحى من المتظاهرين السلميين ومن قواتِنا المسلحة، وتقديمِهم للقضاء. فضلاً عن رعايةِ وتكريم عوائل الشهداء الضحايا والاهتمام بمعالجة الجرحى.
٦- إعتمادُ سياسةٍ خارجية قائمة على مبدأ العراق اولاً والابتعادِ عن الصراعاتِ الإقليميةِ والدولية التي تجعلُ من العراقِ ساحةً لتصفيةِ الحسابات، ليكونَ العراقُ للعراقيين أولاً. ولتكونَ المصالحُ العراقية العليا هي البوصلة التي تحدد اتجاهات تلك المواقف و العلاقات.
٧- السعيُ للانفتاحِ على جميعِ دول الجوار والمنطقة وعمومِ المجتمع الدولي، بما يحفظ استقلالَ العراقِ كدولةٍ ذاتِ سيادة، وشريكٍ أساسي وفاعل في محاربة الإرهاب العالمي، وعاملِ استقرار في المنطقة.
٨- إعادة النازحين والمهجرين الى مدنِهم وقراهم، وتوفيرُ سبلِ العيش الآمن ومتطلباتِ الحياةِ الكريمة.
٩- التصدي بحزمٍ للفساد المستشري في وزاراتِ الدولة والمؤسساتِ المختلفة وقطعِ دابرِ المفسدين، والحرصِ على ملاحقتِهم قضائيا وإستعادة الأموالِ المنهوبة.
١٠- العملُ على خلقِ بيئةٍ استثمارية جاذبة لرؤوسِ الأموالِ المحلية والأجنبية. ودعمُ وتنشيطُ القطاعِ الخاص للإسهامِ وبقوةٍ في إعادةِ البناء والإعمار. وتوفيرُ المزيدِ من فرصِ العملِ وتحريكُ عجلة الاقتصاد.
١١- السعي لحل المشاكل العالقة مع حكومةِ إقليم كردستان وتقديم الدعم اللازم للمحافظات والحكومات المحلية والوصولِ الى حلولٍ ومعالجاتٍ جدية لتخطي كلِّ العقباتِ.
١٢- تطوير المؤسسات الأمنية و العسكرية و دعم هيئة الحشد الشعبي وقوات البيشمركة بإعتبارهما جزءاً من المنظومةِ العسكرية للبلاد. والاستمرار في التصدي لفلولِ داعش الارهابي. وضبطُ الحدود بما يحفظ أمنَ العراقِ وسيادتَه.
واختتم قائلاً: "أتمنى مخلصاً على جميعِ أبناء وطننا وفي مقدمتِهم الشبابُ المعتصم في سوحِ التظاهر، واخواني واخواتي في مجلسِ النواب والقوى السياسية ان يكونوا عوناً لنا في تنفيذِ هذه المهام، لنجتازَ معا الظرفَ الراهن والحرج الذي يمر به بلدنا العزيز وشعبنا الكريم، لنشرع في إعادةِ بناءِ الدولة على أسسٍ سليمة، دولةِ المؤسساتِ والمواطنة التي يعيش فيها الجميعُ بحريةٍ وعدلٍ وكرامة وسلام، لقد حان الوقت لأن نؤكدَ هويتَنا العراقية، ونعيدَ للعراقِ مجدَه وعِزّه، ليرتقيَ إلى مكانتِه الرفيعة بين دولِ المنطقة والعالم". انتهى
محمد المرسومي