• Sunday 19 May 2024
  • 2024/05/19 14:34:24
كيف يتم عقد القران إذا كان الزوج يعاني الصم والبكم؟ قاض: قد نلجأ للاستعانة بالكتابة أو خبير إشارات معتمد ‏

{بغداد: الفرات نيوز} ضمن القانون العراقي حقوق مزدوجي العاهة {الصم والبكم} في إتمام عقد الزواج، لاسيما أن مشكلتهم ‏تكمن في عدم قدرتهم على التعبير شفاها بالإيجاب أو القبول للعقد أو الاستماع إلى فقراته، فيما يؤكد ‏متخصصون أن هذه العاهة قد لا تؤثر في أهلية الزواج، مشيرين إلى وسائل عدة لإتمام عقد الزواج.‏
يقول القاضي ناصر عمران قاضي أول محكمة الفهود في استئناف ذي قار الاتحادية أن "مزدوج ‏العاهة وهو من كان أصم أبكم أو أعمى وتعذر عليه التعبير عن إرادته، أجاز القانون العراقي للمحكمة ‏أن تنصب عليه وصيا وتحدد تصرفاته"، لافتا إلى إن "مزدوج العاهة هو الذي اجتمعت فيه عاهتان من ‏ثلاث عاهات وهي {العمى والبكم والصم} وهو ليس بناقص الأهلية لان التمييز عنده كامل إلا أن ‏العجز الطبيعي لديه هو التعبير عن إرادته". ‏
ويفصل القاضي عمران في حديث إلى "القضاء" بشأن أن المحكمة في وضع الوجوب أم الجواز في ‏تنصيب الوصي على مزدوج العاهة، معتبرا إياها "مسألة جوازية وهو ما نصت عليه المادة (104) من ‏القانون المدني العراقي رقم 40 لسنة 1951 المعدل"، لافتا إلى أن "الزواج عقد بين رجل وامرأة تحل ‏له شرعا غايته إنشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل حسب المادة (الثالثة) من قانون الأحوال الشخصية ‏رقم 188 لسنة 1959 المعدل وعلى ضوء ذلك فان العقد ينعقد بتحقق أركانه وشروطه وأهمها انعقاده ‏بإيجاب من احد العاقدين وقبول من الآخر وكلاهما بحاجة إلى التعبير لغة أو عرفا لينعقد العقد وشروط ‏الانعقاد".‏
ويبين عمران أن "الصحة في عقد الزواج اتحاد مجلس الإيجاب والقبول وموافقة القبول للإيجاب ‏وسماع كل من العاقدين كلام الآخر واستيعابه بأنه المقصود عقد الزواج"، متسائلا "ما هي الآلية ‏المعتمدة في انعقاد عقد مزدوج العاهة سواء أكانا طرفي العقد مزدوجي العاهة ام كان احدهما في ‏التطبيق العملي"، ويذكر أنه في هذا الحال "يتم انتداب خبير في الإشارات من دائرة الرعاية الاجتماعية ‏مسجل في سجل الخبراء وإذا لم يكن مسجلا في سجل الخبراء فيحلف اليمين على أداء المهمة المكلف ‏بها وهي إظهار أو استجلاء إرادة مزدوج العاهة بحيث يفهم هو والعاقد الآخران المقصود هو عقد ‏الزواج سواء أكان بوضع صدور الإيجاب او القبول".‏
ويشير القاضي عمران الى انه "في بعض الأحيان يتم الاعتماد على ذوي مزدوج العاهة في الترجمة ‏وقد ترى بعض المحاكم إصدار حجة وصاية لمزدوج العاهة".‏
ويذكر القاضي أن "من المواقف العملية التي واجهتني اثناء أداء عملي كقاض للأحوال الشخصية هو ‏ان احد طرفي العقد وكانت الزوجة مزدوجة العاهة {صماء بكماء} وحين أردت انتداب خبير إشارة ‏للتعبير عن إرادتها اتضح إنها تقرأ وتكتب وقد أظهرت إرادتها بالكتابة وموافقتها على الزواج وتم ‏تثبيت ذلك أصوليا".‏
‏ ويعرج القاضي على أن "الأهلية القانونية لمباشرة الحقوق المدنية هي بلوغ الشخص سن الرشد والذي ‏يعني بلوغ سن {18 سنة} ويكون متمتعا بقواه العقلية حسب المادة {46} من القانون المدني ولحماية ‏مزدوجي العاهة فان القانون أجاز للمحكمة تنصيب وصي عليه وتحدد تصرفات هذا الوصي".‏
ويلفت إلى ان "القانون المصري لا يختلف عن القانون العراقي إلا باختلاف التسمية حيث يسمي ‏الوصي المنصب على مزدوج العاهة {المساعد القضائي} وهو تمييز لمزدوج العاهة الكامل الأهلية ‏عن غيره {ناقصي الأهلية}، أما إذا كان مزدوج العاهة  قد أكمل الخامسة عشرة من العمر فله الحق ‏بتقديم طلب إلى القاضي للحصول على الإذن بالزواج بعد أن يثبت الأهلية والقابلية البدنية وموافقة وليه ‏الشرعي وحسب المادة الثامنة /1.‏
وأكد أحقية "القاضي أن يأذن بزواج من بلغ الخامسة عشر من العمر إذا وجد ضرورة قصوى تدعو ‏إلى ذلك ويشترط لإعطاء الإذن تحقق البلوغ الشرعي والقابلية البدنية ويتم ذلك عن طريق الرأي الطبي ‏وآلية التعبير عن إرادة مزدوج العاهة الذي لم يبلغ سن الرشد بذات الآلية وهي انتداب مترجم أو خبير ‏إشارات من دائرة الرعاية الاجتماعية".‏
من جانبها قالت المحامية غفران الطائي ان "حالات الزواج بين الصم والبكم كثيرة وترد إلى المحاكم ‏لاسيما فيما بين الطرفين ذات العاهة المشتركة وأحيانا يكون طرف واحد فقط".‏
وتشير الى أن "القانون العراقي نظم من خلال مواده طريقة إتمام العقد من حيث تأكيد الإيجاب والقبول ‏بدون ضغوط وبالإرادة، وكذلك فصل لكل حالة لمن هم بالغو الأهلية وعدم البالغين وأجاز لكل منهم ‏طريقة للتعاقد"، مبينة إن "حالات زواجهم اعتيادية وموجودة في كل الدول ونضمتها قوانين لإثبات ‏الأهلية والموافقة وضمان الحقوق لهم لعدم قدرتهم على الكلام أو السمع".‏

رغد دحام

اخبار ذات الصلة