ويحاول رئيس الوزراء إنشاء نموذج مختلف للعراق ويؤكد على السيادة ومكافحة الفساد وعلاقة تدريب عسكري مستدامة مع الولايات المتحدة، هذا ما قالته صحيفة "واشنطن بوست" عنه.
وشرح الكاظمي رؤيته في مقابلة مطولة الخميس، بعد لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس دونالد ترامب، ويبدو أنه وترمب مرتاحان في الوقت الحالي لعلاقة عسكرية يبقى فيها عدة آلاف من القوات الأميركية في العراق لتدريب القوات المحلية، دون أي جدول زمني حتى الآن لانسحابهم.
وبالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة في التوسع العسكري في العراق، متبوعًا بتراجع متسرع، فإن هذا النهج هو تغيير مرحب به. من الواضح أن الدور القتالي للولايات المتحدة هناك انتهى، لكن يبدو أن الدعم العسكري المحدود سيستمر وهذا هو التوازن الصحيح.
وعلى الرغم من كل خطابات ترامب السابقة حول العراق، فقد كان ودودًا بشكل مفاجئ في اجتماعه مع الكاظمي، ووصفه بأنه "رجل نبيل محترم للغاية" ووصف العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق بأنها "جيدة جدًا".
وتضيف الصحيفة أن الكاظمي وجه جديد مثير للاهتمام في المنطقة فقد كان رئيسا للمخابرات ثم أصبح رئيس وزراء مؤقتًا في مايو آيار الماضي، بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للفساد من قبل الشباب العراقي والتي أصابت البلاد بالشلل.
وقال الكاظمي: "لسنا بحاجة إلى قوات قتالية أميركية في العراق" الآن بعد هزيمة داعش. "نحن بحاجة إلى قوات أميركية تركز على التدريب وبناء القدرات".
وأضاف أن القادة العراقيين السابقين كانوا "خجولين" بشأن الاعتراف بالدعم العسكري من الولايات المتحدة "نعتقد أن هذه العلاقة لا تدعو إلى الإحراج"، مضيفا "إنه شيء يجب أن نفخر به".
وأوضح الكاظمي أن بعض الأسئلة الصعبة لا تزال دون حل، بما في ذلك استخدام الولايات المتحدة للمجال الجوي العراقي و"خارطة الطريق" لإعادة انتشار القوات الأميركية، وستتناول هذه القضايا في "حوار استراتيجي" مشترك بين البلدين.
ويسعى الكاظمي أيضًا إلى تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وقال إنه ناقش التنسيق السعودي العراقي بشأن النفط والسياسة الاقتصادية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي يوم الأربعاء، قبل يوم واحد من لقائه مع ترامب.
ويتحدث الكاظمي عن مستقبل شبيه بأوروبا لمنطقته، مع تدفقات أكثر حرية لرأس المال والتكنولوجيا. ويعتزم أن يلتقي الأسبوع المقبل في عمان بالأردن بقادة مصر والأردن لمناقشة هذا النهج، وسيسافر قريبًا إلى السعودية. ولدى سؤاله عن التطبيع الأخير للعلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، قال الكاظمي بإجابة دقيقة: "هذا قرار إماراتي، ولا ينبغي لنا التدخل".
وردا على سؤال حول أجندته، أورد الكاظمي سلسلة من المبادرات التي تتناول الصحة العامة والاقتصاد. لكنه قال إنه من أجل إحراز تقدم في كل مجال، فإن "القضية الأكثر أهمية هي الفساد". للأسف، نادرًا ما تنجح مثل هذه الإصلاحات في الشرق الأوسط الحديث. لكن في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، يتزايد غضب الجمهور من السياسيين كالمعتاد.
عمار المسعودي