وبعد عزلها عن باقي أنحاء البلاد لمدة شهرين، فإن إعادة فتح مدينة ووهان، حيث اكتُشف وجود الوباء لأول مرة في أواخر كانون الأول ، يمثل نقطة تحول في مكافحة الصين للفيروس على الرغم من انتشار العدوى منذ ذلك الحين إلى أكثر من 200 دولة.
وكان قوه ليانغ كاي (19 عامًا)، وهو طالب امتدت مهمة عمله في شنغهاي من شهر إلى ثلاثة أشهر بسبب توقف حركة المواصلات، على متن واحدة من أوائل القطارات فائقة السرعة التي سمحت السلطات بدخولها إلى مدينة ووهان صباح اليوم السبت.
وقال قوه لـ"رويترز" بعد أن استقبلته والدته في المحطة الرئيسية: "يسعدني جدًا أن أرى أسرتي".
واتخذت السلطات إجراءات صارمة لمنع الناس من دخول أو مغادرة المدينة الصناعية التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة في وسط الصين.
وكانت الأسر ملزمة بعدم مبارحة منازلها وجرى إيقاف خدمات الحافلات وسيارات الأجرة ولم يُسمح سوى لمتاجر المستلزمات الأساسية بالبقاء مفتوحة.
وذكرت اللجنة الوطنية للصحة اليوم السبت أنه تم تسجيل 54 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي أمس الجمعة، وأنها جميعًا لحالات وافدة من خارج البلاد.
أضافت اللجنة أن إجمالي عدد الإصابات في بر الصين الرئيسي بلغ 81394 حالة في حين ارتفع عدد الوفيات إلى 3295 حالة.
وشهدت ووهان حوالي 60 في المئة من حالات الإصابة بكورونا، لكن وتيرة الإصابات انحسرت بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية مما يعد دليلًا على نجاح الإجراءات التي جرى اتخاذها.
وسُجلت أحدث حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في ووهان، نتيجة عدوى داخل المدينة، يوم الإثنين.
واعتبارًا من اليوم السبت، علقت الصين دخول الأجانب الذين يحملون تأشيرات وتصاريح إقامة صينية سارية.
وشوهد موظفون، بعضهم يرتدي معدات واقية لكامل الجسم، ومتطوعون حول محطة السكة الحديد في الصباح وهم ينصبون أجهزة تطهير الأيدي ولافتات تذكّر المسافرين بأنهم بحاجة إلى كود صحي على هواتفهم المحمولة حتى يستطيعون ارتياد وسائل النقل العام.
وفي أحد قطارات المترو، رفع عامل لافتة كُتب عليها "ارتدِ قناعًا طوال الرحلة، لا ينبغي أن يتجمع الناس. وعندما تنزل، يُرجى استخدام كود الصحة".
وقال يوان هاي (30 عامًا)، وهو أحد الركاب في خط المترو الذي أعيد فتحه، عند سؤاله عن المخاطر: "الجميع يتخذون الاحتياطات الصحيحة. لذلك، لا ينبغي أن تكون هناك مشكلة.. لكن عليك أن تكون حذرًا".
ويثير وجود عدد غير معروف من حاملي الفيروس في الصين مخاوف لدى عامة الناس من أن يتسبب رفع القيود في إطلاق آلاف الأشخاص الذين ما زال بإمكانهم نشر الفيروس دون معرفة أنهم مرضى.
ولا تزال الحياة في ووهان بعيدة عن وضعها الطبيعي إذ لا تزال الغالبية العظمى من المتاجر مغلقة وحواجز الطرق مقامة. ولن تسمح السلطات في ووهان للناس بمغادرة المدينة حتى يوم الثامن من نيسان. انتهى
محمد المرسومي