• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 03:50:51
{دولية: الفرات نيوز} مضت العادة بشغل الرجال منصب "المختار" في عموم العراق منذ تأسيسه، وصار أشبه بالعرف المتداول والمعتاد، حتى كُسِرت القاعدة بتولي {ثناء سلمان محمد الزبيدي} المنصب في منطقة السنية بالحلة مركز محافظة بابل.

ويشهد بنجاح تجربة {ثناء} في منصبها الكثيرون من أهل حي السنية، فيقول محمد الغزالي -وهو أحد أصحاب المحال في الحي- إن صراحتها بشأن القرارات والإجراءات الممكن تنفيذها وغير الممكنة، هو الركيزة الأساس لتعزيز العلاقة بينها وبين السكان الذين باتوا داعمين ومؤيدين لإدارتها المتميزة.
وأضاف في تصريح صحفي أنها تمتاز بتواصلها الدائم مع الأهالي وزيارة بيوت المنطقة للتعرف عليهم وعلى مشاكلهم وحاجاتهم عن قرب وبشكل واضح دون تهوين أو تهويل.
ويقول سامر حسن، وهو من مواطني مركز الحلة -مؤيدا لما قاله الغزالي- إن المختارة {ثناء الزبيدي} أثبتت أن العلة ليست بشغل المنصب من رجل أو امرأة بل في الإخلاص وتأدية الواجبات،" موضحا أن "ما قدمته من خدمات وتنسيقات بين الأهالي والجهات المسؤولة الخدمية والأمنية جعل الكثير من أحياء بابل يبحثون عن امرأة تمثلهم وتطلع على أحوالهم.
وتحف الأمر عندما يكون نوعيا وفريدا العديد من العراقيل، وهو ما تحدّثت به الزبيدي قائلة "لم تكن الصعوبات بقبول الأهل وقاطني الأحياء التي توليت أمرها أو رفضهم، بل المضايقات من مسؤولين في القضاء وبرلمانيين، وحتى أعضاء في مجلس محافظة بابل الذين هم على دراية بتجربتي وإمكاناتي".
وتأتي الخبرة من تجارب الحياة وتنمّى عبر الممارسة والتعلم من الإخفاقات واغتنام النجاحات، ولربما هي الأمور نفسها التي مكنت المختارة ثناء من مزاولة وظيفتها بنجاح، كونها عملت 12 عاما رئيسة للمجلس البلدي ببابل قبل حله.
وتقول ثناء إنها اكتسبت دراية بالمجال الخدمي وكيفية التعامل مع الناس من منصبها السابق في المجلس البلدي، وهو ما استطاعت توظيفه منذ استلامها منصب "المختار"، فكانت الثمار سريعة والدليل تمسك أهالي السنية بها.
ولم تكن الخبرة السبب الوحيد لنجاحها، فقد أكد حسن أن أكثر ما مكنها من النجاح في عملها أنها ابنة المنطقة كابرا عن كابر، فهي بين أهلها وقريبة من الجميع، وهو ما مكنها من تقديم خدمات للجميع وخاصة ذوي الحاجات والعوز.
بمرور الأيام، تتغير النظرات وفقا لما يتحقق من إنجازات أو إخفاقات، وقد جاءت خطوات ثناء معززة لثقة الناس بها.
وأوضح الغزالي أن وجود امرأة "مختارة" يبعث الاطمئنان للأسر بدخولها المنازل ولقائها النساء ومعرفة ما يلزمهن، إضافة إلى ربط النساء بالدوائر المعنية لتسهيل بعض أعمالهن، كون المرأة في المجتمع العراقي -وبحكم الأعراف العشائرية- تلاقي صعوبة في التنقل خاصة بين المؤسسات الحكومية.
وتقول إن أجمل ما وجدته وما تعتز وتفتخر به، أن ضابط الأمن الوطني في المحافظة وبعد قناعته التامة بواجباتها وأن دور المختار بيد المرأة يحقق الكثير من التسهيلات للمدنيين وارتباطهم بالدوائر الرسمية؛ بدأ التفكير جديا في تولية نساء أخريات المنصب ذاته في مناطق أخرى من بابل.انتهى
عمار المسعودي

اخبار ذات الصلة