• Monday 24 February 2025
  • 2025/02/24 08:05:05
{سياسية: الفرات نيوز} قال رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، ان الإقليم يواجه "حملة مظللة" وتجاوز على حقوقه الدستورية.

وقال بارزاني في كلمة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية والتي القاها خلال مؤتمر (كوردستان مهد التعايش السلمي) :"على الرغم من أن إقليم كوردستان يعد مركزاً وملاذاً لجميع القوميات والأديان والمذاهب التي شعرت تحت ظلاله بالسلام والطمأنينة، ومع ذلك تعرضت هذه الواحة المسالمة لهجمات من جانب من يتبنون الأفكار المعادية، محاولين تقويض ثقافة التعايش في الإقليم، بل ومحاولة محو وإبادة القوميات والأديان داخل كوردستان".

وأضاف "إن تاريخ وطننا الحديث يشهد بوضوح على المآسي التي عاناها بسبب الفكر الشوفيني والعدائي الذي ينفي وجود أمتنا. لقد تعرض بلدنا لكوارث فادحة وإبادات جماعية عديدة، فالتدمير والحرق ودفن الأحياء وحملات الأنفال والهجمات الكيميائية كانت نتيجة لهيمنة تلك الأفكار والعقليات التي ضربت المساواة والعدالة عرض الحائط، ورفضت الاعتراف بحقوق القوميات الأخرى، اليوم، لم يبق الكثير من الذين هاجمونا، بيد أننا بقينا. وهذا لم يحدث إلا بفضل الحفاظ على هذه الثقافة وفكر التعايش".

وأكد بارزاني "يدرك الجميع أنه خلال ثورة أيلول، وعلى الرغم من أعمال القتل التي اُرتكبت ضد مواطنينا، أصر البارزاني الخالد على عدم السماح بأن تتحول هذه المعركة إلى صراع بين الكورد والعرب. بل كان يشدد دائماً على أن حربنا كانت ضد الأنظمة الاستبدادية، وليس ضد القوميات، وخلال الانتفاضة، التي انطلقت بعد ثلاث سنوات فقط من حملات الأنفال والهجمات الكيميائية، تم أسر الآلاف من الجنود العراقيين في إقليم كوردستان، لكن فخامة الرئيس مسعود بارزاني دعا إلى احترامهم وحمايتهم".

وشدد "إننا سنحافظ دوماً على هذه الثقافة الجميلة، وسيكون خطابنا مبنياً على المحبة والتعايش السلمي، واحترام المساواة والعدالة، ولن نسمح باستيراد أي فكر يدعو للكراهية أو العنف داخل الإقليم. وللأسف، يبدو أن البعض لم يستخلصوا العبر من دروس التاريخ، إذ نشهد محاولات جديدة لنشر الفكر الشوفيني وإلغاء الآخر وفرض الإرادات".

وتابع رئيس حكومة كردستان "لقد قدمنا تنازلات جمة من أجل تأسيس عراق اتحادي وديمقراطي، وبذلنا أقصى جهودنا لإنشاء عراق جديد يشعر فيه كل مكون بوجوده وبضمان حقوقه وخصوصيته. ومع ذلك، نلاحظ أن هذه العملية تنحرف تدريجياً عن المسار المطلوب، وأن العراق يتجه باتجاه تجارب الماضي المرير" مؤكدا ان "هناك محاولات لانتهاك حقوقنا الدستورية، إلى جانب نشر خطاب الكراهية والعداء ضد إقليم كوردستان بطريقة مضللة، والادعاء بأن ازدهار إقليم كوردستان وتطويره يأتي على حساب أجزاء أخرى من العراق، إذ يريد هؤلاء بهذا الأسلوب إخفاء سوء إدارتهم وفسادهم وإهدارهم للثروة العامة".

واستدطرد بارزاني بالقول "في السنوات التي دار فيها اقتتال طائفي في أجزاء واسعة من العراق، أصبح إقليم كوردستان ملاذاً للجميع. فكل الطوائف التي كانت تتقاتل مع بعضها البعض في أجزاء أخرى من العراق أصبحت جيراناً لبعضها بعضاً في إقليم كوردستان" منوها الى انه "وإبان الحرب ضد إرهابيي داعش، لاذ مئات الآلاف من المواطنين من باقي أجزاء العراق بالإقليم، ولا يزال معظمهم لا يريدون مغادرة المخيمات أو العودة إلى ديارهم، لأنهم ما زالوا يشعرون بالخوف وعدم الاطمئنان".

وأوضح "نحن فخورون بأن لدينا مثل هذه الثقافة، ويجب علينا جميعاً أن نسعى جاهدين لتطوير أفكارنا وروحية التعايش بيننا. وندعو الشعب والمسؤولين المخلصين في باقي أجزاء العراق إلى منع انتشار أفكار العنف وإنكار الآخر، واستخلاص العبر من التاريخ الدموي في العراق، ولنعمل جميعاً نحو ترسيخ السلام والتسامح وتكريس إمكاناتنا من أجل ذلك، لنصبح عاملاً لإحلال السلام وإنهاء الحروب وإراقة الدماء، ليس في الإقليم والعراق فحسب، بل في جميع أنحاء المنطقة والعالم بأسره".

وشدد بارزاني "لا بد من التأكيد على أن الالتزام بالدستور العراقي يمثل الضمانة الوحيدة للاستقرار وحماية حقوق جميع المكونات العراقية، لقد عانت كوردستان وجميع مكوناتها من محاولات عديدة للتطهير والنفي كحملات الأنفال والهجمات الكيميائية واحتلال الحرث والنسل وحرق الأخضر واليابس والتهجير وإلغاء الهوية القومية، لذلك نطالب بالتعويض عن كل ما لحق بنا من ظلم، وفقاً للدستور".

وبين إن "مشكلتنا لا تقتصر على قضية الرواتب والمسائل المالية، فهم الآن تجاهلوا وانتهكوا معظم حقوقنا الدستورية، وأحد الأمثلة الواضحة على ذلك هو التهديد المستمر الذي يتعرض له الفلاحون الكورد والتركمان في كركوك وضواحيها، حيث يتم الاستيلاء على أراضيهم الزراعية. يريدون ربط جميع حقوقنا بالمسألة المالية والرواتب، ومن ثم استغلال هذا الموضوع ضدنا".

وطالب رئيس حكومة الاقليم "سلطات بغداد باحترام الدستور وأخذ العبر من التاريخ، إذ أن ما يمكن أن نحققه بالسلام والاستقرار لن يتحقق بالحرب والظلم وفرض الإرادات، كما أدعو مواطني كوردستان المخلصين والأطراف السياسية في الإقليم، إلى عدم نسيان نضالات وتضحيات شعبنا، وعدم التخلي عن قيمهم العليا تحت أي ضغط أو من أجل المصالح الفئوية الضيقة، والمضي قُدما في ترسيخ هذه الثقافة واحترام القيم المقدسة التي نتميز بها، من أجل وطن مزدهر وقوي".

اخبار ذات الصلة