• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 16:39:03
{دولية: الفرات نيوز} بعد مرور شهر على قرار تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة قرارا مشابها يقضي بتحويل متحف كاريه، وهو كنيسة أرثوذكسية قديمة في إسطنبول إلى مسجد.

ويرى محللون أن هذه القرارات يراد منها حشد مزيد من التأييد في أوساط أنصار أردوغان في وقت تعاني تركيا موجة تضخم وضبابية اقتصادية.


"اليونان: الخطوة استفزاز آخر بحق المؤمنين والمجتمع الدولي"

وتعكس الخطوتان جهود أردوغان لحشد مزيد من التأييد في أوساط أنصاره المحافظين والقوميين في وقت تعاني تركيا موجة تضخم وضبابية اقتصادية جرّاء فيروس كورونا.

لكن من جهة أخرى، فإن هاتان الخطوتان تفاقمان التوتر بين تركيا وكبار المسؤولين الدينيين الأرثوذكس والكاثوليك في العالم.

فقد رأت وزارة الخارجية اليونانية في الخطوة "استفزازا آخر بحق المؤمنين والمجتمع الدولي".

ويحاول أردوغان في السنوات القليلة الماضية أن يركز أكثر على المعارك التي أدت إلى هزيمة بيزنطة على أيدي العثمانيين.

"تاريخ متجذر"

ويبيّن تاريخ هذا الصرح المبني قبل ألف عام تاريخ آيا صوفيا الأكبر والأكثر شهرة والواقعة بجواره على الضفة الغربية من "القرن الذهبي" في الجانب الأوروبي من إسطنبول. وكانت كنيسة "المخلص المقدس في خورا" كنيسة بيزنطية من القرون الوسطى تحتوي على لوحات جدارية تمثل "الدينونة" لا يزال يثمنها العالم المسيحي.

وحل الصرح اليوم مكان مبنى شيّد كجزء من دير عندما تحوّلت القسطنطينية إلى العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع. ويضم المبنى مئذنة في إحدى زواياه وقببا صغيرة أشبه بتلك الموجودة على مساجد كبيرة أخرى في إسطنبول.

لكنه يضيق في الداخل باللوحات الجدارية والفسيفساء التي تمثّل بعض أبرز نماذج الفن البيزنطي في العالم المسيحي.

وتم تحويل الكنيسة إلى مسجد كاريه بعد نصف قرن على سقوط القسطنطينية عام 1453 على أيدي العثمانيين.

ثم أصبحت متحف كاريه بعد الحرب العالمية الثانية في إطار جهود تركيا لإقامة جمهورية جديدة أكثر علمانية على أطلال الإمبراطورية العثمانية.

وبعدها ساهمت مجموعة من مؤرخي الفنون الأميركيين في ترميم الفسيفساء الأصلية للكنيسة، وافتتحت للعامة في 1958.

ووافقت أعلى محكمة إدارية في تشرين الثاني على تحويل المتحف إلى مسجد.

"سنزورها حتى لو كانت مسجدا"

واعتبر السائح الفرنسي البالغ من العمر 48 عاما فريدريك سيكار من خارج المبنى "إنه مكان يعبق بالتاريخ ويحمل الكثير من الرمزية بالنسبة للعديد من الأشخاص".

وتابع: "بالنسبة إلي يصعب فهم واستيعاب عمليات التحويل هذه. لكننا سنزورها حتى لو كانت مسجدا. قد يكون علينا فقط ترتيب زيارات خارج أوقات الصلاة".

"تضارب في الآراء بين الأتراك"

وانتقد غارو بايلان النائب المعارض في حزب الشعب الديمقراطي الخطوة التي رأى فيها "عارا على بلدنا" وقال "تمت التضحية برمز آخر في هوية بلادنا المتعددة الثقافة وتاريخها المتعدد الدين".

ورأت زينب ترك يلماظ وهي مؤرخة متخصصة في الإمبراطورية العثمانية أن هذا "تدمير" إذ إن جدران المبنى مليئة بمظاهر الفن المسيحي التي سيتوجّب تغطيتها كما كانت الحال في عهد العثمانيين. وقالت "يستحيل إخفاء الرسوم الجدارية والفسيفساء لأنها تزين المبنى بأكمله".

لكن بعض السكان أعربوا عن تأييدهم الكامل للخطوة. وقال يوجيل شاهين لدى مروره أمام المبنى "هناك عشرات ومئات الكنائس والمعابد في إسطنبول بينما فتح عدد قليل منها للصلاة كمساجد. هناك كثير من التسامح في ثقافتنا".

محمد المرسومي

اخبار ذات الصلة