ويعتبر فقدان تلك الحواس من الأعراض الشائعة للإصابة بعدوى كورونا، إلا أن أحدا لم يعرف بأنها ترافق المرضى بعد تعافيهم لفترة زمنية طويلة نسبيا.
وشارك البعض تجاربهم مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، حيث عبروا عن عدم مقدرتهم على اشتمام العطور وأن بعض أطعمتهم المفضلة، كالبيتزا، بات طعمها يشابه "الورق المقوى".
وقال أطباء إن بعض المتعافين من المرض سيستعيدون قدرتهم على الشم والتذوق مع مرور الوقت، إلا أن البعض الآخر قد لا يستعيدها أبدا، وفقا لصحيفة "ديلي ميل".
وتمكن أميركي من ولاية يوتا اسمه مات نيوي (23 عاما) من الشفاء سريعا بعد إصابته بالفيروس بشكل طفيف.
وقال نيوي إنه حاول اشتمام زجاجة عطر جدته المتوفية خلال زيارة لمنزلها، إلا أنه لم ينجح بذلك.
"أحببتها كثيرا. أردت أن أتذكر كيف كانت رائحتها للمرة الأخيرة (..) شعرت بأنني أخسر تلك الذكرى. هذا مؤلم"، قال نيوي.
بالإضافة إلى ذلك، غيرت العدوى علاقة الشاب مع الطعام، كونه لا يستطيع سوى تحسس ملمسه، دون التمتع بنكهته.
وقال "أمضيت يوما ونصف دون تناول أي طعام لأن معدتي فقدت التواصل".
وبحسب الصحيفة، فإن الأمر جعل الشاب يستغرق وقتا يصل إلى ساعتين لتناول وجبة واحدة من الطعام.
ويشعر نيوي بالقلق حيال عجزه عن اشتمام رائحة احتراق الشطائر التي كانت شقيقته تحضرها، كونه بات مدركا لحقيقة أنه قد لا يتمكن من اشتمام رائحة الدخان إن احترق بيته يوما ما.
وشارك دان ليرغ (62 عاما) تجربته كذلك، بالقول لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه لم يتمكن من الاستمتاع بتناول الطعام منذ تعافيه من عدوى كورونا.
"قبل يوم طلبنا (أنا وزوجتي) أروع بيتزا على الإطلاق، وسألتني: أليست رائعة؟"، قال الرجل الذي يقطن في ولاية ميشيغن الأميركية.
وأردف "أجبت: لا أعرف. يبدو مذاقها كالورق المقوى بالنسبة لي".
وطالبت الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة في مارس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إضافة "الأنوسميا"، وهي فقدان المقدرة على الشم، لقائمة أعراض الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
كما قالت منظمة الصحة العالمية إنها تحقق في رابط محتمل ما بين العدوى وفقدان حاسة الشم، إلا أن الإثباتات لا تزال في طورها الأولي.
ووجدت دراسة أجريت في إيطاليا والمملكة المتحدة أن 64 بالمئة من مرضى كورونا أبلغوا عن تغيرات في حاسة الشم أو التذوق لديهم.انتهى
عمار المسعودي