• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 18:34:36
{بغداد: الفرات نيوز} منذ شهر، نجحت قوات الأمن بمنع هجمات إرهابية بالعاصمة بغداد، عبر اعتقال عناصر من فلول داعش الارهابية خططوا لتنفيذها بأحزمة ناسفة، لكن تفجيرا الخميس أعادا للأذهان "الأيام الدامية" جراء هجمات انتحارية، خلال السنوات الماضية.

وكانت آخر الهجمات، التي شهدتها بغداد وتبنى داعش مسؤولية تنفيذها، وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، باستخدام سيارة مفخخة وعبوات ناسفة خلفت 10 قتلى وعشرات الجرحى.

وخلال العام الجاري، أعلنت سلطات الأمن، اعتقال وإحباط هجمات انتحارية لداعش كانت تستهدف مواقع أمنية وتجمعات مدنية وأسواق شعبية في العاصمة.

وأعلن قادة الأمن بأن بغداد باتت مستقرة أمنيا بفعل العمليات الاستباقية وتفعيل الجهد الاستخباري، لكن داعش خلال تلك الفترة صعدت من هجماتها في محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك، والأنبار.

وأمام تأكيدات القادة الأمنيين بتحسن أوضاع بغداد، كانت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تحذر من أن داعش لايزال يشكل تهديدا على الأمن العراقي.

وفي الأشهر الماضية، شهدت بغداد تقليص الحواجز الأمنية وإعادة فتح المناطق المغلقة لسنوات بسبب الهجمات الانتحارية، إثر تحسن الوضع الأمني، لكن تجدد الهجمات قد يعيد فرض الإجراءات السابقة مجددا.

وكانت التفجيرات الانتحارية يوما ما أمرا شائعا في بغداد، لكنها أصبحت نادرة الحدوث منذ أن هزمت القوات الأمنية داعش عام 2017، ليعود الوضع الأمني إلى الهدوء في العاصمة وأغلب مناطق البلاد، مع استمرار بعض الهجمات المتفرقة في مناطق بعيدة عن المدن.

وقد تؤثر الهجمات الانتحارية على خطة الحكومة لإخراج الجيش من المدن واستلام الشرطة مسؤوليات حفظ الأمن، إذ وضعت الداخلية خطة تطبق خلال 2021 تقضي باستلام الملف الأمني من الجيش في محافظات بابل وواسط، وديالى، والديوانية، والمثنى.‎

والخميس، فجر انتحاريان ارهابيان نفسيهما بالسوق الشعبي في ساحة الطيران وسط بغداد، ما أسفر عن استشهاد 32 شخصا وجرح 110 آخرين، وفق حصيلة لوزارة الصحة.

-"رد قاسٍ ومزلزل" 

وعلى خلفية الخرق الأمني، أصدر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، أمس الخميس، أمراً بإعفاء خمسة ضباط وقادة أمن كبار وتكليف آخرين بدلاً منهم بينهم قائدي عمليات بغداد والشرطة الاتحادية ومدير عام خلية الصقور الاستحباراتية في وزارة الداخلية.

كما توعد الكاظمي بـ"رد قاسٍ ومزلزل" وقال: "سيرى قادة الظلام الداعشي أي رجال يواجهون" حسب قوله.

وأكدت وزارة الداخلية عزمها القبض على الارهابيين الجناة، وقال المتحدث باسمها اللواء خالد المحنا للفرات أمس، ان "الخروقات الامنية ورادة وتحدث بين الحين والاخر والعبرة في تمكن القوت الامنية في تعقب المجرمين وتحييد جماح الارهاب"، مؤكدا ان "من خلال تتبع لوضع السابق نجد نجاح امني للقوات الامنية والفترة المقبلة ستشهد القاء القبض على متورطين في الجريمة".

وشدد على تصميم الداخلية تسلم الملف الأمني لبعض المحافظات من قطعات الجيش خلال 2021.

كما أكد الناطق باسم القائد العام اللواء يحيى رسول اليوم ان "القوات الأمنية ستصل إلى منفذي جريمة ساحة الطيران" لافتا الى ان الكاظمي "وضع كل إمكانيات الدولة لمواجهة الإرهابيين وان الجيش سيدعم القوات الأمنية في حفظ الأمن مع تكثيف الجهد الاستخباري للبحث عن المخططين للهجوم الارهابي".

أما قيادة العمليات المشتركة فقد تعهدت باعتقال من ساعد الإرهابيين في الوصول إلى بغداد" مشيرة الى ان "الضغط الذي مارسته القوات الأمنية على الإرهابيين دفعهم لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في بغداد".

وشددت على، ان "بغداد آمنة وقواتنا الأمنية قادرة على التصدي وإيقاف أي هجوم" مؤكدة "تصميمها على "إنهاء عصابات داعش من الوجود نهائياً".

- ضعف الجهد الأمني والاستخباري

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، طه الدفاعي، في تصريح صحفي، إن ضعف الجهد الأمني والاستخباري يعتبر السبب الرئيس وراء الهجمات الانتحارية الجديدة في بغداد.

وأضاف الدفاعي: "ما حدث في بغداد، سببه ضعف الجهد الأمني والاستخباري لوزارة الداخلية من خلال الفشل في ملاحقة الإرهابيين، خصوصا في أطراف المدينة".

وأردف: "قوات الأمن رغم تمكنها من اعتقال عدد من داعش، لكنهم للأسف لم يصلوا عبر الجهد الاستخباري الذي كان ضعيفا لجميع خلايا التنظيم في أطراف العاصمة".

وتابع: "نعتقد أن داعش لايزال يشكل تهديدا على الأمن خصوصا في المناطق التي كان يسيطر عليها شمالي وغربي البلاد".

بدوره، ذكر عضو اللجنة، النائب كاظم الصيادي، في تصريح صحفي، أن الصراعات السياسية تؤثر بشكل كبير على مجريات الوضع الأمني في العراق.

وأضاف الصيادي: "الصراعات السياسية الحالية بسبب قضية الانتخابات المبكرة، حيث البعض يطلب التأجيل والبعض يريد الإسراع بإجرائها، كلها تخلق فوضى تلقي بظلالها على الوضع الأمني واستغلالها من قبل مسلحي داعش لشن الهجمات".

وستنظم الانتخابات المبكرة بالعراق، في 10 تشرين أول المقبل، بعدما تقرر تأجيلها، حيث يعتبر إجرائها مطلب احتجاجات شعبية تشهدها البلاد منذ آواخر 2019.

وأيدت غالبية الكتل السياسية قرار تأجيل الانتخابات، التي كانت مقررة في 6 يونيو/حزيران المقبل، لفسح المجال أمام مفوضية الانتخابات للانتهاء من استعداداتها اللوجستية الخاصة بالانتخابات.

- خلايا داعش شمالي بغداد

ويرى العميد المتقاعد، راضي محسن، أنه من المتوقع عودة الهجمات الانتحارية إلى بغداد، بسبب عدم حسم الوضع الأمني بشكل جيد في مناطق شمالي وغربي العاصمة.

وأوضح محسن، في تصريح صحفي، أن "قوات الأمن شنت عمليات بتلك المناطق، لكن حتى الآن هناك مناطق وعرة وزراعية لم تصلها قوات الأمن شمالي بغداد، وهي مأوى مناسب لإعادة ارهابيي داعش ترتيب صفوفهم".

وأضاف: "قوات الأمن للأسف لم تستغل فرصة ذهبية عام 2020، حيث كان بإمكانها تمشيط تلك المناطق وفرض سيطرتها الكاملة عليها، قبل أن تبدأ خلايا داعش بمهاجمة أهدافها".

ويقصد المتحدث بـ"الفرصة الذهبية" أن قوات الأمن العراقية لم تستغل استقرار الأوضاع الأمنية بمناطق شمالي بغداد آنذاك، لإجراء عمليات دهم وتمشيط عن خلايا داعش.

و"الأيام الدامية" هو مصطلح أطلقته السلطات العراقية، على التفجيرات العنيفة التي شهدتها بغداد ومدن عراقية منذ 2009 ولغاية 2019 وخلفت مئات الشهداء والجرحى، أبرزها تفجيرات "الأحد الدامي" و"الأربعاء الدامي".

والأحد 3 يوليو/تموز 2013، فجر انتحاري شاحنته المفخخة في حي الكرادة وسط بغداد، وهو ما خلف أكثر من 250 شهيداً ونحو 500 جريح.

فيما تعرضت بغداد، الأربعاء 19 أغسطس/آب 2009، لسلسلة هجمات انتحارية استهدفت مبنى وزارة الخارجية والمناطق القريبة منها، ما خلف 74 شهيداً وأكثر من 200 جريح.

غفران الخالدي

اخبار ذات الصلة